ارتفاع شهداء مجزرة الشجاعية إلى 72

أعلنت مصادر طبية فلسطينية انتشال عشر جثث جديدة لفلسطينيين استشهدوا أمس الأحد في قصف إسرائيلي عشوائي عنيف على حي الشجاعية شرق قطاع غزة، ليرتفع إلى 72 -غالبيتهم أطفال ونساء ومسنون- عدد شهداء المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال. كما أصيب نحو أربعمائة -بينهم حالات حرجة- أثناء محاولتهم الهرب من هذا القصف.

وبذلك يرتفع عدد الشهداء في قطاع غزة أمس إلى 123 شهيدا، بينهم نحو 51 جراء القصف الإسرائيلي لأحياء أخرى في القطاع، ليصل إجمالي شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة إلى 472 شهيدا ونحو 3120 جريح.

وقد وثقت كاميرا الجزيرة مجزرة الشجاعية التي تفاقمت عندما منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من دخول الحي.

وقال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم للجزيرة إن هناك انتقاما اسرائيليا غير مسبوق بعد الفشل أمام المقاومة، وأكد على عدم التهدئة أو الاستسلام.

وروى بعض من نجوا من مجزرة الشجاعية هول القصف العشوائي الذي استهدف شرق غزة، فقالوا إن قذائف المدفعية الإسرائيلية انهمرت منذ السبت على منازل المدنيين ولم تفرق بين المقاومة وبينهم، في حين أكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف حي الشجاعية بتلك القوة بهدف إجلاء جنوده الجرحى في تلك المنطقة بعدما اعترف بمقتل 13 من جنوده.

وقال أبو أحمد المتحدث باسم سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– للجزيرة إن عدد الشهداء بحي الشجاعية قد يتجاوز المائة، مؤكدا أن جثث العديد من الشهداء مقطعة وصارت أشلاء.

وكان مسعف تحدث عن استهداف نيران القوات الإسرائيلية لسيارات الإسعاف أثناء محاولاتها إجلاء الشهداء والجرحى من حي الشجاعية. وأضاف أنه لم يستطع دخول المناطق المقصوفة نظرا لاستهداف جنود الاحتلال سيارة الإسعاف التي كان يقودها.

رد فعل
ومن القدس، قال مدير مكتب الجزيرة وليد العمري إن مجزرة حي الشجاعية تأتي رد فعل على مقتل جنود النخبة الإسرائيليين، والخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في عمليات نوعية لفصائل المقاومة.

وأشار العمري إلى أن تركيز القصف على حي الشجاعية يعود إلى أن إسرائيل تعده معقلا لمقاتلي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يسعى من خلال حملته البرية إلى احتلال أطراف البلدات في غزة.

وقال إن التصعيد الإسرائيلي يأتي ضمن خطة لفرض واقع على الأرض يخدمهم في المفاوضات، مشيرا إلى دعوات في إسرائيل لإعادة احتلال قطاع غزة وتقويض حكم حماس وجعله منطقة منزوعة السلاح.

شهداء جدد
ومساء الأحد استشهد ثمانية فلسطينيين بعد قصف صاروخي إسرائيلي على برج سكني في حي الرمال وسط غزة.

وقال مراسل الجزيرة تامر المسحال إن من بين الشهداء أطفالا من عائلة واحدة، وإن جيش الاحتلال المرتبك من ضربات المقاومة النوعية بات ينتهج سياسة القصف العشوائي والأرض المحروقة.

وفي الحدود الشرقية لشمال وجنوب قطاع غزة، قال المسحال إن القصف المدفعي تواصل ولم يتوقف طوال يوم أمس، وتركز أساسا في حيي الشجاعية والتفاح وبيت لاهيا شمالا وفي برج الديك جنوبا، حيث تدور معارك عنيفة بين قوات إسرائيلية وفصائل المقاومة، مؤكدا أن التوغل الإسرائيلي ما زال طفيفا تجنبا لكمائن المقاومة.

من جهته نقل مراسل الجزيرة نت عوض الرجوب عن مصادر طبية فلسطينية أن طواقم الإسعاف تمكنت من انتشال جثمان الشهيدة روزان أبو جامع ( 14 عاما ) من تحت ركام منزل عائلتها الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة، ليرتفع الشهداء الذي سقطوا جراء قصف هذا المنزل إلى خمسة.

كما أعلنت مصادر طبية فلسطينية عن وصول جثماني شهيدين إلى مستشفى شهداء الأقصى سقطوا إثر قصف إسرائيلي مكثف تعرضت له منطقة المغراقة جنوب شرق مدينة غزة.

كما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مقر الأوقاف في مدينة الزهرة وسط القطاع، وقصفت المدفعية الإسرائيلية مأذنة المسجد الكبير في مخيم البريج.

وكانت كتائب القسام أكدت في وقت سابق مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة خمسة آخرين في كمين شرق جحر الديك جنوب القطاع.

وقد وسعت إسرائيل الأحد نطاق عملياتها البرية في القطاع فواصلت طائراتها التحليق في أجوائه، وأطلقت قذائف مدفعية على مناطق متفرقة من القطاع، لا سيما في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وشمل القصف أيضا حي الزيتون وسط القطاع، كما شمل أحياء الشعف. وترابط آليات عسكرية إسرائيلية قرب حقل متاخم لقطاع غزة.

إنسانيا أكد الصليب الأحمر الدولي أن الوضع الإنساني في غزة صعب جدا، وقالت الناطقة الإعلامية باسم المؤسسة إن تدهور الأوضاع الأمنية يشكل تحديا لهيئات الإغاثة في سعيها لتقديم مساعداتها بالقطاع، في ظل تزايد عدد المحتاجين إلى المساعدة.
المصدر : الجزيرة