حراك دولي مكثف لوقف تصعيد العدوان على غزة

زادت وتيرة التحركات الدولية سعيا لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ من المنتظر أن يصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم إلى الشرق الأوسط، كما سيزور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إسرائيل بعد زيارته لمصر.

وقال جيفري فيلتمان مساعد بان كي مون للشؤون السياسية إن "الأمين العام مستعد للقيام بدوره، سيغادر إلى المنطقة للتعبير عن تضامنه مع الإسرائيليين والفلسطينيين" مضيفا أن زيارة بان ستساعد الفلسطينيين والإسرائيليين "بالتنسيق مع الفاعلين الإقليميين والدوليين لإنهاء العنف والتوصل إلى سبيل للمضي قدما".

وكرر فيلتمان دعوة الأمم المتحدة للوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وشدد على "الحاجة إلى هدنات إنسانية جديدة".

وتأتي زيارة بان بعد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي أمس الجمعة خصص لبحث الوضع في غزة بناء على طلب من الأردن وتركيا بعد بدء الهجوم البري الإسرائيلي على القطاع.

وفي الاجتماع، طالب سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن بتطبيق القانون لإنهاء "الجرائم والانتهاكات" ضد الشعب الفلسطيني وضمان حمايته، بينما قال مندوب إسرائيل في المنظمة إن حماس تتخذ من الفلسطينيين دروعا بشرية في حربها.

جهود دولية
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري مطلع الأسبوع إلى المنطقة في محاولة لتكثيف الجهود لإنهاء الصراع، كما سيصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس  اليوم إلى إسرائيل بعد زيارته لمصر أمس الجمعة.

واجتمع فابيوس بالقاهرة مع نظيره المصري سامح شكري ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، وقال إن بلاده طلبت من قطر المساعدة في التوصل إلى وقف للقتال وذلك بطلب من عباس الذي طلب منه استخدام نفوذ فرنسا لدى شركائها لمحاولة إقناع حماس بقبول وقف إطلاق النار، وفق فابيوس.

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري أمس الجمعة -في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي بالقاهرة- إنه كثف جهوده لإقناع الأطراف الرئيسية بقبول المقترح المصري لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن  "هناك اتصالات مكثفة على مدار الساعات الماضية لمتابعة التطور ورصد المواقف".

وفي هذه الأثناء، تستمر زيارة الرئيس الفلسطيني إلى إسطنبول، حيث أكد من هناك أنه هو الذي طلب من مصر التدخل وتقديم مبادرة لوقف إطلاق النار، مضيفا إثر لقائه الرئيس التركي عبد الله غل أنه يجب على الفلسطينيين قبول هذه المبادرة لإحراج من وصفه بالطرف الذي يرفض وقف إطلاق النار.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن العدوان على غزة سيستمر ما لم يتخذ العالم الاسلامي موقفا واضحا من إسرائيل. كما حمل أردوغان على مصر بشدة  قائلا إن الجهة التي ينبغي التواصل معها بشأن الهدنة هي حماس وليست مصر، ورأى أن هناك محاولات لإضفاء شرعية على الإدارة المصرية التي تفتقر للشرعية، على حد تعبيره.

وكان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -في اجتماع مع رئيس الوزراء التركي- أدان الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة على قطاع غزة. وناقش الجانبان في اتصال هاتفي الجهود والسبل لوقف العدوان وآلة القتل الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني, وتوفير سبل الحماية للمدنيين.

‪التحركات الدولية تكثفت من أجل وقف تصعيد العملية البرية الإسرائيلية على على غزة‬ (رويترز)
‪التحركات الدولية تكثفت من أجل وقف تصعيد العملية البرية الإسرائيلية على على غزة‬ (رويترز)

وقف إطلاق النار
وفي الولايات المتحدة، كررت السفيرة الأميركية لدى  منظمة الأمم المتحدة سامنثا باور تصريحات الرئيس باراك أوباما التي أدلى بها في وقت سابق بأن بلاده تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها عبرت عن القلق بشأن "مخاطر أي تصعيد آخر" وإزهاق أرواح مزيد من الأبرياء.

أما الاتحاد الأوروبي، فقد عبر عن "قلقه الكبير" حيال "التصعيد" في غزة، معتبرا أن هذا الأمر يجعل السعي إلى وقف لإطلاق النار "أكثر إلحاحا من أي وقت".

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد عبرت أمس الجمعة عن تفهمها للموقف الإسرائيلي فيما يتعلق بالهجوم البري الذي شنته مؤخرا على قطاع غزة.

من جانبها، دعت الجزائر المجتمع الدولي برمته إلى اللجوء عاجلا إلى "كافة السبل التي من شأنها وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل".

وأشارت خارجيتها في بيان إلى أن التدخل العسكري البري الذي شنه الجيش الإسرائيلي على غزة يُعد "تصعيدا خطيرا يعكس استهانة المعتدي الإسرائيلي بنداءات المجتمع الدولي المتكررة".

وكانت إسبانيا قد أعربت أمس الجمعة عن أسفها إزاء العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، ودعت إلى "احترام صارم لحياة المدنيين والمنشآت العامة مثل المدارس ومراكز الصحة".

من جهته، قال وزير الخارجية النرويجي بورغي بريندي إنه "من غير المقبول بدء عملية برية وخصوصا إذا اعتبرنا أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار ممكن" معتبرا أن الأمر سيؤدي إلى وضع أصعب.

وتأتي هذه الاتصالات والتحركات والمواقف الدولية، في وقت صعدت فيه إسرائيل عدوانها على غزة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من ستين فلسطينيا في أقل من 24 ساعة، وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العملية العسكرية إلى 310 شهداء وأكثر من ألفي جريح.

المصدر : الجزيرة + وكالات