هادي ينتقد الحوثيين ومستشاره يتهمهم بفرض أمر واقع

Shi'ite Houthi rebels man a checkpoint in Sanaa September 24, 2014. The leader of a Shi'ite rebel group on Tuesday hailed the takeover by his fighters of much of the Yemeni capital after four days of fighting last week as a "successful revolution" for all citizens. The banner reads "Allah is the greatest. Death to America, death to Israel, a curse on the Jews, victory to Islam". REUTERS/Khaled Abdullah (YEMEN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)
أحد مسلحي جماعة الحوثي في نقطة تفتيش بصنعاء (رويترز)

انتقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تعامل بعض القوى السياسية بانتقائية مع اتفاق السلم والشراكة الوطنية، قائلا إنهم خلطوا بين المنطق الثوري والمنطق الثأري، في حين اعتبر أحد مستشاريه أن الحوثيين أجبروا خصومهم السياسيين على التوقيع على اتفاق السلم والشراكة باستخدام القوة.
 
وقال هادي في خطاب للشعب مساء الخميس بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر/أيلول إن الأيام القادمة ستكشف ما حدث في اليمن, في إشارة إلى استيلاء مسلحي جماعة الحوثي الأحد الماضي على صنعاء بعد سلسلة من الاحتجاجات ختموها باقتحام مسلح للعاصمة.

من جهته، قال مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدراسات الإستراتيجية فارس السقاف في لقاء مع شبكة الجزيرة إن الحوثيين فرضوا أمرا واقعا بدخولهم العاصمة صنعاء واستيلائهم على مؤسسات الدولة.
 
وأضاف أنهم أجبروا خصومهم السياسيين على التوقيع على اتفاق السلم والشراكة باستخدام القوة.
 
ووجه هادي انتقاداته إلى جماعة الحوثي، دون أن يذكرها بالاسم, قائلا في هذا الصدد إن "بعض القوى أرادت أن تربح حتى لو كان الثمن سقوط اليمن", داعيا الحوثيين إلى الالتزام باتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعته الرئاسة ومختلف القوى السياسية بما فيها جماعة "أنصار الله" التي تعرف بجماعة الحوثي نسبة إلى مؤسسيها من آل الحوثي.
 
وفي إشارة واضحة إلى هذه الجماعة, قال هادي إن هناك من يخلط المنطق الثوري بالرغبة في الثأر, وتساءل عما إذا كانت الثورة تتم بنهب البيوت والمعسكرات واقتحامها, والاستيلاء على أسلحة الجيش.
 
وتساءل أيضا عما إذا كانت الرغبة في مكافحة الفساد وبناء الدولة المدنية الحديثة تتم بنهب البيوت والممتلكات. وكان يشير إلى ممارسات اتُّهم الحوثيون بارتكابها في صنعاء منذ بسط سيطرتهم على المدينة بشكل كامل تقريبا.
‪هادي وجه انتقاداته إلى جماعة الحوثي‬ دون أن يذكرها بالاسم (الأوروبية)
‪هادي وجه انتقاداته إلى جماعة الحوثي‬ دون أن يذكرها بالاسم (الأوروبية)
اقتحام بيوت
وقالت تقارير إن مسلحي الحوثيين واصلوا اقتحام بيوت مسؤولين في الحكومة وقياديين في الجيش والأجهزة الأمنية, وقياديين في حزب الإصلاح, فضلا عن اقتحام مقار شركات على غرار شركة "صافر", وهي أكبر شركة نفطية في البلاد, وكذلك الشركة اليمنية للغاز المسال.
 
وقال الرئيس اليمني إن اتفاق السلم والشراكة المبرم مؤخرا متكامل, وحذر من أن التعامل معه بصورة انتقائية قد يؤدي إلى فشله. وكان يلمح بهذا إلى رفض الحوثيين الملحق الأمني للاتفاق الذي يقضي بانسحابهم وأي مجموعات مسلحة أخرى من صنعاء.
 
وقال هادي إن الالتزام بالاتفاق يقتضي الاعتراف بسيادة الدولة على كل المناطق اليمنية, وعلى رأسها العاصمة صنعاء, وتسليم الأسلحة إلى الدولة. وأكد أنه لا يمكن القبول بإضعاف مؤسسات الدولة.
 
ودعا هادي مجددا إلى اغتنام ما وصفها بالفرصة التاريخية لتحقيق الشراكة بين مختلف القوى السياسية في البلاد من خلال تنفيذ الاتفاق الأخير, وإلى عدم توظيف الاقتصاد, في إشارة إلى مطلب التراجع عن زيادة أسعار المشتقات النفطية الذي كان من جملة مطالب رفعها الحوثيون أثناء احتجاجاتهم الأخيرة.
 
وقال مدير مكتب الجزيرة سعيد ثابت إن هادي وجه رسائل واضحة للحوثيين بدعوتهم إلى الالتزام باتفاق السلم والشراكة الوطنية. من جهته, قال علي القحوم عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي للجزيرة إن كل الأطراف ملتزمة بالاتفاق وتسعى لتنفيذه.

انتهاء المهلة
وفي وقت انتهت فيه المهلة المحددة لاختيار رئيس للوزراء، أفاد مدير مكتب الجزيرة بصنعاء في وقت سابق الخميس بأنه تم تداول أسماء مرشحين لشغل منصب رئيس الوزراء، بينهم مدير منظمة العمل العربية أحمد لقمان, ومندوب اليمن السابق لدى الأمم المتحدة عبد الله الصايلي, ومحمد مطهر نائب وزير التعليم.
 
وأضاف ثابت أنه قد يعلن بين حين وآخر عن توافق محتمل على اسم الشخصية المستقلة التي سترشح للمنصب إثر المشاورات التي بدأت منذ توقيع اتفاق السلم والشراكة الأحد الماضي.
 
ونص الاتفاق الذي وقعت عليه الرئاسة اليمنية وجماعة الحوثي وجلّ القوى السياسية اليمنية على أن يعلن خلال ثلاثة أيام عن الشخصية غير الحزبية التي سيعهد إليها تشكيل حكومة تمثل جميع القوى السياسية خلال شهر من اتفاق الشراكة.

المصدر : الجزيرة + وكالات