مصر ترفض طلبا لعقد اجتماع لمنظمة التحرير

اجتماع القيادة الفلسطينية الليلة قبل الماضية
اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله الليلة قبل الماضية (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-رام الله

تؤكد مصادر فلسطينية أن القاهرة رفضت طلبا فلسطينيا لعقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأرجعت السبب إلى العلاقة المتوترة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تخوض معارك منذ أسبوعين دفاعا عن قطاع غزة.

وكانت القيادة الفلسطينية قررت الليلة قبل الماضية العمل العاجل من أجل تعزيز وحدة الصف الوطني تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك بالدعوة إلى عقد اجتماع فوري لقيادة العمل الوطني الفلسطيني من خلال الإطار القيادي المؤقت للمنظمة في القاهرة، مشيدة بدور مصر في مساندة فلسطين.

ورغم تشديد مسؤول فلسطيني على أن الاجتماع لن يتم خارج القاهرة، استبعد محلل سياسي عقد اللقاء في مصر، مرجحا أن تتواصل الجهود لعقده خارجها.

وحاولت الجزيرة نت الاتصال بقيادات من حركة حماس في قطاع غزة لمعرفة موقفها من دعوة القيادة الفلسطينية ولكن دون جدوى، نظرا للاحتياطات الخاصة التي تتخذها الحركة في قطاع غزة.

 أبو يوسف أكد أهمية عقد اجتماعالإطار القيادي لمنظمة التحرير (الجزيرة نت)
 أبو يوسف أكد أهمية عقد اجتماعالإطار القيادي لمنظمة التحرير (الجزيرة نت)

قرار واحد
وفي وقت سابق اكتفى الناطق باسم حماس سامي أبو زهري بالترحيب ببيان اللجنة التنفيذية الذي تبنى مطالب المقاومة واعتبرها مطالب الشعب الفلسطيني، معتبرا أن ذلك يسهم في توحيد الموقف الفلسطيني ويقطع الطريق أمام بعض المحاولات الإقليمية والدولية المراهنة على تقسيم هذا الموقف، لكنه لم يعلق على الدعوة الخاصة إلى عقد الاجتماع القيادي لمنظمة التحرير.

وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف أن أهمية الإطار القيادي تكمن في كونه يضم الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية جميعا، إضافة إلى أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني.

ولفت أبو يوسف إلى أن أهمية الاجتماع الذي دعت إليه القيادة تتمثل في مشاركة الجميع، بما في ذلك الفصائل والقوى غير المنضوية في إطار مؤسسات المنظمة مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وأشار إلى أن تشكيل الإطار القيادي تم وفق اتفاقات المصالحة التي نصت على أن تعقد اجتماعات الإطار بانتظام من أجل التباحث في الشأن الفلسطيني السياسي والداخلي. 

وشدد أبو يوسف في حديثه للجزيرة نت على أن أهمية الدعوة تكمن في لقاء جميع فصائل العمل الوطني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطيني، بما يعني تكريس وحدة القرار الفلسطيني وتمثيل المنظمة للشعب في هذه المرحلة الصعبة وفي ظل العدوان المتواصل. 

وأوضح أن الدعوة الأخيرة لعقد اللقاء في مصر جاءت بحكم العلاقة واللقاءات السابقة التي جمعت الفصائل الفلسطينية في مصر التي احتضنت القضية الفلسطينية، "وبالتالي لم يتم التفكير في أي مكان آخر".

 الصواف رجح قبول حركة حماسالدعوة إلى اجتماع القاهرة (الجزيرة نت)
 الصواف رجح قبول حركة حماسالدعوة إلى اجتماع القاهرة (الجزيرة نت)

خارج مصر
من جهته يرجح المحلل السياسي مصطفى الصواف أن تقبل حركة حماس الدعوة إلى اجتماع القاهرة إذا وجهت لها الدعوة، وهو ما يستبعد تحقيقه في المرحلة الراهنة في ظل العلاقة القائمة بين حماس والحكم القائم في مصر.

وعليه، اعتبر الصواف أن مصر ليست مكانا مناسبا لعقد الاجتماع بسبب العلاقة المأزومة مع حماس، موضحا أنه كان الأولى بالقيادة الفلسطينية البحث عن مكان آخر لعقد الاجتماع لعدم جاهزية القاهرة أصلا، خاصة أنها اعتذرت عن دعوة مماثلة في السابق لاستضافة اللقاء.

ومع ذلك شدد الصواف على أهمية الاجتماع لتأثيره في تشكيل قيادة ومرجعية وطنية للمرحلة القادمة، بدل ما سماه "تفرد" الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضبط تحركاته في كافة القضايا. 

وخلص إلى أنه إذا كانت هناك بالفعل نية لعقد الاجتماع من قبل منظمة التحرير، فعلى الفصائل الفلسطينية أن تضغط ليتم الاجتماع خارج مصر.

المصدر : الجزيرة