مدير الأمن اللبناني: تنظيم الدولة يسعى للسيطرة على القلمون
وأكد أن "داعش لا تريد أن تسيطر على القلمون لأنها تريد فقط السيطرة، وإنما تريد تأمين ظهرها في المنطقة من خلال التقدم والسيطرة على قرى لبنانية على تماس مع منطقة القلمون".
لكنه أضاف أن "القوى العسكرية والأمنية على جهوزية تامة وتتابع الأمور في كل تفاصيلها في إطار خطوة لمواجهة هذا الاحتمال". وقال "إن هذا الوضع الراهن سيبقى قائما ومستمرا خلال المرحلة المقبلة".
وأشار إلى أنه "خلال فترة الأعياد عادة ما تتزايد المخاطر باحتمال وقوع هجمات لأن الخصم يفترض أن القوى العسكرية تكون في حالة استرخاء، لكن القوى الأمنية اللبنانية على أهبة الاستعداد".
مبايعات وتزايد
وينظر اللواء عباس إبراهيم أبعد من الحدود ويقرأ طالع العابرين ويكاد يعدهم فردا فردا قائلا "مقاتلو داعش في القلمون يبلغ تعدادهم نحو ألف مقاتل وهم في تزايد نتيجة المبايعات التي تتم".
وأضاف "في الفترة الأخيرة بايعهم حوالي 700 مقاتل جدد وبالتالي أصبح عندهم أكثر من ألف مقاتل وهم يشكلون الآن نحو 70% من باقي القوى العسكرية في منطقة القلمون".
وردا على سؤال عن احتمال وقوع تفجيرات جديدة في مناطق حزب الله ذات الأغلبية الشيعية، قال إبراهيم إن "المخاطر لا تزال موجودة ولو لم يكن هناك مخاطر لما كان هناك انتشار عسكري حول الضاحية. المخاطر موجودة والاستهداف موجود والتهديد موجود ويكاد يكون شبه يومي وفي العلن".
وكان لبنان قد شهد العام الماضي سلسلة تفجيرات استهدفت في معظمها مناطق يقطنها شيعة وتشكل معقلا لحزب الله الذي أرسل مقاتليه إلى سوريا دعما للرئيس السوري بشار الأسد. وساهمت الإجراءات الأمنية التي قام بها الجيش والأجهزة الأمنية في التخفيف من هذه التفجيرات.
وكان إبراهيم قد نجا من محاولة اغتيال بعد أن فجر انتحاري نفسه العام الماضي عند نقطة تفتيش تابعة لقوى الأمن الداخلي في سهل البقاع بالقرب من سوريا.
السنة والشيعة
ويعول إبراهيم كثيرا على الحوار بين حزب الله الشيعي و تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء السني السابق سعد الحريري، الذي بدأ الشهر الماضي برعاية رئيس البرلمان نبيه بري.
وقال اللواء إبراهيم "الحوار بين حزب الله والمستقبل نفّس التشنج المذهبي في البلد والتشنج يتراجع وبالتالي فإن البيئة الحاضنة أو المنسجمة مع الإرهاب هي بيئة غير موجودة في لبنان كباقي البلدان وإذا ما أراد البعض أن يظهر تطرفه يذهبون للقتال إما في سوريا أو في العراق".
وأضاف "السنة في لبنان بشكل عام هم سنة معتدلون والطوائف اللبنانية هي طوائف متعايشة رغم كل ما يقال عن تطرف ديني في البلاد. لا يوجد تطرف لا في مذهب ولا في طائفة في لبنان. فمثلا لا يمكن أن يحصل في لبنان كما يحصل في العراق أو في سوريا من تطرف".
وأحدث الحوار السني الشيعي بعد نحو أربع سنوات من الصدام، قدرا من الانفراج في بلد طائفي تعمقت فيه الانقسامات بسبب الحرب السورية وكثيرا ما اعتمد على القوى الإقليمية لتسوية الخلافات بين الأطراف المتنافسة.
وجاء ذلك الحوار المباشر بين الطرفين بعد قطيعة استمرت سنوات، اتخذا خلالها مواقف حادة وتبادلا الاتهامات حول ملفات سياسية كبرى، أبرزها الأوضاع في سوريا وانخراط حزب الله في القتال هناك، بالإضافة إلى انتخاب رئيس للبنان، وقضايا أخرى تتعلق بالعمل الحكومي والبرلماني وملفات أمنية.
وأدى اتساع الفجوة بين حزب الله وتيار المستقبل إلى تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وأنقذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء تمام سلام في فبراير/شباط الماضي لبنان من الوقوع في فراغ كلي للسلطة.