قوات عراقية تتقدم باتجاه تكريت بعد استعادة سد الموصل

قال ضباط في غرفة العمليات إن قوات عراقية تتقدم حاليا باتجاه تكريت في محاولة لاستعادة السيطرة عليها من قوات تنظيم الدولة الإسلامية.

كما قال شهود عيان في محافظة كركوك إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب عشرون آخرون في قصف جوي نفذته طائرات حكومية في قرية الصديرة التابعة لناحية الشرقاط التي تقع على الحدود
بين محافظتي كركوك ومحافظة صلاح الدين.

وأضافت المصادر أن طائرات عراقية أطلقت أكثر من ثلاثين صاروخ تبعها القاء براميل متفجرة على القرية.

وكان الرئيس الأمريكي بارك أوباما  قال إن القوات الكردية والعراقية سيطرت على سد الموصل بمساندة الطيران الأميركي الذي شن 15 غارة أمس على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية للسيطرة على سد الموصل، وقالت قوات البشمركة إنها سيطرت على السد، بينما نفى تنظيم الدولة ذلك مؤكدا أنه انسحب من منطقة السد.

وأكد أوباما أن بلاده ستواصل العمليات المحدودة لحماية المصالح الأميركية، وأشار إلى أن عملية سد الموصل تثبت أن القوات الكردية والعراقية يمكن أن تعمل سوية.

وقالت القيادة الأميركية الوسطى إن المقاتلات والقاذفات والطائرات دون طيار دمرت تسعة مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية وثماني عربات في المناطق المحيطة بسد الموصل، حيث تجري معارك بين مسلحي التنظيم وقوات البشمركة.

وأضاف البيان أنه منذ الثامن من أغسطس/آب الحالي أجرى الجيش الأميركي ما مجمله 68 ضربة جوية في العراق، من بينها 35 دعما للقوات العراقية بالقرب من سد الموصل.

من جانبها، قالت سلطات كردستان العراق إن الدعم الجوي الأميركي ساعد قوات البشمركة الكردية في السيطرة على سدّ الموصل بشكل كامل بعد يومين من المعارك ضد تنظيم الدولة.

‪تنظيم الدولة الإسلامية كان مسيطرا على سد الموصل بعد اشتباكات مع البشمركة‬ تنظيم الدولة الإسلامية كان مسيطرا على سد الموصل بعد اشتباكات مع البشمركة (الجزيرة)
‪تنظيم الدولة الإسلامية كان مسيطرا على سد الموصل بعد اشتباكات مع البشمركة‬ تنظيم الدولة الإسلامية كان مسيطرا على سد الموصل بعد اشتباكات مع البشمركة (الجزيرة)

معركة السد
وأكد المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا من جهته تطهير سد الموصل من عناصر الدولة الإسلامية بشكل كامل، مشيرا إلى أن عملية التطهير تمت من قبل قوات مكافحة الإرهاب والبشمركة وبإسناد جوي مشترك.

وأضاف أن القوات العراقية تمكنت من إبطال 170 عبوة ناسفة في "معركة نموذجية شاركت فيها قوات خاصة مدربة في جميع الأسلحة وبإسناد الطيران الأميركي"، وأنها تعمل حاليا على تطهير بعض المنشآت الكبيرة التي لا تزال بيد المسلحين.

من جانبه، قال مراسل الجزيرة في منطقة سد الموصل أمير فندي إن المقاتلات الأميركية قصفت بشدة مواقع تنظيم الدولة غرب السد، وأن القوات الكردية واجهت كثيرا من العبوات الناسفة والألغام في المواقع التي كان مقاتلو التنظيم يتمركزون فيها.

وأكد فندي أن قوات البشمركة واصلت تقدمها وسيطرت على بلدات ومواقع شرقي السد, وأضاف أن مقاتلي تنظيم الدولة يتراجعون نحو مدينة الموصل.

من جهته، أكد تنظيم الدولة الإسلامية أنه انسحب من منطقة السد، لكنه نفى أن تكون البشمركة قد سيطرت على السد كله.

وكان بيان منسوب إلى "ولاية نينوى" -التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية- نفى سيطرة القوات الكردية على سد الموصل, كما نفى أن يكون مسلحو التنظيم قد تراجعوا في مواجهة البشمركة. وقال إن ليبيا ومغربيا (من مقاتلي التنظيم) فجرا نفسيهما في القوات المتقدمة نحو السد، مما أدى إلى مقتل عدد منها.

في الوقت نفسه تحدث ناشطون متعاطفون مع التنظيم على موقع تويتر عن قتل وأسر عشرات من عناصر البشمركة الكردية في عملية التفاف قرب بلدة تلكيف جنوب الموصل.

وقال مراسل الجزيرة إن مقاتلي تنظيم الدولة انسحبوا من البلدة بعدما فخخوها, وهو ما حال دون دخول البشمركة إليها. وكانت القوات الكردية استعادت بلدة مخمور جنوب مدينة الموصل, وقد عاد إليها قسم من سكانها.

ويعد سد الموصل أكبر سد في العراق، ويقع بعد نحو خمسين كيلومترا شمال مدينة الموصل على نهر دجلة، ويقدر معدل إنتاجه من الكهرباء بـ750 ميغاواطا ، ويخزن 12 مليار متر مكعب من المياه لأغراض الشرب والزراعة.

المعركة المقبلة ستنتقل إلى مدينة الموصل  بعد السيطرة على السد والمناطق المحيطة به (الجزيرة)
المعركة المقبلة ستنتقل إلى مدينة الموصل  بعد السيطرة على السد والمناطق المحيطة به (الجزيرة)

معارك قادمة
وعلى صعيد متصل، قال متحدث باسم وحدة مكافحة الإرهاب في العراق صباح نوري إن القوات العراقية تعتزم شن هجوم على مدينة الموصل في الشمال على أمل استعادتها من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف نوري لرويترز أن "التكتيك" الجديد بشن هجوم سريع تكتنفه السرية أثبت نجاحه، مشيرا إلى أن القوات مصرة على مواصلة هذه الطريقة بمساعدة معلومات المخابرات التي يقدمها الأميركيون.

وعلى صعيد متصل، قصفت القوات العراقية بالمدافع أحياء سكنية في بلدتي الكرمة والنعيمية غرب بغداد، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بحسب مصادر طبية في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار (غربي العراق).

ففي الفلوجة، قتل مدني وأصيب أربعة آخرون في قصف استهدف أحياء الجولان والأندلس والرسالة. وفي الكرمة، قتل مدنيان وأصيب أربعة بقصف بالمدفعية استهدف منطقتي الصبيحات والعبادي جنوب المدينة.

المصدر : الجزيرة + وكالات