سلام يدعو اللبنانيين للوحدة بمواجهة "الإرهاب"

دعا رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام اللبنانيين إلى رص الصفوف والبقاء يدا واحدة وضبط الانفعالات في الشارع بمواجهة ما سمّاه الإرهاب الذي يستهدف بلدهم، فيما أعلنت خلية الأزمة الوزارية اللبنانية المكلفة متابعة ملف العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة وتنظيم الدولة أنها ستبقى في حال انعقاد متواصل حتى حل أزمتهم.

وحث سلام إلى الثقة بالحكومة وإدارتها لملف العسكريين المختطفين دون أي مزايدات، كما شدد على وجوب عدم الثأر من اللاجئين السوريين في لبنان.

ووصف سلام، خاطفي العسكريين بأنهم "همجيون، لا دين لهم، ولا يفهمون إلا لغة الذبح لاعتقادهم أنها ستوصلهم إلى تحقيق مآربهم"، وقال "إنهم  يفاوضوننا بالدم".

منع الفتنة
وقال سلام إنه ومنذ اللحظة الأولى لبدء الحملة على لبنان، تمكن  اللبنانيون، رغم انقساماتهم السياسية الحادة، من كبح تداعيات "الأعمال الإرهابية"، وحالوا دون تحقيق هدفها الأبرز، وهو إيقاع الفتنة في البلاد.

يأتي ذلك في وقت أفادت فيه وكالة الأنباء القطرية بأن رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر آل ثاني تلقى اتصالا هاتفيا مساء الأحد من سلام، حيث بحثا موضوع الجنود اللبنانيين المختطفين في المنطقة الحدودية مع سوريا.

وأضافت الوكالة أن رئيس الوزراء اللبناني تمنى أن تبذل قطر جهودها للمساهمة في إطلاقهم.

تنظيم الدولة الإسلامية أعلن أنه أعدم جنديا لبنانيا ثانيا
تنظيم الدولة الإسلامية أعلن أنه أعدم جنديا لبنانيا ثانيا

من جانبه أكد رئيس الوزراء القطري أن الدوحة لن تألو جهدا في المساعدة في إطلاق الجنود المختطفين لدواعٍ إنسانية، رغم عدم وجود علاقة مع الخاطفين، وذلك تلبية لطلب الحكومة اللبنانية وبالتنسيق معها.

في السياق قال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس إن حكومة بلاده تعمل ما بوسعها لإطلاق جنودها لدى تنظيم الدولة، لكنه أكد في مقابلة مع الجزيرة أن جهود الحكومة هذه لا تتضمن مسألة مقايضة المعتقلين لديها لأنهم مسجونون وفقا للقانون.

تحذيرات
يأتي ذلك بعد إعدام تنظيم الدولة الإسلامية الجندي المختطف لدى التنظيم عباس مدلج، في ثاني إعدام من نوعه.

وبموازاة ذلك حذرت جبهة النصرة وتنظيم الدولة من استهداف اللاجئين السوريين في لبنان، وهددت الجبهة بإعدام الجنود المحتجزين لديها من الطائفة الشيعية، وذلك عقب إعلانها في وقت سابق -في رسالة عبر تسجيل مصور بثته عبر الإنترنت- أن احتجازها الجنود اللبنانيين جاء نتيجة السياسة التي ينتهجها حزب الله في لبنان وسوريا.

وكانت الجبهة -التي أفرجت في وقت سابق عن خمسة جنود عبر وسطاء لبنانيين- هددت قبل أيام بقتل العسكريين اللبنانيين الأسرى لديها إذا ما شاركت قوات حزب الله في معارك تحضر الجبهة لشنها في منطقة القلمون السورية المحاذية للبنان والتي تضم مواقع للحزب.

وسبق للجبهة أن أوضحت في بيان أن حزب الله يريد أن يجعل من الجنود السنة في الجيش وقودا لمعركته، وأن "هدفه من افتعال معركة عرسال هو ضرب الحاضنة السنية للمجاهدين".

تحذير وجهود
من جهته، حذر تنظيم الدولة حزب الله من التعرض للاجئين السوريين في لبنان، وحمّل في بيان له الحكومة اللبنانية وحزب الله المسؤولية عن إعدام الأسير الثاني لديه.

وأفادت مراسلة الجزيرة في بيروت إلسي أبي عاصي بأنه لم تصدر حتى الآن أي ردود فعل بشأن بياني جبهة النصرة وتنظيم الدولة، مع العلم أن معظم الأحزاب دعت إلى الهدوء وضبط النفس.

ولا يزال نحو ثلاثين جنديا وعنصر درك لبنانيين محتجزين لدى تنظيم الدولة وجبهة النصرة عقب أسرهم أثناء معارك وقعت في 2 أغسطس/آب الماضي بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا إلى بلدة عرسال اللبنانية الواقعة على الحدود مع سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء الألمانية