دخلت التهدئة في قطاع غزة التي وافق عليها الفلسطينيون والإسرائيليون بوساطة مصرية، حيز التنفيذ في الثامنة من صباح اليوم الثلاثاء (الخامسة بتوقيت غرينتش). وأكدت إسرائيل سحب قواتها البرية من القطاع.
انتشل مسعفون اليوم الثلاثاء في أول أيام التهدئة في قطاع غزة جثث شهداء من تحت الركام لترتفع حصيلة شهر من العدوان إلى نحو 1870 شهيدا, في حين عاين الغزيون المزيد من التدمير الذي لحق أحياء برمتها، وذلك بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ.
وأظهر أحدث إحصاء لوزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان الذي بدأ في الثامن من يوليو/تموز الماضي ارتفعت إلى نحو 1869 شهيدا و9570 جريحا, في حين أحصت وكالة الصحافة الفرنسية أكثر من 1900 شهيد.
ومن بين الشهداء أكثر من 400 طفل, فضلا عن مئات النساء والرجال والشيوخ, كما أن أكثر من ألفي طفل أصيبوا وفقا لمصادر طبية فلسطينية.
ونقل مراسلا الجزيرة تامر المسحال ووائل الدحدوح صورا للتدمير الواسع جراء القصف الإسرائيلي من رفح جنوبي القطاع, ومن حي الشعف شرقي غزة.
وأظهرت الصور مباني مدمرة بعضها من عدة طوابق, وعمّ الدمار أحياء برمتها شرقي غزة بينها حيا الشجاعية والشعف, وكذلك في رفح وخان يونس جنوبي القطاع, وفي بيت حانون شمالا.
وقال بعض السكان إن القصف دمر بيوتهم التي ظلوا يشيدونها لسنوات, وقال مراسل الجزيرة تامر المسحال إن سكان القطاع عبروا مع ذلك عن وحدتهم وتماسكهم وتضامنهم مع المقاومة.
وفي وقت سابق اليوم, قالت مراسلة الجزيرة هبة عكيلة إن سكان القطاع نزلوا إلى الشوارع للتزود باحتياجاتهم بعدما ظل قسم منهم محاصرين.
وفي شمال القطاع, عاد مئات الآلاف من الذين شردهم القتال بحرص إلى بلداتهم، ودخل نازحون بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة, وقدم بعضهم على متن عربات تجرها الحمير.
وتعاني جل مناطق قطاع غزة من انقطاع شبه كامل للكهرباء والمياه جراء قصف خزانات الوقود في محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع, وكذلك مضخات المياه الصالحة للشرب.
وألقت الطائرات والمدافع الإسرائيلية أكثر من خمسة آلاف طن من الصواريخ والقذائف خلال الشهر الذي استغرقه العدوان الذي أطلقت عليه تل أبيب "الجرف الصامد".