الاحتلال يصعّد اعتداءاته في الضفة الغربية

Israeli border policemen place a concrete barrier as they set up a checkpoint in Jabel Mukaber, in an area of the West Bank that Israel captured in a 1967 war and annexed to the city of Jerusalem October 14, 2015. Israel started setting up roadblocks in Palestinian neighbourhoods in East Jerusalem and deploying soldiers in cities across the country on Wednesday to try to combat the worst surge of violence in months. Seven Israelis and 31 Palestinians, including assailants, children and protesters in violent anti-Israeli demonstrations, have been killed in two weeks of bloodshed. REUTERS/Ronen Zvulun
قوات من شرطة الحدود الإسرائيلية بنقطة تفتيش بجبل المكبر في القدس المحتلة (رويترز)
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 26 فلسطينيا في الضفة الغربية في الساعات الماضية، يأتي ذلك في وقت يعم مدينة جنين في شمال الضفة إضراب تجاري عام نصرة للأقصى. كما اعتدت الشرطة الإسرائيلية على مظاهرة نظمها فلسطينيون واعتقلت عددا منهم مساء أمس الأربعاء في مدينة عكا داخل الخط الأخضر.
 
وأشارت مصادر شرطة الاحتلال إلى أن الاعتقالات جرت في مناطق نابلس (شمال) ورام الله وأريحا (وسط) وبيت لحم والخليل (جنوب).
 
في غضون ذلك أفاد مراسل الجزيرة نت في الضفة بأن قوات الاحتلال اقتحمت فجر اليوم عددا من مدن وقرى الضفة الغربية، وسلمت بلاغات هدم تعود لمنازل ستة من منفذي عمليات ضد أهداف إسرائيلية جميعها خلال ثمانية وأربعين ساعة القادمة، ما لم يتم طلب اعتراض من قبل الأهل حتى ظهر بعد غد السبت.
 
ففي مدينة نابلس سلمت قوات الاحتلال قرارات الهدم لعائلتي الأسيرين كرم المصري ويحيى الحاج حمد، المتهمين بتنفيذ عملية إطلاق النار التي أدت إلى مقتل مستوطنين والمعروفة بعملية " إيتمار" في مطلع الشهر الحالي. كما سلمت عائلة الأسير محمد أبو شاهين إخطارا مماثلا بعد اقتحام مخيم قلنديا للاجئين جنوب مدينة رام الله والمتهم بقتل مستوطن في يونيو/حزيران الماضي.
 
وشملت الإخطارات الإسرائيلية بالهدم عائلة الأسير معاذ حامد المعتقل لدى إسرائيل وقريبه عبد الله حامد المعتقل لدى جهاز المخابرات الفلسطيني والمتهمين بتنفيذ عملية إطلاق نار قرب قرية دوما في نابلس.
 
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل والد الشهيد مهند الحلبي في بلدة سردا شمالي مدينة رام الله، وسلمته هو الآخر إخطاراً يقضي بهدم المنزل في غضون 48 ساعة.
 
وتأتي هذه الإجراءات تنفيذا لقرارات المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي الذي انعقد مطلع الأسبوع الحالي وأفضى إلى تسريع العقوبات بحق منفذي العمليات وأهمها هدم بيوت عائلاتهم وسحب الإقامة الدائمة من سكان مدينة القدس.
 
مظاهرة في عكا
وفي عكا نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن عشرات الفلسطينيين تظاهروا "وسط قمع المظاهرة من قبل الشرطة الإسرائيلية، حيث اعتدت على المتظاهرين بالهراوات، إضافة إلى اعتقال العديد منهم".

من جانبها قالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 22 شخصا بعد ما وصفتها بعمليات إخلال بالنظام خلال مظاهرة في دوار المدفع في مدينة عكا.

وأضافت "طالبت الشرطة المتظاهرين بالتفرق من المكان، إلا أنهم لم يستمعوا للأوامر، وتم تفريقهم بالقوة، واعتقال 22 شخصا منهم، حيث سيتم غدا النظر في تمديد اعتقالهم".

 
في الأثناء يعمّ مدينة جنين في شمال الضفة الغربية إضراب تجاري عام نصرة للأقصى وحدادا على أرواح الشهداء. ومن بين هؤلاء الشهداء ابن جنين الأسير فادي الدربي الذي استشهد أمس بسبب الإهمال الطبي من قبل سلطات السجون الإسرائيلية لحالته الصحية.

وقالت مراسلة الجزيرة في جنين شرين أبو عاقلة إن جثمان الشهيد لم يسلم بعد، حيث سيقوم الجانب الإسرائيلي بعملية تشريح للجثة قد تستغرق عدة ساعات، مشيرة إلى أن عملية تشريح ثانية من الجانب الفلسطيني ستجري بعد تسلم جثّة الدربي، مما قد يؤجل الجنازة إلى يوم الغد.

وبيّنت المراسلة ذاتها أن هناك حالة من الغضب في صفوف الفلسطينيين بسبب تكرار حالات استشهاد الأسرى في السجون الإسرائيلية جراء سياسة الإهمال الطبي.

شهداء وتوتر
وفي وقت سابق أمس الأربعاء استشهد فلسطينيان في مدينة القدس بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أطلق شرطي إسرائيلي النار على شاب في القدس الغربية بعد اتهامه بطعن امرأة إسرائيلية، في حين أعدم جنود الاحتلال شابا فلسطينيا بالرصاص عند باب العامود بعد رفض الانصياع لهم.

وترافق هذا التصعيد مع مواجهات بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال في عدة مدن فلسطينية بينها بيت لحم التي شهدت إضراباً عاما حدادا على أرواح الشهداء الفلسطينيين.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بداية الشهر إلى 32 شهيدا، منهم سبعة أطفال وأم.

إجراءات أمنية
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع اتخاذ المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر إجراءات أمنية مشددة، من بينها تفويض الجيش بحراسة المواصلات في القدس، واستدعاء قوات من الاحتياط، ونصب حواجز عسكرية في المناطق العربية في القدس المحتلة.

وبدأت الشرطة الإسرائيلية بإقامة حواجز تفتيش في الأحياء العربية في القدس الشرقية المحتلة وذلك في إطار الإجراءات الجديدة.

كما قام رجال الشرطة الإسرائيلية بعمليات تفتيش ذاتي وفحصوا أوراق هوية سائقي السيارات الفلسطينيين وبعدها سمح للسيارات بالتحرك.

ويحمل الفلسطينيون الذين يعيشون في القدس الشرقية نفس أوراق الهوية التي يحملها الإسرائيليون ويمكنهم التنقل داخل إسرائيل على عكس باقي سكان الضفة الغربية من الفلسطينيين.

وبيّنت الحكومة الإسرائيلية أن الهدف الفوري من هذه الإجراءات هو وقف حوادث الطعن وغيرها من الهجمات التي يشنها عرب بينهم كثيرون يعيشون في أحياء القدس الشرقية.

في الأثناء قرر الجيش الإسرائيلي استبدال السياج الأمني القائم على طول الحدود مع قطاع غزة ليحل مكانه سياج آخر جديد أكثر تحصينا، وذلك في ضوء نجاح أعداد كبيرة من الفلسطينيين في اختراقه والدخول إلى الجانب الإسرائيلي خلال الاحتجاجات التي شهدتها الحدود خلال الأيام الأخيرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات