الأزمة العراقية التركية تتجه للتصعيد

U.N. Security Council members vote on a French-sponsored counter terrorism resolution aimed at Islamic extremist, Friday, Nov. 20, 2015 at United Nations headquarters. The Security Council unanimously approved the resolution, calling on all nations to redouble and coordinate action to prevent further attacks by Islamic State terrorists and other extremist groups. (AP Photo/Bebeto Matthews)
مجلس الأمن الدولي خلال جلسة تصويت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي (أسوشيتد برس)
بدأت الأزمة الناجمة عن إرسال جنود أتراك لشمال العراق تتجه نحو التصعيد والتدويل خاصة بعد تقديم طلب روسي إلى مجلس الأمن الدولي بمناقشة المسألة, وإعلان تركيا أنها لا تنوي سحب الجنود الذين أرسلتهم لحماية مدربين عسكريين أتراك يوجدون بالأراضي العراقية.

وقال مراسل الجزيرة بالأمم المتحدة إن روسيا طلبت من مجلس الأمن الدولي بحث الغارات الجوية التي تنفذها تركيا في سوريا والعراق, وأكدت مصادر دبلوماسية غربية أن المجلس سيناقش هذه المسألة اليوم الثلاثاء خارج جدول أعماله.

ونقل المراسل عّن تلك المصادر تأكيدها أن الدول الغربية ستركز جهودها على التهدئة بين موسكو وأنقرة, لاعتقادها أن المستفيد الأول من التوتر الحالي المتصاعد في المنطقة هو تنظيم الدولة الإسلامية وفق هذه المصادر.

وقد اتهم العراق تركيا بانتهاك سيادته بنشر قوات في معسكر قرب خط الجبهة في الموصل شمالي البلاد الأسبوع الماضي، وهددت بغداد بإحالة المسألة إلى مجلس الأمن الدولي ما لم تسحب تركيا قواتها في أجل ينتهي اليوم.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال الأحد إن بغداد قد تلجأ لمجلس الأمن إذا لم تنسحب القوات التركية التي أرسلت إلى شمال العراق خلال 48 ساعة، واصفا نشرها بأنه انتهاك للسيادة الوطنية بعد أن تمت من دون إخطار بغداد أو التنسيق معها.

المؤتمر الصحفي ببغداد للجعفري وشتاينماير (الأوروبية)
المؤتمر الصحفي ببغداد للجعفري وشتاينماير (الأوروبية)

لكن تركيا قالت -في المقابل- إنها لن تسحب مئات الجنود الذين أرسلتهم من أجل حماية مدربين عسكريين أتراك يوجدون في الأراضي العراقية بطلب من سلطات بغداد, ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين أتراك قولهم "نتوقع أن تبقى هذه القوات".

الجعفري وشتاينماير
في الأثناء، قال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إن المهلة النهائية المحددة لأنقرة لسحب جنودها من شمال العراق لا تنطبق على المستشارين العسكريين.

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي في بغداد مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إن الحكومة العراقية قبلت مبدأ وجود مستشارين عسكريين من عدة بلدان داخل العراق, نافيا في المقابل قبول بغداد دخول قوات برية إلى الأراضي العراقية.

من جانبه، قال شتاينماير إن العراق بلد ذو سيادة, وأي وجود أجنبي على أرضه يتطلب التنسيق مع الحكومة العراقية, ورحب بإجراء اتصالات بين بغداد وأنقرة للتأكد من عدم وجود تجاوز بشأن دخول القوات التركية لشمال العراق.

وأضاف "نحن نعلم أن هناك تدريبا عسكريا تركيا في الماضي أيضا, ولكن نرحب بأن تكون هناك الآن اتصالات مباشرة بين الحكومتين العراقية والتركية في هذا الشأن, ونأمل أن نتفادى المزيد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط المليئة بالصراعات".

يُذكر أن تركيا أرسلت الخميس الماضي نحو 150 جنديا إلى معسكر بمنطقة بعشيقة بشمال العراق، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في سياق تناوب دوري ضمن برنامج تدريب قائم بالفعل لمساعدة العراقيين على استعادة الموصل من تنظيم الدولة، لكن سلطات بغداد طالبات بانسحاب الجنود معتبرة أن العملية تمت دون تنسيق.

المصدر : الجزيرة + وكالات