المسلحون يصدون هجوما وقصف سوري جديد بالعراق

قتل 112 شخصا وأصيب 72 آخرون بجروح خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية في مدينة بيجي بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، وفق مصادر طبية، في حين صد المسلحون في بلدة سليمان بيك التابعة للمحافظة هجوما للقوات الحكومية، وجدد الطيران السوري قصفه مناطق في العراق.

وسقط القتلى في مدينة بيجي جراء القصف الجوي الحكومي الذي تتعرض له المدينة منذ عدة أيام. وقال شهود عيان إن المدينة تشهد حاليا عملية نزوح جماعي للعائلات هربا من القصف الجوي. وتأتي هذه التطورات بعد سيطرة مسلحين في بيجي على مصفاة النفط الكبرى في البلاد.

وفي تطور آخر صد المسلحون الذين يسيطرون على بلدة سليمان بيك التابعة لمحافظة صلاح الدين هجوما شنته قوات الحكومة العراقية، وقال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام إن عناصره كبدت القوات العراقية والمليشيات المرافقة لها خسائر كبيرة في المعدات.

وكانت مدينة سليمان بيك مسرحا لعمليات عسكرية على مدى أشهر بين مسلحي "تنظيم الدولة" والقوات الحكومية, سيطر خلالها المسلحون ثلاث مرات على المدينة التي يتخذونها حاليا قاعدة لتحركاتهم في مناطق ديالى وصلاح الدين.

‪آثار الدمار الذي خلفه قصف القائم‬  (الجزيرة)
‪آثار الدمار الذي خلفه قصف القائم‬  (الجزيرة)

قصف سوري
في المقابل، أفاد مصدر أمني عراقي في قضاء البعاج غرب مدينة الموصل شمالي العراق بوقوع قتلى وجرحى صباح اليوم الأربعاء في قصف لمقاتلات سورية للمدينة التي يسيطر عليها المسلحون قبل نحو أسبوعين.

وأضاف المصدر أن "الصواريخ التي أطلقتها المقاتلات السورية أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل وامرأة وجرح عدد آخر من مواطني القضاء".

ووفق شهود عيان، فإن المقاتلات السورية أغارت على البعاج واستهدفت المدينة بصاروخين استهدف أحدهما مبنى البلدية وأدى إلى إصابة عدد من المواطنين، والثاني أصاب دورا سكنية وأدى إلى مقتل رجل وزوجته وطفلهما. 

يشار إلى أن المجلس العسكري العام لثوار العراق وهيئة علماء المسلمين اتهما النظام السوري بـ "التدخل السافر" في العراق جراء قصفه بالطيران الحربي قضاءي القائم والرطبة ومعبر الوليد الحدودي أمس الثلاثاء، مما أوقع العشرات من القتلى والجرحى من المدنيين. 

جدير بالذكر أن مدينة القائم تقع على خط الحدود مع سوريا، وفيها معبر الوليد الحدودي الذي سيطر عليه المسلحون الاثنين، وهو ما اعتبرته السلطات في دمشق نكسة لتواصلها التجاري والعسكري مع النظام في بغداد، كون هذا المعبر هو الوحيد بين البلدين الذي كانت تسيطر عليه حكومتا البلدين من الجانبين، بعد أن فقد النظام السوري السيطرة على المعابر الأخرى مع العراق لصالح مسلحي المعارضة في أوقات سابقة. 

وفي مدينة بيجي التي سيطر المسلحون على مصفاتها، رصدت كاميرا الجزيرة آثار قصف الجيش العراقي لأحيائها الذي تسبب بمقتل وإصابة العشرات، منهم عدد كبير من النساء والأطفال، حسب مصادر طبية في المدينة.

الحدود الأردنية
وعقب سيطرة المسلحين على مناطق قريبة من الحدود مع الأردن، أكدت عمان أن التعزيزات العسكرية "مستمرة" على الحدود مع العراق بهدف تعزيز أمن الحدود.

وقال وزير الدول ة لشؤون الإعلام -وهو الناطق الرسمي باسم الحكومة- محمد المومني في تصريحات صحفية إن هذه التعزيزات تأتي في إطار الإجراءات "الاحترازية".

وفي وقت سباق، قال مراسل الجزيرة ياسر أبو هلالة إن قوات الحكومة العراقية لا تزال تسيطر على المعبر الحدودي مع الأردن، لكنه أشار إلى أن المسلحين يسيطرون على نقطة العبور التي تسبقها داخل العراق.

وبدت الحركة محدودة بين الأردن والعراق على معبر الكرامة الأردني شرقي البلاد. وقد دفع الجيش الأردني بتعزيزات عسكرية على الحدود مع العراق خوفا من تسلل مسلحين إلى الجانب الأردني.

المصدر : الجزيرة + وكالات