قائد إسرائيلي: العمليات الفلسطينية فاجأتنا

A Palestinian uses a sling to hurl stones towards Israeli troops during clashes in the West Bank village of Beit Ommar, north of Hebron November 3, 2015. Israel shut down the main radio station in Hebron on Tuesday and turned part of the city in the occupied West Bank into a closed military zone, with troops clamping down on a district that has become the focal point of violent unrest. REUTERS/Mussa Qawasma
فلسطيني من قرية بيت أمر قرب الخليل يرشق جنود الاحتلال بالحجارة (رويترز)

أقرّ القائد العسكري الإسرائيلي لمنطقة الخليل يسرائيل تال أن حجم ونوع العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة فاجأ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أنه لا يوجد في الأفق المنظور نهاية لموجة العمليات المستمرة، مما يعني بقاء التوتر الأمني في الأراضي الفلسطينية.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تال قوله إن أفراد الشرطة والجنود في حالة استنفار على مدار الساعة منذ ما يزيد على الشهر "وكل ما يشغلنا محاولة معرفة من أين وكيف ستأتينا العملية القادمة، في ضوء التحدي الماثل أمامنا اليوم بغياب النموذج المفترض لمنفذ العملية القادم".

وأضاف "ليس هناك قواسم تمنحنا القدرة على تحديد المنفذ القادم بالضبط" مشيرا إلى العثور على "نظارات حديثة وكتب دراسية وملابس غالية الثمن" في حقيبة إحدى الفتيات اللواتي نفذن عملية طعن خلال الفترة الماضية "وهو ما يعني اختلافا كليا عن النموذج التقليدي الذي ينفذ العمليات ضد الإسرائيليين".

فلسطينيون بمدينة الخليل خلال مواجهات مع قوات الاحتلال (الأوروبية-أرشيف)
فلسطينيون بمدينة الخليل خلال مواجهات مع قوات الاحتلال (الأوروبية-أرشيف)

الخليل تؤرقهم
واعتبر القائد العسكري الإسرائيلي أن مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية تشكل مصدر أرق للجيش الإسرائيلي "فالضباط والجنود الموجودون في المدينة لا ينامون بسبب توتر الوضع الأمني على مدار الساعة".

وقال إن المدينة شهدت لوحدها 12 عملية طعن ودعس في أسبوع واحد فقط، و23 عملية خلال أسبوعين، مؤكدا "نحن نواجه مشكلة في نقص أعداد الجنود المفترض أن يؤمنوا الأوضاع الميدانية، ولا أستطيع أن أضع شرطيا أو جنديا في كل نقطة معرضة للتهديد".

وتابع أن الجيش يجري تقديرات موقف ميدانية على مدار الساعة "حتى نعرف إلى أين نحن ذاهبون". لكنه عبّر عن تشاؤمه حيال احتمال توقف العمليات، وقال "لا أعلم كم من الدماء ستسفك؟ وكم من العمليات سنبقى نحصي؟".

من جهة أخرى، اعتبر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان) الجنرال هرتسي هاليفي أن أحد أهم الأسباب لاندلاع موجة العمليات الأخيرة في القدس والضفة "شعور الفلسطينيين بالغضب والإحباط، وقناعتهم بأنه لم يعد لديهم ما يخسرونه بسبب السياسة الإسرائيلية".

صورة الشهيد إياد العواودة رافعا سكينه بعد استشهاده مثلت دافعا للفلسطينيين (أسوشيتد برس)
صورة الشهيد إياد العواودة رافعا سكينه بعد استشهاده مثلت دافعا للفلسطينيين (أسوشيتد برس)

المنفذ البطل
أما الخبير العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، فاعتبر في مقال تحليلي أن هناك تزايد ظاهرة "المنفذ البطل" في الأوساط الفلسطينية "لأن الفلسطينيين يعتبرون منفذي عمليات الطعن أو الدعس ضد الإسرائيليين، أبطالا كبارا، يستحقون الإشادة" مما يشجع الفتيان الفلسطينيين على اللحاق بهم، والانضمام لما يسميها الفلسطينيون -وفقا ليشاي- "قائمة الأبطال".

وقال إنه من الواضح أن نهاية مرتقبة للعمليات الفلسطينية ليست وشيكة، لأننا بين يوم وآخر نشهد داخل إسرائيل ومدن الضفة الغربية عمليتين وثلاثا يوميا، في ظل توفر عوامل التحريض الديني من جهة، والاحتكاك المتواصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين من جهة ثانية، وحالة الخوف والهلع التي تجتاح الجمهور الإسرائيلي من جهة ثالثة.

أما الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة معاريف، عاموس هارئيل، فاعتبر أن الأضرار التي تسببت بها العمليات الفلسطينية الأخيرة لم تقتصر على عدد القتلى والمصابين الإسرائيليين فقط، أو انتشار حالات الهلع والخوف بين الجمهور الإسرائيلي، بل تعدتها إلى تراجع مستوى العلاقات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

وأضاف أن التقديرات الاستخبارية لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى ضعف يتزايد لدى السلطة الفلسطينية، وتراجع مكانة رئيس السلطة محمود عباس، مما يعزز حالة عدم الاستقرار الأمني ويزيد من إمكانية اندلاع موجة جديدة من العمليات خلال أشهر معدودة قادمة.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية