السيسي: أولوياتي الأمن والاقتصاد ولا تهاون مع العنف

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن دحر ما سماه الإرهاب وتحقيق الأمن وتحسين الاقتصاد يأتي على رأس أولوياته في المرحلة القادمة، مؤكدا أنه لا تهاون مع من يلجأ إلى العنف.

وأضاف السيسي في أول خطاب له بمناسبة توليه مهام منصبه رسميا في احتفالية أقيمت مساء أمس في قصر القبة أنه "لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ إلى العنف".

وأشار إلى أنه "يتطلع إلى عهد جديد يقوم على التصالح والتسامح باستثناء من أجرموا في حق الشعب واتخذوا من العنف منهجا"، في إشارة واضحة إلى جماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف "أقولها واضحة جلية، من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر لا مكان لهم في هذه المسيرة"، لافتا إلى أنه يعتزم تحقيق النهضة في جميع قطاعات الدولة الاقتصادية والصناعية والزراعية والتعليمية والصحية والاجتماعية.

ورغم قول السيسي في كلمته "لست من دعاة اجترار الماضي أو التوقف عند لحظات صعبة مضت" فقد استفاض في الحديث عما قبل انقلاب 3 يوليو/تموز، وقال إن "الاستقطاب الحاد قبل الثلاثين من يونيو كان يُنذر بحرب أهلية، وعشنا حالة عصيبة من الاستقطاب"، وشن هجوما حادا على ما أسماه النظام القائم حينذاك.

وقال السيسي إنه لم يسع يوما وراء منصب سياسي، مشيرا إلى أن "القوات المسلحة انحازت إلى إرادة الشعب المصري في بيان الثالث من يوليو".

السيسي قدم عددا من الوعود المستقبلية (رويترز)
السيسي قدم عددا من الوعود المستقبلية (رويترز)

وعود مستقبلية
وبينما قدم السيسي عددا من الوعود المستقبلية، أكد أنه "ليس من الأمانة أو الموضوعية أن يعد المواطن البسيط بالتخلص من تركة الماضي المثقلة بمجرد تولي الرئاسة"، مضيفا "ثورتا 25 يناير و30 يونيو أسستا لبناء دولة قوية بمصر".

وقال أيضا إن المستقبل القريب سيشهد استعادة الدولة المصرية لهيبتها، مشيرا إلى أنه سيواجه أي قضايا فساد أيا كان حجمها، وأضاف "سنعمل على تطوير جهاز الشرطة وإعادة قدرته على ضبط الأمن والنظام" وحذر بالقول "لن أسمح بخلق قيادة موازية تنازع الدولة هيبتها وصلاحيتها بكل ما يعينه ذلك".

وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب دورا وطنيا لرجال الأعمال الشرفاء الذين ستؤمن الدولة لهم مناخا ملائما.

ودعا السيسي الأزهر إلى أن يواصل جهوده في نشر صورة الإسلام الصحيحة، وقال إنه يوجه الدعوة لكل أسرة مصرية ولكل مؤسسة دينية ببث الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة لتربية النشء.

وأوضح السيسي في تعليق على سد النهضة الإثيوبي أن مياه النيل تعد من حق المصريين في الحياة.

السيسي (وسط) مع الرئيس المؤقت السابق عدلي منصور ورئيس وأعضاء المحكمة الدستورية بعد أدائه القسم (رويترز)
السيسي (وسط) مع الرئيس المؤقت السابق عدلي منصور ورئيس وأعضاء المحكمة الدستورية بعد أدائه القسم (رويترز)

تنصيب السيسي
وكان السيسي قد نصب الأحد رئيسا لمصر بعد أن أدى اليمين الدستورية في مراسيم أقيمت بقصر الاتحادية الرئاسي تسلم فيها السلطة من الرئيس المؤقت السابق عدلي منصور بعدما وقعا وثيقة تسليم واستلام السلطة. وهو تقليد يتبع لأول مرة في البلاد.

وتضمنت المراسيم كلمة للسيسي قال فيها إن رئاسة مصر مسؤولية كبيرة وشرف عظيم، وأكد أنه سيعمل على سيادة قيم الحق والسلام وتأمين مستقبل أفضل لشعب مصر. وقال إنه سيركز جهوده مع بقية أجهزة الدولة على بناء الداخل وإعادة بناء دور مصر الإقليمي.

وخص السيسي في كلمته بالشكر الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لدعوته لتنظيم مؤتمر دولي لدعم مصر، كما شكر كل من "وقف إلى جانب مصر في الشهور السابقة".

من جهته قال منصور أثناء المراسم إنه يتطلع إلى استمرار تعاون الدول العربية مع مصر في المرحلة القادمة.

الحضور
واستقبل السيسي أثناء المراسم رؤساء الوفود التي قدمت لتهنئته بتولي السلطة، ومن بينهم قادة دول عربية وأفريقية، فضلا عن ممثلين عن دول غربية.

ومن أبرز الحاضرين قادة الكويت والبحرين والأردن وفلسطين ووليا عهد السعودية وأبو ظبي. وحضر مراسم اليمين الدستورية للسيسي حشد من المسؤولين المصريين الحاليين والسابقين.

ويتولى السيسي رئاسة مصر وفي انتظاره العديد من التحديات، بعضها كان سببا من وجهة نظر السيسي نفسه للانقلاب على الرئيس محمد مرسي. ويأتي في مقدمة التحديات تردي الأوضاع المعيشية لكثير من المصريين وتبدد كثير من الآمال التي علقت على ثورة 25 يناير يضاف إلى ذلك فقدان الأمن.

وكانت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر أعلنت رسميا الثلاثاء الماضي فوز السيسي بانتخابات الرئاسة بحصوله على 96.9% من الأصوات مقابل 3.9% لمنافسه حمدين صباحي، في الاقتراع الذي قاطعته جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب سياسية أخرى.

المصدر : الجزيرة + وكالات