اعتصام أمام سفارة مصر بلندن تنديدا بإغلاق رفح

اعتصام أمام السفارة المصرية بلندن تنديدا بإغلاق معبر رفح
الفعالية دعت إليها أكثر من جهة مثل اتحاد الجاليات الإسلامية وحزب التحرير (الجزيرة نت)

محمد أمين-لندن

اعتصم عدد من المسلمين البريطانيين وناشطون عرب وأجانب من تيارات سياسية مختلفة اليوم الأحد أمام السفارة المصرية في لندن احتجاجا على إغلاق القاهرة معبر رفح، وتنديدا بدورها الذي وصفوه بالمتآمر مع إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة.

وردد المتظاهرون هتافات تضامنية مع الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي، بينما اعتبر آخرون أن "الصمت العربي" إزاء العدوان تطوّر في هذه الحرب إلى "تآمر"، منتقدين في ذات الوقت صمت المجتمع الدولي إزاء المجازر في غزة.

وفي حديثه للجزيرة نت قال الناطق الإعلامي باسم حزب التحرير يوسف الحاج يوسف إن "صمت الدول العربية والإسلامية التي تمتلك جيوشا جرارة أمر مستغرب"، ورأى أنه بدلا من تفرغ الجيوش للانقلابات العسكرية كان عليها مناصرة قضية فلسطين، وبرر الاعتصام أمام السفارة المصرية بأن مصر هي الجار والأخ الأكبر الذي عليه مساندة الفلسطينيين بدلا من حصارهم، حسب قوله.

‪الإيطالي منسكالكو: مصر حولت غزة‬ (الجزيرة نت)
‪الإيطالي منسكالكو: مصر حولت غزة‬ (الجزيرة نت)

الموقف المصري
وتنوع الحضور من الإسلاميين إلى النشطاء الغربيين الذين جاؤوا عقب مشاركة بعضهم في المظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية أمس السبت، معتبرين أن "نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جزء من الحرب على غزة".

وقال المتضامن الإيطالي أنطونيو منسكالكو إنه جاء لدعم سكان غزة بناء على دعوة للتضامن مع القضية الفلسطينية، معتبرا أن مصر حولت غزة إلى سجن كبير بإغلاقها الحدود ومعبر رفح، وانتقد ما اعتبره تقصيرا من الجيش المصري عن مواجهة إسرائيل ووقوفه في المقابل مع السيسي الذي "ينسق مع تل أبيب".

واعتبر منسكالكو أن عددا كبيرا من المنظمات الدولية تصمت على الجريمة لأنها منحازة سياسيا، وفسر هذا بأن الأطفال الذين يقتلون هم فلسطينيون وليسوا أجانب من مواطنيها.

من جهتها قالت المتضامنة من أصول فلسطينية ساندرا وطفة إنها جاءت للاحتجاج على مواقف الحكومات الغربية "المتخاذلة" في مواجهة ما وصفته بالهولوكوست ضد أبناء غزة. وأضافت أنها وقفت أمس أمام السفارة الإسرائيلية، وجاءت اليوم لتقول للسيسي إنه من المعيب تشجيع إسرائيل في حربها على غزة وحصار القطاع وإغلاق معبر رفح، حسب تعبيرها.

ورأت وطفة أن مجزرة حي الشجاعية مطابقة تماما لما شهدته هي في صبرا وشاتيلا، وأنهت حديثها بالقول إن الشعب المصري الشقيق يقف مع الفلسطينيين وقضيتهم، وإن النقد موجه "للنظام المصري" وليس للشعب.

المتظاهرون رفعوا لافتات تطالب الجيوش الإسلامية والعربية بنصرة غزة (الجزيرة نت)
المتظاهرون رفعوا لافتات تطالب الجيوش الإسلامية والعربية بنصرة غزة (الجزيرة نت)

انتقاد الصمت
ووسط تشديد أمني، ألقى عدد من المتحدثين كلمات عبروا فيها عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وصبوا جام غضبهم على ما وصفوه بالتواطؤ العربي المخجل، داعين الشعوب العربية إلى نصرة الشعب الفلسطيني وعدم الانخداع بما أسموه التضليل الإعلامي. وتميزت المظاهرة بمشاركة المسلمين من غير العرب، كما حظيت بحضور نسائي كبير.

وقال رئيس التحالف المصري في بريطانيا سامح العطفي إن الفعالية دعت إليها أكثر من جهة -منها اتحاد الجاليات الإسلامية وحزب التحرير- تنديدا بدور الحكومة المصرية في تشديد الحصار على غزة، مشيرا إلى أن الاختلافات الفكرية بين المتظاهرين لم تمنع "الضمير الإنساني" من جمعهم.

وردا على سؤال بشأن اختيارهم الاعتصام أمام السفارة المصرية وليس الإسرائيلية، قال العطفي إن المتظاهرين يعتبرون أن الحكومة المصرية هي الفاعل الرئيسي لأنها تساعد إسرائيل وتتحكم في المعابر، حسب قوله.

وتسود حالة من الغضب الكبير في أوساط الجاليات العربية والمسلمة في بريطانيا جراء المواقف العربية والغربية إزاء العدوان. وكانت المظاهرة الحاشدة التي شهدتها لندن أمس السبت قد حظيت باهتمام الإعلام البريطاني، حيث قدر عدد المتظاهرين بقرابة مائة ألف أغلبهم من البريطانيين والمتضامنين الأوروبيين. كما وعدت عشرات التحالفات بتوسيع نطاق المظاهرة أمام مكتب رئيس الوزراء والسفارتين الإسرائيلية والمصرية في لندن.

المصدر : الجزيرة