تعرض محيط مطار طرابلس الدولي بليبيا الأحد لنيران المدفعية والصواريخ، في تطور يشير إلى استئناف القصف العنيف بعد ثلاثة أيام من هدوء نسبي أعقب قتال شوارع استمر أكثر من شهر.
توتر سياسي وعسكري
وعلى الصعيد الميداني، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن المواجهات التي اندلعت السبت بين المليشيات المتصارعة توقفت اليوم الأحد، وأكدت كتائب مصراتة سيطرتها على الجسر وعلى مقر قيادة للجيش، لكن تعذر التأكد من هذا الأمر من مصدر مستقل، حسب الوكالة.
وكانت مواجهات بين كتائب الزنتان (غرب) وكتائب مصراتة (شرق طرابلس) وقعت الجمعة والسبت، واستخدمت فيها صواريخ غراد والمدفعية للسيطرة على جسر يعتبر منفذا إلى المطار يقع في جنوب طرابلس ويخضع لمليشيات الزنتان.
وسُمع دوي إطلاق النار والقصف بصواريخ غراد والمدفعية أمس السبت منذ الصباح الباكر قرب المطار وعدد من المناطق السكنية في طرابلس.
وتشهد ليبيا معارك دامية بين مليشيات منذ منتصف تموز/يوليو الماضي، مما دفع البرلمان المنتخب في 25 حزيران/يونيو إلى المطالبة الأربعاء بتدخل أجنبي لحماية المدنيين، قائلا إن دعوته إلى إنهاء القتال في طرابلس وبنغازي لم تلقَ استجابة.
احتجاج على البرلمان
وأثار هذا المطلب استنكارا في مناطق من ليبيا، حيث نظمت الجمعة تظاهرات احتجاج عدة خصوصا في طرابلس ومصراتة منددة بما وصفت بمحاولات الانقلاب على ثورة 17 فبراير وبما تسمى "عملية الكرامة" التي أعلنها اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد عين الخميس الماضي الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون مبعوثا خاصا إلى ليبيا، وسيخلف ليون في هذه المهمة طارق متري الوزير اللبناني السابق الذي ترأس بعثة الأمم المتحدة عام 2012.
وقد شكلت الأمم المتحدة بعثتها بليبيا في 2011 بناء على طلب طرابلس من أجل مساعدتها على إدارة المرحلة الانتقالية السياسية لما بعد نظام القذافي.
وأجبرت المعارك التي يشارك فيها مقاتلون سبق لهم خوض الحرب معا ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي الأمم المتحدة والحكومات الغربية وبلدانا أخرى على إجلاء دبلوماسييها خوفا من انزلاق ليبيا إلى حرب أهلية شاملة.