فرار عشرات العائلات مع احتدام معارك الرمادي

تمكنت عشرات العائلات من الفرار من وسط مدينة الرمادي (مركز محافظة الأنبار غرب العراق) مع اقتراب المعارك الضارية بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من محيط المجمع الحكومي في منطقة الحوز.

ومع دخول عملية "تحرير الرمادي" يومها الثالث، يتقدم الجيش بحذر شديد داخل أحياء المدينة المدمرة لتفادي وقوع خسائر بين المدنيين وفي صفوفه، وخشية من كمائن تنظيم الدولة، وسط توقعات بحسم المعركة خلال أيام.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية (شرقي الرمادي) إبراهيم الفهداوي أن نحو خمسين عائلة تمكنت من الفرار خلال القتال في محيط المجمع الحكومي في الرمادي، مشيرا إلى أن السلطات قدمت الطعام لتلك العائلات، ويجري إعداد حافلات لنقلهم إلى مخيم بعيدا عن خطوط المواجهة.

وفي السياق، أشار المتحدث باسم المجلس البلدي في الرمادي عيد عماش الكربلائي إلى أن من وصفهم بسكان الرمادي الذين كانوا محتجزين لدى تنظيم الدولة وسط المدينة فروا من الحصار، وتوجهوا إلى الوحدات العسكرية في تل مشيهدية (شرق الرمادي). ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الكربلائي أن معظم هؤلاء كانوا من الأطفال والنساء والمسنين الذين رفعوا الأعلام البيضاء أثناء تقدمهم نحو قوات الأمن.

وكانت القوات العراقية ألقت منشورات على الرمادي تطالب السكان بالابتعاد عن مناطق القتال، وفي هذا السياق قالت عضوة البرلمان العراقي لقاء مهدي الوردي إن على الحكومة العراقية أن تضع في حساباتها وهي تنفذ عملياتها العسكرية ضد تنظيم الدولة المدنيين المحاصرين في المدن ولا تكتفي بإلقاء المنشورات عليهم. وأشارت الوردي إلى أن مهمة الحكومة لا تتوقف عند إخراج المدنيين وإنما تمتد لتأمينهم بعد ذلك.

نداء استغاثة
وفي هذا الإطار، وجه مسؤول العلاقات في الحراك الشعبي العراقي عبد الرزاق الشمري نداء إلى الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى لإنقاذ أهل الرمادي الذين دعتهم الحكومة إلى مغادرة المدينة، "في حين تتربص بهم المليشيات على الطرق بهدف القتل والاختطاف"، وفق تعبيره.

من جانبه، اتهم عضو المفوضية العليا العراقية لحقوق الإنسان هَيْمَن باجِلان الحكومة العراقية بعدم الاستجابة لطلب المفوضية التي نادت مرارا وتكرارا بتوفير ممرات آمنة حسب الاتفاقات الدولية خلال العمليات العسكرية. وأضاف في مقابلة مع الجزيرة أن المفوضية طالبت أيضاً الحكومة العراقية بتوفير الإسعافات الأولية اللازمة في المناطق التي تسيطر عليها.

في هذه الأثناء، تواصل القوات العراقية عمليتها العسكرية في وسط مدينة الرمادي، وسط معارك وصفت بالضارية مع تنظيم الدولة، وقال ضابط رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب العراقي لوكالة الصحافة الفرنسية إن القوات العراقية تستعد لاقتحام منطقة الحوز التي يتواجد فيها المجمع الحكومي.

وأوضح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية إبراهيم الفهداوي لوكالة الأناضول أن "المعارك مستمرة بين قوات جهاز مكافحة الإرهاب وبعض عناصر التنظيم الموجودين في أبنية وأوكار قريبة بمئات الأمتار من المجمع الحكومي وسط المدينة".

وأضاف الفهداوي أن "الطيران الحربي للتحالف الدولي قصف أهدافا للتنظيم قرب المجمع الحكومي تمهيدا لتقدم قوات مكافحة الإرهاب وتجنب وقوع خسائر في صفوفها".

عملية صعبة لأيام
ونقل التلفزيون العراقي الرسمي عن قائد عمليات الأنبار اللواء إسماعيل المحلاوي قوله إن الجيش يتقدم بحذر لتفادي وقوع خسائر بين المدنيين، مشيرا إلى أن القوات العراقية تمكنت بعد مواجهات مع مقاتلي تنظيم الدولة من استعادة منطقة الجرايشي (شمال مدينة الرمادي)، وقتلت 15 من أفراد التنظيم، في حين أعلن تنظيم الدولة -في بيان- قتله 12 جنديا عراقيا في كمين شمال الرمادي.

كما نقل التلفزيون الرسمي عن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي قوله إن القوات الحكومية العراقية تتوقع إخراج تنظيم الدولة من مدينة الرمادي خلال أيام.
 
من جانبه، أفاد التحالف الدولي بأنه نفذ 24 غارة في الساعات الماضية استهدفت مواقع لتنظيم الدولة، تسع منها قرب الرمادي.

وأقر المتحدث باسم قوات التحالف ستيف وارن بأن معركة الرمادي ستكون صعبة لأسباب، منها الخوف من الكمائن التي ربما نصبها التنظيم.

المصدر : الجزيرة + وكالات