السيسي رئيسا لمصر والسعودية تصف فوزه بالتاريخي

أعلنت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة في مصر فوز المرشح عبد الفتاح السيسي بمنصب رئيس الجمهورية بنسبة 96.91% من الأصوات، وسارع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز إلى تهنئة السيسي، ووصف فوزه بأنه يوم تاريخي، كما بعث رؤساء عرب برقيات تهنئة مماثلة.

وقد وجه السيسي كلمة متلفزة أعرب فيها عن سعادته بما حققه المصريون، وأعرب عن تطلعه إلى أن يكون أهلا لثقتهم.

وشكر السيسي الشعب المصري على ما قدمه من "نموذج ديمقراطي" عبر مشاركته في التصويت بالانتخابات الرئاسية، وأشاد بقضاة مصر، وبعناصر الجيش والشرطة والأمن لمساهمتهم في تأمين العملية الانتخابية.

ولم ينس السيسي المرشح الخاسر حمدين صباحي الذي حصل على نسبة 3.9% من الأصوات حيث أشاد به، وقال إنه "وفر فرصة جادة لتحقيق منافسة انتخابية" حقيقية. كما توجه بالشكر إلى الإعلام المصري، وذكر أنه قام بعملية "توثيق" للعملية الانتخابية.

وأوضح أن "مرحلة البناء" بدأت، و"حان وقت العمل" للانتقال بالبلاد إلى ما وصفه بالغد المشرق الذي يعود به الاستقرار.

وذكر في نهاية كلمته المقتضبة أن المستقبل صفحة بيضاء و"في أيدينا أن نملأها بما شئنا عيشا وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية".

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية مساء الثلاثاء أن السيسي فاز في الانتخابات الرئاسية بـ23 مليونا و780 ألفا و104 أصوات بنسبة 96.91%، وحصل صباحي على 757 ألفا و511 صوتا بنسبة 3.9%، في حين بلغ عدد الأصوات الباطلة مليونا و40 ألفا و608 أصوات بنسبة 4.7%.

وفي ميدان التحرير احتفل بضعة آلاف من أنصار السيسي بفوزه على وقع الألعاب النارية والأغاني المؤيدة له.

ملك السعودية وصف فوز السيسيباليوم التاريخي (الفرنسية)
ملك السعودية وصف فوز السيسيباليوم التاريخي (الفرنسية)

ردود فعل
وسارعت دول عربية -جلها خليجية- بتهنئة السيسي على فوزه بانتخابات الرئاسة.

فقد بعث ملك السعودية ببرقية تهنئة للسيسي، ووصف فوزه بأنه يوم تاريخي، ودعا إلى عقد مؤتمر للمانحين لمساعدة مصر على تجاوز أزمتها الاقتصادية.

وقال الملك عبد الله في برقية تهنئة نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية "نقول لكل الأشقاء والأصدقاء في هذا العالم، إن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا لتتمكن من الخروج من نفق المجهول".

وحذر من أن التخاذل عن "تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر، فإنه لا مكان له غدا بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات". 

ودعا الملك عبد الله السيسي إلى تقبل الرأي الآخر وفق حوار وطني لا يشمل من وصفهم بالذين تلوثت أيديهم بدماء الأبرياء وترهيب الآمنين. كما دعاه إلى كبح جماح "الخارجين عن وحدة الصف والجماعة"، وقال إن ميزان الحكم لا يستقيم إلا "بضرب هامة الباطل".

كما دعا المصريين إلى تحمل صعاب المرحلة القادمة وأن يكونوا عوناً لرئيسهم الجديد، وختم بمناشدة الأشقاء والأصدقاء النأيَ بأنفسهم عن شؤون مصر الداخلية، ورأى في المساس بمصر مساساً بالسعودية.

كما بعث رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برقية إلى السيسي قدّم له فيها التهنئة على فوزه بثقة الشعب المصري، مشيرا إلى عمق الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع بين البلدين.

وتحدث الشيخ خليفة في البرقية عن حرص دولة الإمارات على تمتين الصلات الوثيقة بين البلدين و"دفعها إلى آفاق أرحب وأوسع".

وجاء في البرقية "أننا ماضون بعزم صادق وإرادة صلبة في دعم الأشقاء في مصر العزيزة علينا على المستويات كافة، والوقوف إلى جانبها في كل الظروف". 

كما هنأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح السيسي، وقال إن هذه الثقة التي نالها من الشعب "تجسد ما يكنه من تقدير وثقة في قيادة البلد الشقيق للمضي قدما نحو تحقيق" النمو والازدهار لمصر.

بدوره بعث ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ببرقية مماثلة -نشرتها وكالة الأنباء البحرينية الرسمية- إلى رئيس مصر الجديد، هنأه فيها بالفوز بالرئاسة، وعبّر عن تطلعه إلى المشاركة في حفل تنصيبه رئيسا للجمهورية المصرية، مبديا ثقته في قدرة السيسي على تحقيق التقدم لمصر لتمارس دورها "الإستراتيجي والريادي في المنطقة".

كما هنأ ملك الأردن عبد الله الثاني السيسي، وأبرز في برقية حرص عمّان "على تعزيز الأواصر الأخوية التاريخية وعلاقات التعاون" بين البلدين.

كما رحبت الحكومة البريطانية بنتائج انتخابات الرئاسة المصرية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية البريطانية في لقاء مع الجزيرة إن بلادها تتطلع إلى أن يوسع السيسي نطاق المشاركة السياسية ويعزز الحريات.

من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات المصرية إلى تعزيز المؤسسات والممارسات الديمقراطية، كما دعا السيسي إلى تحقيق تطلعات الشعب في مصر مستقرة وديمقراطية ومزدهرة.

داخليا هنأ صباحي السيسي بفوزه في الانتخابات الرئاسية، معربا خلال اتصال هاتفي عن تمنياته له بالتوفيق والسداد.

حملة
حملة "الشعب يدافع عن الرئيس" أكدت أن مرسي لا يزال رئيسا لمصر (الجزيرة-أرشيف)

ملاحقة قانونية
في المقابل أكدت جبهة استقلال القضاء لرفض الانقلاب عدم قانونية إعلان لجنة الانتخابات لنتائج ما وصفتها بإجراءات باطلة لتنصيب قائد الانقلاب العسكري رئيسا للبلاد.

وتعهدت الجبهة بملاحقة قانونية لأعضاء اللجنة العليا التي اتهمتها بمناهضة الدستور والقانون حتى يتم عزلهم. وأكدت أنه لا شرعية للسيسي، وأن الإطاحة به واجب قانوني على كل من يستطيع ذلك.

من جهتها اعتبرت حملة "الشعب يدافع عن الرئيس" أن ما أعلنته لجنة الانتخابات الرئاسية باطل ولا يُعْتَدّ به، وطالبت بوقف أي إجراءات تترتب عليه، وحمّلت مؤسسات الدولة المعنية مسؤوليةَ محاسبة كل من تورط في تلك الإجراءات الباطلة. 

وأكدت الحملة أن "رئيس مصر حتى الآن هو محمد مرسي الذي جاء بإرادة شعبية ولم تنته مدته القانونية"، معلنة دعم بيان القاهرة واعتبرته أساسا للحوار الثوري بعد رحيل الانقلاب الحتمي، وفق بيان الحملة. 

يشار إلى أنه  من المقرر أن يؤدي السيسي اليمين القانونية يوم الأحد القادم أمام عدد من الشخصيات المصرية والعالمية.

وقد وجهت الدعوة أيضا إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني لحضور حفل التنصيب، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان سيلبيها أم لا.

المصدر : الجزيرة + وكالات