أمن الأردن يفرق بالقوة مظاهرة قرب سفارة إسرائيل

9/7/2014 صور قمع الدرك الاردني مسيرة السفارة الاسرائيلية
قوات الأمن أصابت متظاهرين وصحفيين واعتقلت آخرين (الجزيرة نت)

محمد النجار-عمان

منعت قوات الدرك والأمن الأردنية بالقوة مساء الأربعاء المئات من المتظاهرين من الوصول إلى محيط السفارة الإسرائيلية في عمان، وأصيب العشرات من المتظاهرين إضافة لعدد من الإعلاميين بجروح متفرقة، في حين اعتقل عدد من النشطاء.

وتصدت قوات الدرك بالهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع لجموع المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة مسجد الكالوتي بعد صلاة التراويح مساء الأربعاء تلبية لدعوة من الحركة الإسلامية وحراكات شعبية وشبابية للتظاهر أمام السفارة استنكارا للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

إصابات واعتقالات
وعندما حاول متظاهرون التقدم من ساحة المسجد باتجاه مبنى السفارة القريب تصدت قوات الدرك لهم بالقوة، فأصيب العديد منهم بجروح في الرأس والوجه وأنحاء الجسد.

قوات الأمن والدرك منعت المتظاهرين من الاقتراب من السفارة الإسرائيلية (الجزيرة نت)
قوات الأمن والدرك منعت المتظاهرين من الاقتراب من السفارة الإسرائيلية (الجزيرة نت)

وطال التدخل العنيف من طرف قوات الأمن صحفيين مصورين كان من بينهم إعلاميان من فريق الجزيرة توك، هما خالد صدقة وعبد العزيز أبو بكر اللذان نقلا للمستشفى لتلقي العلاج.

وأبلغ ضباط في قوات الدرك والأمن شخصيات معارضة بأن الخروج من الساحة المحيطة بمسجد الكالوتي "خط أحمر"، في حين رفض شبان غاضبون الامتثال لدعوات من قيادات سياسية حاولت تهدئتهم وأصروا على التقدم نحو محيط السفارة.

وطاردت قوات الدرك المعتصمين في الشوارع المحيطة، وأغلقت كل المداخل والشوارع المؤدية للسفارة بالمئات من قوات الوحدات الخاصة التابعة للدرك.

ومنذ ساعات المساء الأولى حولت قوات الدرك والأمن المنطقة المحيطة بالسفارة في ضاحية الرابية الراقية إلى ثكنة عسكرية، رغم أن مقر السفارة الإسرائيلية في عمان يعد من أكثر المقار تحصينا.

مظاهرات أخرى
وجاءت مواجهات ليلة الأربعاء على وقع دعوات لمظاهرات غاضبة احتجاجا على استمرار العلاقات الأردنية الإسرائيلية التي فشل البرلمان في قطعها ثلاث مرات في أقل من عامين، حيث صوت البرلمان ثلاث مرات لقطع العلاقات وطرد سفير إسرائيل من عمان، لكنه تراجع في المرات الثلاث أمام ضغوط الحكومة.

‪الصحفيون بدورهم لم يسلموا من التدخل العنيف لقوات الأمن‬ (الجزيرة نت)
‪الصحفيون بدورهم لم يسلموا من التدخل العنيف لقوات الأمن‬ (الجزيرة نت)

وكانت شوارع مدن أردنية خاصة مدينة إربد (٨٠ كم شمال عمان) ومخيمات للاجئين الفلسطينيين قد شهدت مساء الثلاثاء ويوم الأربعاء مظاهرات حاشدة ندد فيها المتظاهرون بما عدوه صمتا عربيا إزاء المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة.

ونالت هتافات المتظاهرين بشدة من الحكومة الأردنية، لكنهم صبوا جام غضبهم على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي اتهموه بالضلوع في الحرب على قطاع غزة إلى جانب إسرائيل، بسبب إغلاق مصر معبر رفح البري مع القطاع المحاصر.

وكان المتظاهرون بمدينة إربد قد رددوا هتافات سمع منها "يا حيف قولوا يا حيف.. هاجم علينا بالسيف.. معطي ظهره لليهود ولا طلقة على الحدود"، و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، و"الشعب العربي ما بلين (يلين).. وعاشت عاشت فلسطين".

وفد وإدانة
وفي وقت سابق الأربعاء قرر البرلمان الأردني تشكيل وفد لزيارة قطاع غزة للتعبير عن تضامن الشعب الأردني مع الشعب الفلسطيني.

كما أدانت الحكومة الأردنية العدوان العسكري الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة، وطالب وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "بترا" إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية فورا، رافضا أي مبرر لهذا الاعتداء.

وحذر الوزير في الوقت نفسه من آثار الاعتداء الذي وصفه "بالوحشي" على القطاع والمنطقة بأسرها، وأكد أن الممارسات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي ومعارضة للجهود الدولية للدفع بعملية السلام، على حد ما جاء في البيان.

المصدر : الجزيرة