ثوار ليبيا يتوسعون بطرابلس ومصر والإمارات تنفيان قصفها

A tank belonging to the Western Shield, a branch of the Libya Shield forces, fires during a clash with rival militias around the former Libyan army camp, Camp 27, in the 27 district, west of Tripoli, August 22, 2014. REUTERS/Stringer (LIBYA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST CONFLICT)
دبابة للواء درع الغربية التابع لرئاسة الأركان الليبية تقصف مواقع في محيط "معسكر 27" غربي العاصمة طرابلس (رويترز)

وسّعت قوات الثوار المشاركة في عملية "فجر ليبيا" سيطرتها في طرابلس بعدما استعادت مطار المدينة من كتائب موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر, ممهدة الطريق لانعقاد المؤتمر الوطني مجددا لتشكيل "حكومة إنقاذ", في حين نفت مصر والإمارات أن تكون طائراتهما قصفت مواقع بالعاصمة الليبية.

وأعلنت "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا" -التي تضم قوات تابعة لرئاسة الأركان وكتائب للثوار من مدن مختلفة- أنها ‏سيطرت على مقر جمعية الدعوة الإسلامية الذي يعد من أبرز مقار كتيبة الصواعق في طرابلس, كما سيطرت على بوابة الجبس غربي المدينة.

وتأتي السيطرة على مقر جمعية الدعوة الإسلامية بعد ساعات من السيطرة على مطار طرابلس وعلى معسكر النقلية القريب منه الذي كان أيضا مقرا للكتائب الموالية لحفتر, وهي كتائب الصواعق والقعقاع والمدني, وذلك بعد أربعين يوما من اشتباكات أوقعت عشرات القتلى من الطرفين.

وقبل النقلية, سيطرت القوات المشاركة في "عملية فجر ليبيا" على أحياء جنوبي العاصمة تقع على طريق المطار بينها حيا الزهور والأكواخ, كما سيطرت على وزارة الداخلية والشرطة العسكرية ورئاسة أركان القوات المسلحة و"معسكر 27″, وتمكنت من تأمين الطريق الساحلي الذي يربط العاصمة بمعبر رأس جدير الحدودي مع تونس.

وقال مراسل الجزيرة إن القصف توقف صباح اليوم مما يشير إلى تراجع الكتائب الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر, مضيفا أن المعارك القادمة قد تدور في حيي الدريبي وغوط الشعال.

من جهتها, نفت الصفحة الرسمية لعملية فجر ليبيا على موقع فيسبوك أن تكون مواقعها جنوبي طرابلس قد تعرضت لقصف جوي جديد صباح اليوم.

وتقول القوات التي تشارك في عملية فجر ليبيا إن العملية الجارية تأتي دفاعا عن ثورة 17 فبراير, ولإعادة المطار والمقار العسكرية إلى الدولة.

نفي للمسؤولية
ونفت مصر والإمارات إتهامات وجهتها  قيادة عملية فجر ليبيا للبلدين بالمسؤولية عن الغارات الجوية على طرابلس.

وأكد الرئيس  المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد أن القوات المسلحة المصرية لم تقم  بأي عمل عسكري داخل  الأراضي الليبية أو خارج الحدود المصرية.

وقال السيسي ، خلال  لقائه مع رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية  والخاصة اليوم : "إننا لم نقم بأي عمل عسكري خارج حدودنا حتى الآن"، مضيفا أنه لا توجد طائرة ولا أي قوات مصرية في ليبيا ولم تقم أي طائرة  مصرية بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية "فقواتنا داخل أراضينا". 

وأوضح السيسي أن مصر معنية مع دول الجوار بأمن وسلامة ليبيا الشقيقة، مشيرا إلى أن مصر تجرى مشاورات على وجه الخصوص مع الجزائر وتونس ودول  الجوار المعنية للوصول لعمل سياسي لتحقيق الاستقرار في ليبيا.

وكانت الخارجيةى المصرية قد اصدرت من جانبها بيانات بنفس المضمون، وقالت إن الاتهام عار من الصحة, وأضافت أن مصر تأمل في تشكيل حكومة وطنية تحقق تطلعات الليبيين.

من جهته, قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش عبر حسابه الخاص على تويتر إن "محاولة إقحام اسم الإمارات في الشأن الليبي هروب من مواجهة نتائج الانتخابات والشرعية التي أفرزتها، ورغبة الأغلبية في ليبيا في الاستقرار والأمن".

وكان المتحدث باسم قيادة عملية فجر ليبيا أحمد هدية قد وجه اتهاما مباشرا لمصر والإمارات في الغارات التي استهدفت على دفعتين مواقع للثوار جنوبي طرابلس وخلفت نحو ثلاثين قتيلا في صفوفهم.

وتبنت قيادة "عملية الكرامة" بقيادة حفتر الغارات على طرابلس, لكن محللين شككوا في قدرة طائرات حفتر على بلوغ العاصمة, وضرب مواقع بدقة عالية.

‪‬ محمد هدية اتهم مجلس النواب والحكومة المؤقتة بالخيانة العظمى(غيتي/الفرنسية)
‪‬ محمد هدية اتهم مجلس النواب والحكومة المؤقتة بالخيانة العظمى(غيتي/الفرنسية)

المؤتمر الوطني
سياسيا, من المقرر أن يجتمع المؤتمر الوطني العام (البرلمان) المنتهية ولايته خلال أيام استجابة لدعوة من الثوار الذين يتهمون مجلس النواب المنتخب حديثا والمجتمع في مدينة طبرق شرقي البلاد, بالانقلاب على الثورة بعدما دعا مؤخرا إلى تدخل أجنبي في ليبيا.

وأعلن الناطق باسم المؤتمر الوطني عمر حميدان مساء أمس عن استئناف جلسات المؤتمر مؤقتا خلال الأسبوع الحالي. وأضاف أن هذه الخطوة تأتي لحماية البلاد من الفوضى والتدخل الخارجي، وبسبب عدم التزام مجلس النواب المنتخب بالإعلان الدستوري.

وكان الناطق باسم قوات فجر ليبيا أحمد هدية قد دعا مساء أمس إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني تضمن سيادة الدولة,, متهما مجلس النواب بالانحراف عن الشرعية الدستورية.  

وحمل هدية النواب المجتمعين في طبرق والحكومة المؤقتة مسؤولية تعرض طرابلس لقصف من طائرات قدمت من خارج ليبيا، واتهمهم بجرم الخيانة العظمى.

وفي ما بدا ردا على تقدم الثوار على الأرض في طرابلس وكذلك في بنغازي, ودعوتهم إلى تشكيل حكومة إنقاذ, أصدر المجلس مساء أمس بيانا اعتبر فيه قوات "فجر ليبيا" وكتيبة "أنصار الشريعة" جماعات "إرهابية" خارجة عن القانون, وهدفا لـ"الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر.

وفي بنغازي شرقي البلاد، نقل مراسل الجزيرة في ليبيا عن مصادر محلية أن قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" أعلنت سيطرتها على معسكر الدفاع الجوي قرب مطار بنينا، بعد معركة مع قوات حفتر استمرت ساعات.

المصدر : الجزيرة + وكالات