السلطة ترفض تحذير الشعبية لسفيرها ببلغاريا

عمر النايف - أسير فلسطيني محرر تمكن من الهرب من سجون الاحتلال عام 1990 وتطالب إسرائيل السلطات البلغارية بتسليمه (ناشطون)

عوض الرجوب-رام الله

رفضت وزارة الخارجية الفلسطينية تحذيرات واتهامات وجهتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى السفارة الفلسطينية في بلغاريا لاعتزام السفارة تسليم المواطن الفلسطيني عمر النايف لإسرائيل.

وقالت الخارجية إنها لا تقبل "بتوجيه تهديد ضد سفير دولة فلسطين في بلغاريا أحمد المذبوح"، مضيفة أن "السفير لن يقوم بتسليم أحد، وليس من سلوك أي سفير التعامل مع أبناء شعبه إلا في إطار المسؤولية الوطنية والأخلاقية".

وكانت الجبهة الشعبية حذرت في بيان لها الاثنين السفارة الفلسطينية في بلغاريا من مغبة تسليم الأسير الفلسطيني المحرر عمر زايد النايف إلى السلطات البلغارية "بهدف تسليمه إلى دولة الاحتلال الصهيوني"، محملة السفير الفلسطيني "بصفته الشخصية والرسمية المسؤولية عن كامل التداعيات السياسية وغيرها التي قد تنشأ عن مثل هذا القرار".

وكان النايف تمكن من الهرب بعد اعتقاله في إسرائيل قبل نحو عقدين ونصف العقد، والتنقلِ بين عدة دول عربية حتى استقر به المقام في بلغاريا عام 1994.

undefined

الشعبية تتهم
وقالت الجبهة إن النايف لجأ مؤخرا إلى السفارة الفلسطينية "باعتبارها الموقع الطبيعي والوحيد الذي يمكن أن يوفر له ولكل فلسطيني وفلسطينية الحماية القانونية والسياسية"، متهمة السفير المذبوح بممارسة "كافة أشكال الضغط النفسي، فضلا عن أسلوب التهديد المباشر بتسليم المناضل زايد إلى السلطات البلغارية خلال 24 ساعة القادمة أو مغادرة السفارة!".

وطالبت الجبهة الشعبية منظمة التحرير الفلسطينية وكل القوى والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية والعربية والدولية بالتدخل الفوري والعاجل وتحمل مسؤولياتها لحماية الأسير المحرر عمر النايف، موضحة أن "قضية هذا المناضل ليست مسألة فردية أو شخصية بل هي قضية وطنية وجماعية".

من جهتها شددت الخارجية في بيانها الثلاثاء ردا على بيان الشعبية على أنها "تتحمل مسؤولياتها كما تراها وليس كما يراها غيرها"، مضيفة أنها "لن تقبل أن تقوم أية مجموعة تحت أي مبرر بتهديد سفير دولة فلسطين لقيامه بعمله وواجبه الوطني، وهو الذي يتابع بمسؤولية كبيرة هذه المهمة منذ البداية على عكس ما يدّعونه في بيانهم الذي هو بعيد كل البعد عن الحقيقة".

وقالت الخارجية إنها شكلت خلية أزمة تضم في عضويتها وزارة العدل وهيئة شؤون الأسرى والمحررين وجهاز المخابرات العامة والنيابة العامة، لمتابعة قضية النايف مع السفير من جهة، والسلطات البلغارية من جهة ثانية، لتجنب اعتقاله وتسليمه من قبل السلطات البلغارية لإسرائيل.

وأوضحت أن رئيس الوزراء رامي الحمد الله أرسل بناء على طلب وزارة الخارجية رسالة لنظيره البلغاري بهذا الخصوص مطالبا إياه بتحمّل مسؤولياته تجاه قضية المواطن، في حين أرسل وزير الخارجية رياض المالكي رسالة عاجلة وهامة إلى نظيره البلغاري تتضمن نفس المطلب.

الشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان دعت السلطات البلغارية إلى عدم الاستجابة للضغوط التي تمارسها جهات إسرائيلية رسمية بهدف تسلم الأسير الفلسطيني المحرر عمر زايد النايف

ملاحقة لعقود
ووفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، فإن إسرائيل ومن خلال النيابة العسكرية الإسرائيلية وجّهت منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري رسالة عن طريق سفارة إسرائيل إلى وزارة العدل البلغارية تطالب فيها بتسليم الأسير المحرر عمر زايد النايف.

وذكرت الهيئة أن النايف اعتقل عام 1986 في مدينة القدس المحتلة، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، وبعد أربع سنوات من مكوثه في السجن أعلن إضرابا عن الطعام، وبعد أربعين يوما من الإضراب تم نقله إلى أحد المستشفيات في مدينة بيت لحم، وفي 21 مايو/أيار 1990 هرب من المستشفى وتمكن من الاختفاء حتى الخروج من الوطن.

ووفق الهيئة، فإن النايف عاش متشردا في الدول العربية حتى عام 1994 حيث سافر إلى بلغاريا واستقر هناك وتزوج ولديه ثلاثة أطفال، موضحة أن زوجته وأولاده يحملون الجنسية البلغارية ولديه إقامة دائمة في بلغاريا.

وكانت الشبكة الأوروبية لحقوق الإنسان دعت السلطات البلغارية إلى عدم الاستجابة للضغوط التي تمارسها جهات إسرائيلية رسمية بهدف تسلم الأسير الفلسطيني المحرر عمر زايد النايف.

ووفق الشبكة، فإن السلطات البلغارية أبدت استجابة للضغوط الإسرائيلية مؤخرًا حيث أمرت النيابة باحتجاز الأسير المحرر لمدة 72 ساعة قبل ترحيله إلى إسرائيل عقب إصدار "المحكمة السريعة" قرارا يؤيد ذلك، مضيفة أن الشرطة البلغارية لجأت إلى اعتقال أحد أبناء النايف بغرض تشكيل ضغط عليه عقب رفضه تسليم نفسه.

المصدر : الجزيرة