في ريف حلب.. الكلمة الأولى للمليشيات الأجنبية

تنتشر في سوريا مليشيات أجنبية تنتمي إلى جنسيات مختلفة، تقوم بدور رئيسي في القتال إلى جانب قوات النظام السوري ضد المعارضة المسلحة.

ورصد فريق الجزيرة في ريف حلب الجنوبي بالأدلة وجود عناصر إيرانية وغيرها من الجنسيات التي تساند النظام في المعارك الدائرة هناك تحديدا، منذ بدء تدخل روسيا بطائرات حربية لدعم قوات النظام البرية والمليشيات المناصرة له على الأرض.

وتشكل جبهة ريف حلب الجنوبي أهمية كبيرة لأطراف الصراع هناك، فالمعركة رهان حاسم للأطراف المتقاتلة.

والطرف الأول هو المعارضة السورية المسلحة التي تضم فصائل عدة، بينما لم يعد الطرف الآخر يقتصر على قوات النظام فحسب؛ فـهناك روسيا التي تمهد طائراتها الحربية للقوات البرية من جيش النظام والمليشيات الأجنبية، إضافة إلى صواريخ بعيدة المدى تطلقها من بوارجها الحربية على بلدات ريف حلب.

أما على الأرض، فهناك مليشيات إيرانية ولبنانية وعراقية وأفغانية، أصبحت تقاتل فصائل المعارضة المسلحة، بل تقود المعارك على الأرض بشكل رئيسي.

ومن أبرز هذه المليشيات، قوات الحرس الثوري الإيراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني، وبمشاركة من ضباط إيرانيين برتب رفيعة يتولون قيادة مليشيات عراقية وأفغانية. ومن أهم المليشيات الإيرانية أيضا قوات التعبئة الخاصة المعروفة باسم "الباسيج".

أما المليشيات العراقية فتضم 22 فصيلا تقاتل في معارك ريف حلب الجنوبي، من أبرزها حركة النجباء العراقية، وحركة أنصار الله الأوفياء، وحزب الله العراقي.

وانقلبت الأدوار القتالية في معارك ريف حلب الجنوبي، فأصبح دور المليشيات الإيرانية رئيسيا وقياديا، بينما أصبح دور النظام السوري ثانويا.

وتقول المعارضة المسلحة إنها قتلت خلال معارك ريف حلب الجنوبي ضباطا إيرانيين، أبرزهم مسعود أكبري، كما قتلت قياديين في حزب الله اللبناني وحركة أنصار الله الأوفياء، أبرزهم قائد الفوج الأول في الحركة صباح كاظم، وذلك إثر استهداف سياراتهم بصواريخ مضادة للدروع.

وقالت المعارضة المسلحة أيضا إنها استولت على آليات ومعدات لمليشيات أجنبية، وتمكنت من أسر أفراد من حزب الله اللبناني، وآخرين من الحرس الثوري الإيراني، أفادوا بالدور القيادي والرئيسي للمليشيات الأجنبية في معارك ريف حلب الجنوبي.

وتتعدد دوافع هذه المليشيات للقتال في ريف حلب، فثمة مصالح عسكرية للهيمنة على المنطقة كما هو الدافع الروسي، وثمة دوافع عقائدية دينية، كما هو الحال للمليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية.

ويبقى الدافع الأبرز لفصائل المعارضة المسلحة، الدفاع عن الأرض في وجه القوات المحتلة لها، وإسقاط نظام الأسد الذي قتل آلاف السوريين وهجر الملايين منهم.

المصدر : الجزيرة