الحوثيون يبدؤون مرحلة ثانية من الاحتجاجات وهادي يتوعد
أعلن زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز أمس الخميس أن المرحلة الثانية من الاحتجاجات ستبدأ من تأدية صلاة الجمعة اليوم في الطريق المؤدية إلى مطار صنعاء الدولي، بينما توعّد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتصدي لما سماه خطر الحوثيين على الدولة.
وأكد الحوثي أن أنصاره سيواصلون التحرك "الضاغط والمشروع" لأنهم لم يصلوا حتى الآن للاستجابة الواضحة والكافية لمطالبهم، ولفت إلى أن تحركاتهم ستكون عبر "وسائل سلمية وحضارية ومشروعة".
وكان الحوثي قد أطلق الاثنين الماضي سلسلة تحركات احتجاجية تصاعدية للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع أسعار الوقود، إذ منح السلطات مهلة حتى اليوم الجمعة لتلبية هذه المطالب، متوعدا باتخاذ تدابير "مزعجة" بعد انتهاء المهلة.
احتجاجات وضغط
وقال مراسل الجزيرة في صنعاء مراد هاشم إن هذه المرحلة الثانية من الاحتجاجات تبدو بملامح غير واضحة ودون سقف زمني محدد عكس المرحلة الأولى، وبيّن أنَّ من المتوقع أن يشهد اليوم خروج مسيرة كبيرة وحاشدة في طريق المطار شمالي العاصمة.
كما ذكر أن عدم وجود معلومات واضحة عن طبيعة التحركات، يبدو كأنه يترك "الباب مفتوحا" للمفاوضات التي ستستأنف اليوم بين اللجنة الرئاسية وجماعة الحوثي.
وقد انتشر أنصار الحوثيين بكثافة منذ أيام في منطقة المساجد غربي العاصمة، وفي حزيز جنوبي المدينة، وفي منطقة الرحبة جوار مطار صنعاء الدولي شمالي المدينة.
وبحسب اللجنة الأمنية العليا في اليمن فإن المسلحين الحوثيين أقاموا نقاط تفتيش ومتاريس، وحفروا خنادق، واعتلوا مرتفعات، مما يتنافى مع مظاهر السلم والتظاهر السلمي.
واعتبر الحوثي أن هذه التحركات لا تمثل احتلالا لصنعاء ولا ابتلاعا لها، بل الهدف هو الضغط لإسقاط الجرعة (زيادة الأسعار) والضغط لإسقاط الحكومة.
وبيّن الحوثي أن استهداف قوات الأمن لتحركهم السلمي سيجعل هذه القوات تندم ولن يقف الحوثيون مكتوفي الأيدي.
توعد وتفاؤل
من جهته، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال اجتماعه بمجلس الدفاع الوطني إن الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام تصعيد الحوثيين الخطير الذي يمس اليمن كله وليس العاصمة صنعاء وحدها.
ودعا هادي الحوثيين إلى "النظر إلى الأمور بمنتهى الواقعية والمسؤولية، وأن يدركوا العواقب الوخيمة للخروج عن الإجماع الوطني، وألا تأخذهم العزة بالإثم لتدفعهم لتبني ممارسات ثبت فشلها في الماضي والحاضر".
وأشار الرئيس اليمني إلى أن تكرار هذه الممارسات من جديد "لن نحصد من ورائه سوى الكوارث والفوضى وإراقة الدماء".
على صعيد متصل، أكد عبد الملك العجري عضو المكتب السياسي للحوثيين -أو ما يطلق عليهم بجماعة أنصار الله- أن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أعرب عن تفاؤله بشأن المحادثات التي تجري في مدينة صعدة شمالي اليمن بين الجانب الحكومي وجماعته.
وقال العجري في مقابلة سابقة للجزيرة إن الطرفين لم يتوصلا بعد لأي اتفاق.
تحركات وشعارات
وكان الناطق الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبد السلام قد قال إن زعيم الجماعة أكد للجنة الحكومية التي التقاها الخميس في صعدة أن تحركات أنصاره ستكون سلمية حتى تحقيق أهداف الثورة.
وأوضح الناطق باسم الحوثيين أن الهدف من هذه التحركات هو الضغط على ما سماها قوى النفوذ. وأشار إلى أن الجماعة لا يمكن أن تقبل المساومة على قضايا وأهداف الشعب، بحسب قوله.
جاء ذلك في الوقت الذي خرجت فيه حشود ضخمة مناوئة لجماعة الحوثي في مدن تعز وإب والحديدة رفعت شعارات تنادي بالاصطفاف الوطني، مقابل احتشاد أنصار جماعة الحوثي في صنعاء للمناداة بإقالة الحكومة.
بذكر أن الحوثيين خاضوا في الأشهر الماضية معارك ضد الجيش وضد مسلحين قبليين موالين للتجمع اليمني للإصلاح في محافظات عمران والجوف الشماليتين وفي ضواحي صنعاء. وقد تمكنوا من فرض سيطرتهم على مدينة عمران الإستراتيجية شمال صنعاء.