صواريخ من بحر قزوين توسع القصف الروسي بسوريا

شهدت الغارات الروسية على سوريا في يومها الثامن تطورا جديدا، إذ استخدمت موسكو أمس الأربعاء صواريخ بعيدة المدى أطلقتها من بحر قزوين بالتنسيق مع شركائها في بغداد، باتجاه مواقع المعارضة السورية.

وجاء القصف الجوي والصاروخي الروسي كغطاء لتحرك بري بدأته قوات النظام السوري وحلفاؤها في ريف حماة الشمالي، لكنها اصطدمت بهجوم مباغت شنته فصائل المعارضة مستخدمة صواريخ أميركية مضادة للدبابات.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شايغو إن أربع سفن حربية روسية تابعة لأسطول بحر قزوين أطلقت 26 صاروخا مجنحا على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية، بينما قال بيان لوزارة الدفاع إن الضربات الصاروخية شملت أيضا جبهة النصرة التي قالت موسكو إنها ستستهدفها أيضا بوصفها "تنظيما إرهابيا".

وأضاف أن الصواريخ أُطلقت من مسافة تتجاوز 1500 كيلومتر، ودمرت 11 موقعا لتنظيم الدولة الذي يسيطر على معظم محافظتي الرقة (شمال شرق) ودير الزور (شرق) وأجزاء من حلب (شمال) وحمص وحماة (وسط)، فضلا عن مساحات أقل في درعا (جنوب) وريف دمشق.

في هذه الأثناء، ذكرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة أن صاروخا من نوع "سكود" سقط على أطراف مدينة الطبْقة غربي محافظة الرقة مما تسبب في دمار كبير. وأوضحت الوكالة أن الصاروخ أطلق من الأراضي العراقية، وأن بقاياه تحمل كتابة باللغة الروسية.

وبينما قالت موسكو في البداية إن حملتها تستهدف تنظيم الدولة، أظهر تحليل الضربات الجوية الروسية أن معظمها تركز على فصائل المعارضة المسلحة. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنه من بين 57 غارة روسية، استهدفت اثنتان فقط تنظيم الدولة.

كما أشار المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أمس الأربعاء إلى أن أكثر من 90% من الغارات الجوية للقوات الروسية في سوريا استهدفت قوات المعارضة المعتدلة، لا تنظيم الدولة.

وبالإضافة إلى مطار "حميميم" في اللاذقية الذي بات نقطة الانطلاق الرئيسية للطائرات الروسية في سوريا، تجهز روسيا قواعد أخرى. وأظهرت صور نشرت أمس سفينة روسية محملة بعربات عسكرية وهي تعبر مضيق البوسفور في طريقها إلى ميناء طرطوس السوري الذي توجد فيه قاعدة بحرية روسية.

ضحايا مدنيون
يأتي هذا بالتزامن مع استمرار توسع دائرة المواقع المستهدفة بضربات الطيران الروسي الجوية، لتشملَ مدينةَ دارة عزة في ريف حلب ومدن وبلدات كفرنبل والهبيط والبارة والتمانعة وإحسم ومعصران في ريف إدلب، مما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين ودمار كبير في الأبنية والممتلكات.

وقال مراسل الجزيرة في إدلب شمال غرب سوريا إن ستة مدنيين قتلوا في غارة روسية على قرية معصران.

وكان المراسل ذكر في وقت سابق أمس أن امرأة واحدة على الأقل أصيبت جراء غارات روسية على أطراف بلدات إحسم والبارة والهبيط والتمانعة بريف إدلب. وهذه المناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة ولا وجود فيها لتنظيم الدولة.

من جهته، أفاد مراسل الجزيرة في حلب عمرو حلبي بأن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في غارات شنتها طائرات روسية أمس على مدينة دارة عزة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في ريف حلب الغربي.

ونقل عن مصادر طبية أن بعض الجرحى حالتهم حرجة، كما تسبب القصف في دمار كبير أصاب المباني السكنية والممتلكات العامة في المدينة. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الضربات الروسية استهدفت بلدات كفر زيتا وكفرنبودة والصياد وبلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، وبلدتي خان شيخون والهبيط في إدلب.

ونقلت وكالة الأناضول عن مسؤولين في الدفاع المدني وشهود عيان أن الطائرات الروسية استخدمت القنابل العنقودية في قصفها لريفي إدلب وحلب، إذ سقطت بعض تلك القنابل دون أن تنفجر.

وكان نحو خمسين مدنيا قتلوا في حمص (وسط) وإدلب (شمال غرب) في أولى الغارات الروسية التي بدأت الأربعاء الماضي انطلاقا من مطار "حميميم" بريف اللاذقية غربي سوريا.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أن طيرانها قام بأولى ضرباته في سوريا، وقالت إن الغارات استهدفت مواقع لتنظيم الدولة، في الوقت الذي تؤكد فيه المعارضة السورية والولايات المتحدة وعدد من حلفائها أن الضربات الجوية الروسية استهدفت مواقع مدنية وأخرى تابعة لفصائل المعارضة "المعتدلة".

المصدر : الجزيرة + وكالات