إهانة رموز شيعية وكردية تثير توترا بالعراق

وقعت سلسلة من الإساءات المتبادلة للرموز الشيعية والكردية في العراق من قبل ناشطين من كلا الطرفين، من بينها حرق العلم العراقي في أربيل وعلم إقليم كردستان في كربلاء، لتطفو على السطح مظاهر توتر بين الجانبين المتحالفين حاليا.

وجرى تداول صور ومقاطع مصورة تظهر هذه الإساءات، حيث عبث أكراد بصورة المرجع الشيعي علي السيستاني، في حين وصف ناشطون من الشيعة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني بأنه عميل.

من جانبها، اعتبرت الحكومة العراقية "إهانة العلم في كربلاء محاولة يائسة لتخريب العلاقة الكردية الشيعية".

غير أن ساسة وقياديين من الجانبين تبادلا اتهامات بشأن نوايا كل جانب، لا سيما في ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان.

وزادت التوترات على خلفية مواجهات وقعت في منطقة طوز خورماتو المتنازع عليها، وبعد سيطرة قوات البشمركة الكردية على مدينة سنجار شمالي العراق من تنظيم الدولة الإسلامية.

وتناقلت وسائل إعلام عراقية تصريحات لزعيم مليشيا عصائب أهل الحق الشيعية -وهي مليشيا رئيسية بين مليشيات الحشد الشعبي– قيس الخزعلي، وهو يتوعد البارزاني ويتعهد باسترداد سنجار مما اعتبره احتلالا كرديا.

وكانت قوات البشمركة قد رفعت العلم الكردي على سنجار، وقال البارزاني إنه "لا علم يرتفع على المدينة سوى العلم الكردي".

الخزعلي توعد البارزاني بعد سيطرة البشمركة على سنجار (الجزيرة-أرشيف)
الخزعلي توعد البارزاني بعد سيطرة البشمركة على سنجار (الجزيرة-أرشيف)

تصريحات نارية
وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الحكيم خسرو لبرنامج الواقع العربي على شاشة الجزيرة أمس الأحد، إن "بعض السياسيين يركبون موجة هذه الاحتجاجات ويصرحون بتصريحات نارية ربما تشعل الوضع أكثر مما هو عليه".

وأوضح أن الوضع مرشح للتصاعد إذا لم تتدخل النخب السياسية للتوصل إلى اتفاق في عدد من الملفات المتعلقة بإدارة المناطق التي تتم استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية، ووضع إطار قانوني لمليشيات الحشد الشعبي.

واعتبر أن هذه المليشيات قد تسبب مشاكل ليس في خطوط التماس بين الأكراد والشيعة فقط، بل في العراق كله، إذا ظلت خارج إطار مؤسسات الدولة، مشيرا في هذا الصدد إلى التوترات في طوز خورماتو وجلولاء والسعدية.

وذهب أستاذ العلوم السياسية حازم الشمري إلى حد التحذير من "احتراب عرقي" قد يحدث بين الشيعة والأكراد على غرار الاحتراب الطائفي الذي شهده العراق في 2006-2007، إذا تمت استعادة كافة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

واعتبر الشمري -في حديثه لبرنامج الواقع العربي- أن عمليات حرق الأعلام بين الأكراد والشيعة هي رسائل متبادلة من الجانبين، لمعرفة التقارب أو التباعد فيما يتعلق بالقادم في العراق.

المصدر : الجزيرة + الصحافة العراقية