ويشكل فوز ولد عبد العزيز نتيجة متوقعة في ظل غياب منافسين جديين في هذه الانتخابات ومقاطعة أقطاب المعارضة المنضوين تحت لواء المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الذي يضم أبرز المنافسين التقليديين في الانتخابات الرئاسية الموريتانية منذ تسعينيات القرن الماضي مثل أحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير.
واعتبر المراقبون أن حصول بيرام على 8% يمثل مفاجأة بفعل حداثة ممارسته للسياسة ونبرة خطابه التي يرون أنها منفرة وعنيفة وموصوفة بالتطرف أحيانا، وفي ظل وجود رمز وازن من شريحة "لحراطين" (الأرقاء السابقون) التي ينتمي إليها بيرام وهو بيجل ولد هميد.
وينظر لصعود بيرام بنوع من الحذر في بعض الأوساط الشعبية، ويخشى البعض من تأثير خطابه على أوساط في شريحته، وهو ما قد يؤدي إلى اتساع قاعدة أصحاب هذا النوع من الخطاب.
نسبة المشاركة
كما أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت 56.46%، إذ أدلى نحو 750 ألف ناخب بأصواتهم في الانتخابات من جملة نحو 1.3 مليون ناخب مسجلين على القائمات الانتخابية بهذه الانتخابات الرئاسية.
وتشكل نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التحدي الأبرز للمشاركين والمقاطعين على حد سواء، حيث سعى الحزب الحاكم والموالاة أثناء الحملة الانتخابية إلى حشد أكبر عدد من الناخبين، بينما عملت المعارضة المقاطعة على دعوة الناخبين إلى مقاطعة الانتخابات التي تقول إنها شكلية ومعروفة النتائج مسبقا.
وأكدت اللجنة الوطنية للانتخابات أن "عمليات التصويت والفرز أحيطت بإجراءات كثيرة تضمن شفافيتها، حيث جرى التصويت والفرز بحضور ممثلين عن المترشحين، وتم تزويدهم بمستخرجات من محاضر الفرز، وكان المجال مفتوحا أمام المراقبين المحليين والدوليين لحضور عمليات الفرز"، وأضاف أنهم لم يتلقوا "أي ملاحظات أو شكاوى من المترشحين حول عمليات الفرز والاقتراع".
من جهته قال علاء الزهيري رئيس بعثة الجامعة العربية إن الانتخابات شهدت بعض السلبيات العائدة لمشاكل فنية، مثل عدم إغلاق صناديق الاقتراع بشكل محكم في بعض المكاتب، وعدم وجود ممثلين لبعض المرشحين بعدد من المكاتب، إضافة إلى وجود أفراد الأمن داخل بعض المكاتب خلال عمليتي التصويت والفرز, مشددا على ذلك لا يؤثر في الإجمال على النتائج النهائية للانتخابات.
وكان منتدى الديمقراطية والوحدة المقاطع للانتخابات قد تحدث عما سماها خروقات وعمليات تزوير واسعة رافقت العملية الانتخابية، وقال قادة المنتدى في مؤتمر صحفي السبت إن عمليات التزوير شملت تصويت بعض الأشخاص عدة مرات، وتصويت أشخاص بأسماء أشخاص آخرين.
ويقاطع هذه الانتخابات المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المعارض، الذي يضم 17 حزبا سياسيا وعددا من الشخصيات المستقلة والمركزيات النقابية، التي تقول إن هذه الانتخابات معروفة النتائج مسبقا ولا تتمتع بأدنى شروط الشفافية والنزاهة.