عباس يلتقي قيادات المقاومة بالقاهرة لإقرار تهدئة بغزة

A handout picture released by the Palestinian Press Office (PPO) shows Palestinian leader Mahmud Abbas (R) meeting with political bureau head of Hamas, Khaled Meshaal on May 5, 2014 in Doha, Qatar for the first time since their rival movements signed a surprise unity deal. The last time the two leaders met face-to-face was in Cairo in January 2013. AFP
عباس في لقاء مع خالد مشعل بالدوحة في مايو/أيار الماضي (الفرنسية)

يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القاهرة الليلة قيادات في حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في إطار المساعي للتوصل إلى وقف العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم العاشر على التولي، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 200 وإصابة ما يفوق 1600 آخرين، وذلك بعد رفض فصائل المقاومة مبادرة التهدئة المصرية.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في اتصال هاتفي مع الجزيرة إن عباس سيلتقي الليلة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وزياد نخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وذلك في إطار الاتصالات الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن الرئيس عباس -الذي سيلتقي أيضا مسؤولين مصريين- سيتوجه بعد زيارته القاهرة إلى تركيا ثم دول الخليج من أجل تنفيذ وتثبيت وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتأتي لقاءات عباس في القاهرة بعد وقت قصير من إعلان حركة حماس رسميا عدم الموافقة على المبادرة المصرية، ومن بين الشروط التي وضعتها الحركة للتوصل إلى وقف إطلاق النار رفع الحصار عن قطاع غزة، والإفراج عن الأسرى المحررين في صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان أسيرا لدى فصائل المقاومة في غزة.

أبو زهري: لن نقبل أي مبادرة لا تستجيب سلفا للشروط الفلسطينية (الجزيرة)
أبو زهري: لن نقبل أي مبادرة لا تستجيب سلفا للشروط الفلسطينية (الجزيرة)

شروط المقاومة
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر فلسطيني مطلع قوله إن الفصائل الفلسطينية خصوصا حماس والجهاد الإسلامي تعترض على استخدام كلمة الأعمال العدائية في مبادرة مصر للتهدئة، "لأن الفصائل تقوم بالدفاع عن النفس ومقاومة المحتل، وهذه مقاومة مشروعة، أما ما يقوم به الاحتلال فهو العدوان".

وأوضح المصدر "لا نعرف إذا كانت مصر ستقوم بتعديل المبادرة بما يحقق المطالب الفلسطينية"، مشددا على أن "الوضع صعب ومعقد، ونتوقع أن تعقد لقاءات بين الفصائل ومصر في أقرب وقت لأجل تعديل صيغة المبادرة وتحقيق التهدئة".

وفي مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم، قال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري إن على الرئيس الفلسطيني -الذي سبق أن رحب بالمبادرة المصرية- تبني الموقف الفلسطيني تجاه ما يجري في غزة، وأضاف أنه من غير المقبول اتخاذ أي قرارات من جانب السلطة الفلسطينية بها مس بصمود المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، على حد تعبيره. 

وتابع أبو زهري "لن نقبل أي مبادرة لا تستجيب سلفا للشروط الفلسطينية، ولا يمكن التعامل معها بأي حال"، وأكد أن "المقاومة ستستمر لإجبار المحتل على قبول شروطنا". 

وقد سبق أن أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس أمس، رفضها للمبادرة المصرية، معتبرة أنها "مبادرة ركوع وخنوع ولا تساوي الحبر الذي كتبت به". 

‪القصف الإسرائيلي على غزة دمر الكثير من المنازل والبنايات‬ (رويترز)
‪القصف الإسرائيلي على غزة دمر الكثير من المنازل والبنايات‬ (رويترز)

ترحيب عباس
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت اليوم أن إسرائيل شاركت في صياغة المبادرة التي اعتمدت على مقترح للرئيس عباس يتضمن الإعلان أولا عن وقف العمليات العدائية من الجانبين، ثم بدء مفاوضات حول بنود الاتفاق كالمعابر ومناطق الصيد.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين إسرائيليين ومصريين شاركوا في صياغة المبادرة رغبة منهم بعدم تدخل وزير الخارجية الأميركي جون كيري لكي يظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قادرا على لعب دور مصر التقليدي في المنطقة، خصوصا في غزة دون تدخل خارجي.

غير أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب قال للجزيرة إنه لا علاقة للرئيس الفلسطيني بصياغة المبادرة، وإن دوره اقتصر على اتصالات أجراها مع كل الأطراف الدولية، بما فيها القيادة المصرية منذ اليوم الأول للمطالبة بوقف العدوان على قطاع غزة وتنفيذ إسرائيل التزاماتها وفق اتفاق عام 2012.

المصدر : الجزيرة + وكالات