إدانات لـ"قصف" سوري على مناطق عراقية

صور لقصف القائم بالطيران السوري
آثار الدمار الذي لحق بمنطقة القائم جراء قصف النظام السوري لها (الجزيرة)

أعرب المجلس العسكري العام لثوار العراق وهيئة علماء المسلمين عن استنكارهما لما وصفاه بالتدخل العسكري السوري في العراق بعد اتهام طائراته بقصف مناطق داخل العراق أمس الثلاثاء والتسبب بمقتل العشرات وإصابة آخرين جلهم من النساء والأطفال.

وقال المجلس العسكري -الذي يضم طائفة واسعة من القوى المسلحة التي تخوض حاليا صراعا ضد القوات الحكومية- إن طائرات النظام استهدفت الثلاثاء مباني حكومية ومدنية آمنة في كل من قضائي الرطبة والقائم بمحافظة الأنبار، وهو ما اعتبره "تدخلا سافرا وانتهاكا خطيرا ومتعمدا" لسيادة العراق.

وانتقد المجلس -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- ما وصفه بالصمت المطبق لحكومة نوري المالكي ووزير خارجيتها، وقال إنهم "ارتضوا الارتماء في أحضان إيران، ولا يهمهم شعبهم ولا دماؤه الزكية بل يهمهم رضا أسيادهم عنهم".

واعتبر أن هذه الظروف تؤكد حاجة العراق والعراقيين إلى نظام سياسي جديد "تسود فيه المبادئ الحقيقية للعمل السياسي وتتوفر فيه مقومات بناء حياة جديدة تقودها حكومة رشيدة تعتمد أسس الحرية والعدالة".

وفي ختام بيانه، حذر المجلس نظام بشار الأسد من "انتهاك سيادة العراق واستهداف أرضه وشعبه والاصطفاف المعلن مع نظام المالكي".

وكانت مصادر طبية عراقية وشهود عيان أفادت أمس بمقتل 17 شخصا وإصابة أربعين آخرين بقصف من طائرة يعتقد أنها سورية في مدينة القائم قرب الحدود السورية.

جدير بالذكر أن مدينة القائم تقع على خط الحدود مع سوريا، وفيها معبر الوليد الحدودي الذي سيطر عليه المسلحون الاثنين، وهو ما اعتبرته السلطات في دمشق نكسة لتواصلها التجاري والعسكري مع النظام في بغداد، كون هذا المعبر هو الوحيد بين البلدين الذي كانت تسيطر عليه حكومتا البلدين من الجانبين، بعد أن فقد النظام السوري السيطرة على المعابر الأخرى مع العراق لصالح مسلحي المعارضة في أوقات سابقة.

وتكرر القصف الجوي في تلعفر الواقعة شمال بغداد حيث أصيب عدد من المدنيين في قصف لطائرتين قيل أيضا إنهما قدمتا من الجانب السوري على حي حسن كوي بالمدينة.

‪صور لقصف القائم بالطيران السوري‬ (الجزيرة)
‪صور لقصف القائم بالطيران السوري‬ (الجزيرة)

هيئة العلماء
من جانبها اتهمت هيئة علماء المسلمين في العراق النظام السوري بقصف قضاءي القائم والرطبة ومعبر الوليد الحدودي.

وأدانت الهيئة ما اعتبرته "جريمة نكراء واعتداء سافرا"، وقالت إنها تذكر النظام السوري بأن "البطولة لا تكون بقصف مدنيين عزل لا حول لهم ولا قوة نصرة لحاكم ظالم".

وأشارت -في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إلى أن القصف يأتي بينما يتجاهل استهداف حدود بلاده غربا من قبل الكيان الصهيوني، وفق تعبير الهيئة.

وطالب البيان المجتمع الدولي برصد هذه الانتهاكات وإدانتها والضغط على النظام السوري للكف عنها.

يشار إلى أن مسلحين من العشائر ومعهم عناصر من "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" -الذي يقاتل في سوريا أيضا- سيطروا الأسبوعين الماضيين على أجزاء من شمالي العراق وغربيه وشرقيه، منها مدن رئيسية مثل الموصل وتكريت، ومعابر مع سوريا والأردن.

المصدر : الجزيرة