غزة تعود لطبيعتها والمعابر على حالها

عادت الحياة تدريجيا إلى قطاع غزة عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مساء أمس بعد عدوان إسرائيلي استمر 51 يوما، وعلى الرغم من أن الاتفاق ينص على فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة للتمكين الفوري لدخول المعونات والإغاثات، فإن عمل المعابر ما زال في أضيق الحدود.

وبدا القطاع اليوم مختلفا بعد أكثر من شهر ونصف الشهر من العدوان الإسرائيلي الذي خلف نحو 2200 شهيد وقرابة 11 ألف جريح بالإضافة إلى تدمير كبير بالبنية التحتية وبآلاف المباني. فقد شهدت شوارع وأسواق قطاع غزة حركة نشطة رغم التفاوت في التفاؤل لدى المواطنين من وفاء الاحتلال الإسرائيلي والتزامه بتطبيق الهدنة المتفق عليها ودخلت حيز التنفيذ مساء أمس.

وبالنسبة للمعابر بين إسرائيل وقطاع غزة التي نص اتفاق وقف إطلاق النار على فتحها، أوضح مراسل الجزيرة على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم إلياس كرام، أن الحياة عادت نوعا ما إلى طبيعتها تدريجيا في البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.

واستدرك بالقول إن سكان البلدات الإسرائيلية المحاذية لغزة الذين تركوها إبان العدوان الإسرائيلي على غزة هربا من قذائف وصواريخ المقاومة الفلسطينية لم يعودوا في معظمهم لبيوتهم، وهو ما عكس تشككا لديهم بالحالة الأمنية لهذه البلدات وعدم وثوقهم بقادتهم السياسيين والعسكريين الذين طالبوهم بالعودة.

أما بالنسبة لمعبر بيت حنون في شمال قطاع غزة، فأشار مراسل الجزيرة هناك تامر المسحال إلى أن ظروف المعبر خلال هذا اليوم لم تختلف عن الأيام السابقة.

ولفت المسحال إلى حجم الدمار الكبير الذي حل في الجانب الفلسطيني من المعبر، ولم يسلم من العدوان والقصف الإسرائيلي عليه.

معابر مضيقة
وذكر المراسل أن معبر بيت حانون مخصص في الأصل لسفر بعض الفئات وهم العاملون في المؤسسات الدولية والوكالات الإغاثية الدولية وبعض الصحفيين الأجانب وبعض التحويلات المرضية من قطاع غزة إلى مستشفيات الضفة الغربية والقدس المحتلة والمناطق المحتلة عام 1948، كما يسمح لبعض التجار باستخدام هذا المعبر.

وأضاف المسحال أن إسرائيل تتحكم بشكل كامل بمعبر بيت حانون فتسمح لمن تريد وتمنع من لا تريد.

من جهته قال مدير معبر بيت حانون شادي شبات إن اتفاق وقف إطلاق النار انعكس من خلال تحول الأمور في المعبر إلى وضع شبه طبيعي، وذلك بعد أن أعلنته إسرائيل خلال الحرب منطقة عسكرية فأصاب الشلل حركة المسافرين.

وعن الوضع اليوم، ذكر شبات للجزيرة أن الحركة ضعيفة حيث ما زالت المخاوف موجودة من القصف الإسرائيلي.

وأضاف أن هناك صعوبات في تسهيل معاملات العابرين عبر المعبر نتيجة العدوان الأخير بعد أن دُمرت المعدات والبنية التحتية التي تتيح التعامل الإلكتروني والربط مع باقي المعابر.

ومن الناحية الجنوبية لقطاع غزة حيث معبر رفح الذي يربط القطاع بمصر، ما زال المعبر يعمل بنفس الوتيرة التي كان يعمل بها طوال فترة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث إن السماح بالدخول والخروج للأفراد محدود جدا، في حين تمنع البضائع من العبور.

وبحسب المسؤولين الفلسطينيين في المعبر فإنه لم يطرأ أي تغيير حتى الآن على آلية عمل المعبر بعد اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية مصرية.

وأكد مراسل الجزيرة وائل الدحدوح الذي زار المعبر أن الحركة على المعبر كانت محدودة، وأن الراغبين بالسفر إلى مصر يواجهون صعوبات جمة.

ولفت الدحدوح إلى أن المعبر كغيره من مناطق قطاع غزة تعرض لتدمير جزئي وخراب في بعض مبانيه من بينها صالة المسافرين، جراء القصف الإسرائيلي.

المصدر : الجزيرة