أوباما يتجه لنشر مستشارين بالعراق والعبادي يرفض قوات أجنبية

يدرس الرئيس الأميركي باراك أوباما نشر مستشارين عسكرين لمساندة القوات العراقية في ميادين القتال بمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، فيما رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السماح بمرابطة قوات أجنبية على أرض بلاده.

وقال البيت الأبيض إن أوباما يعكف على دراسة طلبات بنشر مستشارين عسكريين مع القوات العراقية المتقدمة على الجبهات طبقا لكل حالة على حدة.

لا حرب برية
جاء ذلك بعد ساعات من تأكيد أوباما أن القوات الأميركية، لن تخوض حربا برية جديدة في العراق، ولن يكون لها مهام قتالية في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بل ستتولى تقديمَ الدعم الميداني للقوات العراقية.

كيري قال إن بلاده لا تريد من جميع الدول الاشتراك في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة(أسوشيتد برس)
كيري قال إن بلاده لا تريد من جميع الدول الاشتراك في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة(أسوشيتد برس)

وفي كلمة له الأربعاء أمام حشد من جنود القيادة المركزية في ولاية فلوريدا، قال أوباما إنه لن يجر القوات الأميركية إلى حرب في العراق، وإن أكثر من أربعين دولة عرضت مساعدة التحالف ضد تنظيم الدولة.

وأشار إلى أن المعركة ضد تنظيم الدولة ليست معركة الولايات المتحدة وحدها، مشددا على أنه "إذا تركنا تنظيم الدولة دون رادع فإنه سوف يهدد بلدنا بشكل مباشر".

والأسبوع الماضي أعلن أوباما إستراتيجية من أربعة بنود لمواجهة التنظيم، وهي: تنفيذ غارات جوية، وزيادة الدعم للقوات التي تواجه التنظيم والمتمثلة في الجيش العراقي والبشمركة والمعارضة السورية "المعتدلة"، وتجفيف مصادر تمويل التنظيم، وأخيرا مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.

بدوره أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء أن الإستراتيجية الأميركية لمواجهة تنظيم الدولة، لا تشمل إرسال قوات أميركية برية للقتال هناك.

وأوضح كيري أن البديل هو دعم القوات المحلية التي تقاتل التنظيم، مشيرا إلى أن بلاده لا تريد من جميع الدول الاشتراك في العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة.

وأضاف في شهادة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أنه لن يكون هناك اجتياح للعراق، مشيرا إلى أن الحرب ضد تنظيم الدولة تتطلب "جهد سنوات".
 
وفي السياق نفسه، قال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال راي أوديرنو إن الضربات الجوية وحدها لن تكون كافية للقضاء على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وإن بغداد ستحتاج إلى تدريب لإعادة بناء قوات برية قادرة على "ملاحقتهم واجتثاثهم".

تصريحات العبادي
من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إنه ليس من الوارد السماح بمرابطة قوات أجنبية على أرض بلاده، مشيرا إلى أن مساهمة التحالف الدولي والولايات المتحدة ستقتصر على المساعدة عبر سلاح الجو.

وأضاف العبادي -بحسب بيان لمكتبه الإعلامي- أن "مؤتمر باريس لدعم العراق خطوة مرحب بها ونريد من الدول أن تنفذ ما تم الاتفاق عليه في هذا المؤتمر".

وتعهد مؤتمر الأمن والسلام في العراق -الذي عقد في باريس الاثنين بمشاركة 29 دولة- بـ"الدعم العسكري المناسب" للعراق، في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر مؤخرا على مساحات واسعة في العراق وسوريا.

في هذه الأثناء، عبرت قوى سياسية سنية عن شكوكها من أهداف التحالف الدولي، وانتقدت تجاهله للأسباب الحقيقية للأوضاع الحالية في العراق.

المصدر : وكالات