المركز العربي يناقش سيناريوهات العدوان على غزة

Palestinians inspect the rubble of a house after it was hit by an Israeli missile strike in Gaza City, Thursday, July 10, 2014. Israel dramatically escalated its aerial assault in Gaza Thursday, hitting hundreds of Hamas targets as its missile defense system once again intercepted rockets aimed at the country’s heartland. (AP Photo/Hatem Moussa)
توقعات بأن تستمر إسرائيل بقصف غزة بالطائرات دون أن تغامر بشن حملة برية واسعة على الأرض (أسوشيتد برس)

أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن إسرائيل تهدف من خلال عدوانها على غزة إلى توجيه ضربة قاسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فضلا عن تعطيل اتفاق المصالحة ونزع الشرعية الدولية التي حصلت عليها حكومة الوفاق الفلسطينية، موضحا أن الحكومة الإسرائيلية تصر على "ممارسة الإرهاب حرفيا"، وتفترض أن تسلم حماس وباقي فصائل المقاومة بالأمر الواقع وعدم الرد.

وذكر المركز أن العدوان لم يفاجئ أحدا داخل فلسطين، إذ إن الاحتلال دأب على خرق الاتفاقيات التي سبق أن وافق عليها كتخفيف الحصار على غزة، كما أنه واصل استباحته للضفة الغربية، خاصة بعد اختفاء المستوطنين الثلاثة على الرغم من أن أحدا لم يتبن العملية.

وأوضح أن عدوان إسرائيل سيستمر بتوسيع رقعة الأهداف لتضم منازل قادة حماس وكتائب القسام والمؤسسات الخيرية التابعة للحركة، إلى جانب اغتيال من تستطيع أن تصل إليه إسرائيل من قيادات هذه الحركة والتهديد بتنفيذ عملية برية ولو كانت محدودة.

وأبرز أن رد حماس، وباقي فصائل المقاومة، سيرتكز على إطلاق الصواريخ وشل الحياة على نطاق واسع داخل الأرض المحتلة، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات مسلحة ضد الجنود الإسرائيليين على حدود قطاع غزة، وتنفيذ عمليات نوعية كما حصل في قاعدة زيكيم التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي شمال القطاع على شاطئ عسقلان.

صواريخ المقاومة نجحت في إحراج نتنياهو مع الإسرائيليين الفارين إلى الملاجئ (رويترز)
صواريخ المقاومة نجحت في إحراج نتنياهو مع الإسرائيليين الفارين إلى الملاجئ (رويترز)

ثمار المقاومة
سياسيا، أكد المركز أن حركة حماس ترى أن العدوان وإن كان فُرض عليها، فبإمكانه أن يحقق جملة من الأهداف، بينها تجاوز التضييق الإقليمي بما في ذلك إجبار النظام الحاكم في مصر على الاتصال بها بعد مقاطعته لها بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، مما قد يساهم في التوصل إلى اتفاقية تهدئة جديدة تضمن رفع الحصار عن غزة وتطبيق المصالحة.

وبالنسبة للسلطة الفلسطينية فهي تحاول تعويض استمرار تنسيقها الأمني مع إسرائيل في الضفة الغربية بتدشين حملة تصعيد للضغط على إسرائيل لوقف العدوان، من خلال العمل على الانضمام إلى منظمات دولية ذات أهمية، وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية، وذلك إلى جانب البحث عن دعم عربي وإقليمي لمطالبة الأمم المتحدة بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب خرقها اتفاق إطلاق الجندي جلعاد شاليط، واتفاقية الهدنة في غزة.

أما فيما يخص إسرائيل، فقد ذكر المركز أن بنيامين نتنياهو وجد نفسه مدفوعا إلى العدوان على غزة بسبب الضغوط الداخلية عليه وخاصة من شركائه في الائتلاف ولا سيما وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت.

وتوقع المركز أن يستمر القصف الإسرائيلي الجوي على القطاع لكن دون حسم المعركة نهائيا، مبرزا أن الاحتلال قد يبادر لتوغل محدود في غزة تفاديا لحدوث خسائر في صفوف جنوده.

أما بخصوص سيناريو اجتياح كامل لقطاع غزة وإعادة احتلاله بشكل كلي، فيؤكد المركز أن هذا خيار لا يفضله الجيش والرأي العام في إسرائيل "لأسباب معروفة".

ويضيف المركز أن السيناريو الأفضل بالنسبة لإسرائيل هو التوصل إلى اتفاق تهدئة بوساطة دولية، لكن مثل هذا الاتفاق لا بد أن يشمل تنفيذ مطالب حركة حماس كي توافق عليه.

المصدر : الجزيرة