إسرائيل تتجه للموافقة على تمديد التهدئة بغزة
تتجه إسرائيل للموافقة على تمديد التهدئة في قطاع غزة لثلاثة أيام أخرى، بينما تتواصل في القاهرة جهود الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
وفي القاهرة، قال مصدر دبلوماسي مصري إن إسرائيل وافقت "مبدئيا" على عدد من المطالب التي قدمها الوفد الفلسطيني.
ونقلت صحيفة القدس العربي عن المصدر قوله إن إسرائيل وافقت على وقف شامل لكافة الأعمال العدائية ضد الفلسطينيين، ورفع كامل للحصار ودخول كافة المساعدات الإغاثية والإنسانية دون تأخير من كافة المعابر، وكذلك المطالب المتعلقة بإطلاق سراح الأسرى من صفقة شاليط والدفعة الرابعة من المعتقلين على أن يتم بحث التنفيذ لاحقا، وأخيرا زيادة نطاق الصيد البحري في غزة إلى 12 ميلا بحريا حسبما ما نصت عليه الورقة الفلسطينية.
أما المطالب التي رفضتها إسرائيل فتتمثل في إعادة فتح مطار غزة وبناء ميناء بحري، وإعادة فتح الطريق البري بين غزة والضفة الغربية الذي كان قائما في الماضي.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر مصرية رفض تل أبيب التباحث في قضيتي إقامة الميناء وإعادة فتح المطار في غزة بدعوى أن هذين المطلبين شرطان لاتفاق سلام شامل لا لوقف إطلاق النار.
ووصل إلى القاهرة اليوم المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط فرانك لوانستين قادما من واشنطن للمشاركة في جهود التوصل إلى تهدئة دائمة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وحذر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشير المصري سكان المستوطنات الإسرائيلية من العودة إلى بيوتهم إذا لم تستجب حكومتهم للمطالب الفلسطينية.
مواقف إسرائيلية
من جانبه، لم يستبعد جلعاد أردان وزير الاتصالات الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، التوصل إلى تسوية سياسية خلال المفاوضات الجارية في القاهرة، لكنه أكد أن إسرائيل سترفع سقف الرد إذا استأنفت المقاومة الفلسطينية إطلاق النار بنهاية الهدنة الحالية.
بدوره أيد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان نشر "مفتشين أوروبيين" لمراقبة حدود قطاع غزة، واقترح في مقابلة مع صحيفة ألمانية أن ترسل ألمانيا -برفقة الاتحاد الأوروبي- مفتشين إلى غزة "لمراقبة مبادلات الفلسطينيين مع الدول المجاورة". وذكّر بأن الاتحاد الأوروبي فعل ذلك في الماضي في مركز رفح الحدودي بين غزة ومصر.
ويدرس الاتحاد الأوروبي إحياء هذه المهمة وتوسيعها لتشمل كل المعابر حول قطاع غزة. وذكرت مصادر في وزارة الخارجية الألمانية أن نصا مشتركا لألمانيا وفرنسا وبريطانيا يناقش حاليا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في وقت سابق إن تفعيل هذه المهمة يتطلب الحصول على موافقة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وتأتي هذه التطورات في ظل صمود التهدئة لليوم الثالث على التوالي، وهو ما سمح لسكان القطاع باستعادة تدريجية لحياتهم الطبيعية وساعد فرق الإغاثة للمضي قدما في انتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض.
وأسفر العدوان الذي بدأته إسرائيل على قطاع غزة منذ 8 يوليو/تموز الماضي عن استشهاد 1886 فلسطينيا وإصابة 9806 آخرين، بينما أقرت إسرائيل بمقتل 64 جنديا وثلاثة مدنيين.