الاحتلال يصعّد اعتداءاته في الضفة الغربية
وفي عكا نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن عشرات الفلسطينيين تظاهروا "وسط قمع المظاهرة من قبل الشرطة الإسرائيلية، حيث اعتدت على المتظاهرين بالهراوات، إضافة إلى اعتقال العديد منهم".
من جانبها قالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 22 شخصا بعد ما وصفتها بعمليات إخلال بالنظام خلال مظاهرة في دوار المدفع في مدينة عكا.
وأضافت "طالبت الشرطة المتظاهرين بالتفرق من المكان، إلا أنهم لم يستمعوا للأوامر، وتم تفريقهم بالقوة، واعتقال 22 شخصا منهم، حيث سيتم غدا النظر في تمديد اعتقالهم".
في الأثناء يعمّ مدينة جنين في شمال الضفة الغربية إضراب تجاري عام نصرة للأقصى وحدادا على أرواح الشهداء. ومن بين هؤلاء الشهداء ابن جنين الأسير فادي الدربي الذي استشهد أمس بسبب الإهمال الطبي من قبل سلطات السجون الإسرائيلية لحالته الصحية.
وقالت مراسلة الجزيرة في جنين شرين أبو عاقلة إن جثمان الشهيد لم يسلم بعد، حيث سيقوم الجانب الإسرائيلي بعملية تشريح للجثة قد تستغرق عدة ساعات، مشيرة إلى أن عملية تشريح ثانية من الجانب الفلسطيني ستجري بعد تسلم جثّة الدربي، مما قد يؤجل الجنازة إلى يوم الغد.
وبيّنت المراسلة ذاتها أن هناك حالة من الغضب في صفوف الفلسطينيين بسبب تكرار حالات استشهاد الأسرى في السجون الإسرائيلية جراء سياسة الإهمال الطبي.
شهداء وتوتر
وفي وقت سابق أمس الأربعاء استشهد فلسطينيان في مدينة القدس بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أطلق شرطي إسرائيلي النار على شاب في القدس الغربية بعد اتهامه بطعن امرأة إسرائيلية، في حين أعدم جنود الاحتلال شابا فلسطينيا بالرصاص عند باب العامود بعد رفض الانصياع لهم.
وترافق هذا التصعيد مع مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال في عدة مدن فلسطينية بينها بيت لحم التي شهدت إضراباً عاما حدادا على أرواح الشهداء الفلسطينيين.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية الشهر إلى 32 شهيدا، منهم سبعة أطفال وأم.
إجراءات أمنية
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع اتخاذ المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر إجراءات أمنية مشددة، من بينها تفويض الجيش بحراسة المواصلات في القدس، واستدعاء قوات من الاحتياط، ونصب حواجز عسكرية في المناطق العربية في القدس المحتلة.
وبدأت الشرطة الإسرائيلية بإقامة حواجز تفتيش في الأحياء العربية في القدس الشرقية المحتلة وذلك في إطار الإجراءات الجديدة.
كما قام رجال الشرطة الإسرائيلية بعمليات تفتيش ذاتي وفحصوا أوراق هوية سائقي السيارات الفلسطينيين وبعدها سمح للسيارات بالتحرك.
ويحمل الفلسطينيون الذين يعيشون في القدس الشرقية نفس أوراق الهوية التي يحملها الإسرائيليون ويمكنهم التنقل داخل إسرائيل على عكس باقي سكان الضفة الغربية من الفلسطينيين.
وبيّنت الحكومة الإسرائيلية أن الهدف الفوري من هذه الإجراءات هو وقف حوادث الطعن وغيرها من الهجمات التي يشنها عرب بينهم كثيرون يعيشون في أحياء القدس الشرقية.
في الأثناء قرر الجيش الإسرائيلي استبدال السياج الأمني القائم على طول الحدود مع قطاع غزة ليحل مكانه سياج آخر جديد أكثر تحصينا، وذلك في ضوء نجاح أعداد كبيرة من الفلسطينيين في اختراقه والدخول إلى الجانب الإسرائيلي خلال الاحتجاجات التي شهدتها الحدود خلال الأيام الأخيرة.