الأردن ينفي إطلاق الريشاوي ويرهنه بإطلاق الكساسبة

نفى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إطلاق العراقية المحكوم عليها بالإعدام ساجدة الريشاوي، وجدد استعداد حكومته لذلك مقابل إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة المحتجز لدى تنظيم الدولة الإسلامية، و"عدم المساس بحياته مطلقا".

وقال جودة في صفحته الرسمية على موقع تويتر، "من يقول إن الريشاوي أطلِق سراحها وغادرت الأردن؟ الكلام غير صحيح.. قلنا من البداية إن إطلاق سراحها مرهون بالإفراج عن ابننا معاذ".

وكانت الحكومة الأردنية أعلنت في وقت سابق اليوم استعدادها لإطلاق الريشاوي مقابل الكساسبة، ونقل التلفزيون الأردني عن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، أن "موقف الأردن كان منذ البداية ضمان حياة ابننا الطيار الكساسبة".

وقد قدمت عائلة الأردني معاذ الكساسبة الأسير لدى تنظيم الدولة طلبا رسميا لوساطة الحكومة التركية عبر رسالة قدمتها لسفارتها في عمّان صباح اليوم، وذلك للتدخل بشكل جاد وفوري في مفاوضات الإفراج عن ابنهم.

جودة نفى إطلاق الريشاوي (الجزيرة-أرشيف)
جودة نفى إطلاق الريشاوي (الجزيرة-أرشيف)

وقال صافي الكساسبة والد الطيار المحتجز إنه يأمل أن يسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الوصول إلى حل.

وكان مسؤول حكومي أردني أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن عمّان ما زالت تفاوض لتأمين سلامة الطيار الأردني المحتجز لدى تنظيم الدولة، نافيا الإفراج عن الريشاوي.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إن "المفاوضات ما زالت جارية.. الأردن ما زال يفاوض" لتأمين سلامة الكساسبة.

وأضاف "نعطي الأولوية لأي أمر في مصلحة الطيار الأردني وسلامته"، نافيا تقارير تحدثت عن نقل ساجدة الريشاوي من سجنها استعدادا لإطلاق سراحها ضمن صفقة مع التنظيم.

قلق وترقب
يأتي ذلك في ظل قلق وترقب في الأردن خاصة مع قرب انتهاء مهلة تنظيم الدولة الذي بث أمس الثلاثاء تسجيلا صوتيا هدد فيه بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة والصحفي الياباني كينجي غوتو خلال 24 ساعة، إذا لم يتم إطلاق سراح ساجدة الريشاوي، وهي عراقية مسجونة في الأردن ومتهمة بتنفيذ تفجيرات في عمّان عام 2005.

عشيرة الكساسبة تتظاهر في عمّان وتطالب بالإفراج عن ابنها الطيار (الجزيرة)
عشيرة الكساسبة تتظاهر في عمّان وتطالب بالإفراج عن ابنها الطيار (الجزيرة)

وقبل هذا الإعلان بوقت قصير نقل مراسل الجزيرة في عمّان أحمد الجرار عن الملحق الإعلامي في السفارة اليابانية في الأردن نفيه الأخبار التي تناقلتها وسائل إعلامية عن يسوهيدي ناكامايا نائب وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني، بأن لديه معلومات عن أن السلطات الأردنية ستفرج عن ساجدة الريشاوي.

وأشار المراسل إلى أن قلقا وترقبا بالغا يسود أوساط عشيرة الكساسبة الذين تجمعوا في ديوان محافظة الكرك بعمّان.

وحمّلت عشيرة الطيار النظام الأردني مسؤولية الحفاظ على حياته، مطالبة بتكثيف الجهود لإطلاق سراحه.

وكانت وسائل إعلام ووكالات أنباء نقلت عن ناكامايا في تصريح لصحفيين أمام السفارة اليابانية في العاصمة عمّان، أنه سيتم خلال ساعات تسليم الريشاوي المحكوم عليها بالإعدام في الأردن، كما نقلت عنه أن هناك أخبارا جيدة ستُعلن في غضون ساعات.

وقال المراسل إن الملحق الإعلامي أكد أن ناكامايا -وهو مسؤول غرفة العمليات اليابانية التي تتابع قضية الرهائن من داخل العاصمة الأردنية- لم يتحدث بشكل واضح أو صريح عن تسليم الريشاوي، وأكد فقط أن اليابان لن تستسلم وستواصل كل جهودها للإفراج عن الرهينة لدى تنظيم الدولة.

شينزو آبي وصف تهديدات تنظيم الدولة بالدنيئة (أسوشيتد برس)
شينزو آبي وصف تهديدات تنظيم الدولة بالدنيئة (أسوشيتد برس)

قلق ياباني
وفي اليابان، يترقب اليابانيون بقلق ما سيؤول إليه مصير الرهينة الياباني كينجي غوتو، الذي يحتجزه تنظيم الدولة الإسلامية.

وقد وصف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اليوم الأربعاء التهديدات الجديدة التي أطلقها تنظيم الدولة بإعدام مواطنه كينجي غوتو والطيار الأردني معاذ الكساسبة، بأنها "دنيئة".

واعترف آبي بأن حكومته في وضع صعب للغاية مما يستدعي تحركا موحدا لإطلاق سراح الصحفي الياباني المحتجز لدى تنظيم الدولة الذي هدد بإعدامه في أقل من 24 ساعة إذا لم يُفرَج عن ساجدة الريشاوي المحكوم عليها بالإعدام في الأردن.

يشار إلى أن ساجدة مبارك عطروس الريشاوي (44 عاما) هي عراقية شاركت في تفجيرات فنادق عمّان الثلاثة يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، ولجأت بعدها إلى معارفها في مدينة السلط (30 كلم غرب عمّان) حيث قبضت عليها السلطات بعد عدة أيام.

المصدر : الجزيرة + وكالات