النصرة تعلق مفاوضات بشأن العسكريين المحتجزين بعرسال

أعلنت جبهة النصرة مساء أمس تعليق التفاوض بقضية العسكريين اللبنانيين الأسرى لديها منذ مطلع أغسطس/آب الماضي، وهددت بالتصعيد ما لم يتم إصلاح أمور بلدة عرسال "بشكل كامل". وقد عاد الهدوء للبلدة في شرقي لبنان، بعد مداهمة الجيش مخيمات للاجئين السوريين واعتقاله عشرات منهم واحتراق مخيم لهم.

وقالت الجبهة في تغريدة على حساب منسوب لها على موقع "تويتر" للتدوينات القصيرة "نعلن أنه لا تفاوض في قضية الجنود اللبنانيين المحتجزين لدينا حتى يتم إصلاح أمور عرسال بشكل كامل".

وهددت -وفق ما نقلت وكالة الأناضول- بمزيد من التصعيد في هذه القضية، متوجهة للبنانيين بالقول "نتمنى ألا نضطر للتصعيد فاعقلوا".

وكان رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام قال أمس الجمعة -أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ69 في نيويورك- إن قتل ثلاثة من العسكريين المحتجزين على يد خاطفيهم "عرقل جهود التفاوض غير المباشر الذي تقوم بها حكومتنا بمساعدة جهات صديقة، لتأمين الإفراج عنهم".

احتجاجات
وقد تظاهر مئات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال أمس منددين بحملات المداهمة والاعتقالات التي ينفذها الجيش اللبناني منذ مطلع أغسطس/آب الماضي, وطالبوا بفتح تحقيق فيها. كما شهدت مناطق لبنانية وقفات احتجاجية تحت شعار "لا لذبح عرسال" وذلك تلبية لدعوة هيئة علماء المسلمين في لبنان.

وأعلن الجيش في وقت لاحق اعتقال 22 سوريا في أحد مخيمات اللاجئين في بلدة عرسال الحدودية, للاشتباه في انتمائهم إلى منظمات وصفها بالإرهابية، وأوقف 36 آخرين لدخولهم لبنان بطرق غير قانونية.

وكان مصدر عسكري لبناني قال لوكالة الأناضول، الخميس، إن الجيش "نفذ مداهمات وحملات تفتيش في أحد مخيمات اللاجئين داخل بلدة عرسال".

ورفض المصدر التعليق على تقارير صحفية أشارت إلى أنه تم اعتقال 450 من اللاجئيين السوريين خلال مداهمة مخيمهم في عرسال، مشيرا إلى أنه "لم يصدر أي شيء عن الجيش بهذا الخصوص"، وأن الرقم المتداول "غير دقيق أبدا وغير رسمي".

إحباط تسلل
وفي السياق قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن الجيش أحبط مساء الخميس محاولة تسلل جديدة قام بها المسلحون من جرود عرسال باتجاه البلدة وتمكن من توقيف تحركهم مستخدما سلاح المدفعية والقنابل المضيئة محققا إصابات في صفوفهم.

وكانت جبهة النصرة في القلمون وتنظيم الدولة الإسلامية اللذان يحتجزان عسكريين لبنانيين في محيط عرسال أيضا، حذرا مرارا من التعرض لأهالي عرسال أو اللاجئين السوريين فيها، مهددين بإمكانية إعدام عسكريين أسرى لا يزالون مختطفين لديهما.

وأدت معارك عرسال -التي اندلعت بين الجيش والمجموعات المسلحة في أوائل أغسطس/آب الماضي واستمرت خمسة أيام- إلى مقتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، إضافة إلى خطف عدد منهم ومن قوى الأمن الداخلي، وقد أعدم تنظيم الدولة اثنين من العسكريين المحتجزين ذبحا، وأعدمت جبهة النصرة عسكريا آخر برصاصة في الرأس.

وفي هذا الإطار قطع أهالي العسكريين المحتجزين أمس الجمعة طريق ضهر البيدر، الذي يربط بيروت بالبقاع، كما قطعوا أحد الطرق الفرعية في البقاع، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام.

المصدر : الجزيرة + وكالات