تنظيم الدولة يستهدف العبادي في الرمادي

قالت مصادر أمنية عراقية إن تنظيم الدولة الإسلامية أطلق رصاصا على مروحيات كانت تقل رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الرمادي بمحافظة الأنبار غرب العراق اليوم الثلاثاء. وأضافت المصادر أن التنظيم قصف أيضا الموقع الذي هبطت فيه المروحيات قرب جسر القاسم جنوب غرب الرمادي، لكنها أكدت أن العبادي والوفد المرافق له لم يتعرضوا لأي إصابات.

في غضون ذلك، أفادت مصادر للجزيرة بمقتل 11 جنديا "بهجوم انتحاري" نفذه تنظيم الدولة اليوم في البوعيثة شمال الرمادي في وقت أخلت قوات جهاز مكافحة الإرهاب بالتعاون مع شرطة الأنبار 350 مدنيا كانوا محاصرين وسط المدينة.

وقد نقلت قناة روداو الكردية عن مصدر في الجيش العراقي أن موكب العبادي تعرض لدى تواجده في منطقة جسر القاسم وسط الرمادي لقصف صاروخي فانسحب من المنطقة.

وزار العبادي اليوم الرمادي بعد يوم من إعلان "تحريرها" بعد إكمال سيطرة القوات العراقية على المجمع الحكومي وسط المدينة على الرغم من الإقرار بوجود بعض الجيوب لعناصر من تنظيم الدولة.

وقالت مصادر أمنية إن العبادي وصل الرمادي في طائرة مروحية بصحبة أكبر قائد عسكري في محافظة الأنبار إلى جامعة الأنبار على المشارف الجنوبية للرمادي والتقى قادة الجيش وقوات مكافحة الإرهاب.

ونقلت وكالة الأناضول عن قائد العمليات الخاصة الثالثة التابع لجهاز مكافحة الإرهاب في وزارة الدفاع العراقية اللواء سامي كاظم العارضي أن العبادي تفقد "المناطق المحررة" بمركز الرمادي والمجمع الحكومي وسطها بعد رفع العلم العراقي فوقه.

وأشار الى أن عددا من كبار قادة القوات العراقية والمسؤولين في وزارة الدفاع والشرطة رافقوا رئيس الحكومة في زيارته للاطلاع على سير العمليات والسيطرة على الأرض وانتشار القوات العراقية من جهاز مكافحة الإرهاب وشرطة الأنبار في مركز المدينة.

وكان العبادي توقع أمس الاثنين أن يكون عام 2016 عام الانتصار النهائي على تنظيم الدولة. وقال في خطاب متلفز "إذا كان عام 2015 عام التحرير فسيكون عام 2016 عام الانتصار النهائي وعام إنهاء وجود داعش على أرض العراق، وعام الهزيمة الكبرى لداعش".

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي أمس الاثنين استعادة السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي البلاد من قبضة تنظيم الدولة بعد أسابيع من المعارك.

جيوب للتنظيم
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب في العراق صباح النعماني في اتصال مع الجزيرة إن تنظيم الدولة لم يعد يسيطر على أي حي من الرمادي وضواحيها بمعنى السيطرة الفعلية، لكنه اعترف بوجود جيوب لأفراد التنظيم في مناطق داخلها، وأكد أنهم محاصرون ومكشوفون للأجهزة الأمنية وأنه سيتم القضاء عليها قريبا.

وحسب تصريحات المسؤولين الأمنيين بشأن سيطرة القوات العراقية، فإن "جيوب" تنظيم الدولة منتشرة في أغلبية مناطق الرمادي وبما يعادل نحو 90% من المدينة، لكن السيطرة على المجمع الحكومي منحت القوات الحكومية دفعة معنوية مهمة.

من جانبه، رفض قائد جهاز مكافحة الإرهاب في العراق عبد الغني الأسدي تحديد سقف زمني لانتهاء المعارك داخل مدينة الرمادي على الرغم من سيطرة القوات العراقية على المجمع الحكومي.

وقال الأسدي في لقاء مع الصحفيين في حي الحوز -بعد انتهاء المواجهات التي أسفرت عن انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة من المربع الحكومي- إن "العملية انتهت ولم يتبق إلا القليل".

في هذه الأثناء، قالت مصادر أمنية بمحافظة الأنبار إن سيارتين مفخختين يقودهما مسلحان من عناصر تنظيم الدولة انفجرتا عند تجمع لقوات عراقية كانت تقوم بعملية تطهير للمجمع الحكومي.

‪‬  الحرب لاستعادة السيطرة الحكومية على الرمادي شردت آلاف العائلات العراقية(الأوروبية-أرشيف)
‪‬  الحرب لاستعادة السيطرة الحكومية على الرمادي شردت آلاف العائلات العراقية(الأوروبية-أرشيف)

إخلاء مدنيين
في غضون ذلك، أعلن قائد شرطة محافظة الأنبار اللواء هادي رزيج كسار أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب بالتعاون مع شرطة الأنبار أخلت مئة أسرة يبلغ عدد أفرادها 350 مدنيا -أغلبيتهم من النساء والأطفال- كان يحاصرهم تنظيم الدولة وسط المدينة.

وأوضح كسار لوكالة الأناضول أن الأسر المذكورة استقبلتها القوات الأمنية في المجمع الحكومي وسط الرمادي وتم تقديم العناية اللازمة لها ونقلها إلى منطقة آمنة بعيدا عن العمليات العسكرية قبل نقلها إلى مخيم الحبانية السياحي بقضاء الخالدية (23 كلم شرق الرمادي).

من جانبه، قال قائد العمليات الخاصة الثالثة في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن سامي كاظم العارضي إن قطعات الجيش مستمرة بتنفيذ عملياتها المتبقية داخل مركز الرمادي، لتطهير ما تبقى من الأحياء السكنية.

المصدر : الجزيرة + وكالات