قتيلان بقصف واستمرار الاشتباكات في بنغازي

أفاد مراسل الجزيرة في بنغازي بسقوط قتيلين إثر سقوط قذائف صاروخية على مبان سكنية في المدينة، بينما تواصلت الاشتباكات العنيفة صباح اليوم بين كتائب للثوار وقوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر بعد قصف بالصواريخ فجرا وغارة بالطائرات الليلة الماضية.

وقال المراسل أحمد خليفة إن اشتباكات عنيفة جدا بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بدأت في منطقة طابلينو وسط المدينة، مضيفا أن الحديث يجري عن هجوم لمسلحين مجهولين على كتيبة شهداء الزاوية وهي تابعة للجيش الليبي.

وقال المراسل إن الاشتباكات ما زالت مستمرة وإنه يسمع صوت القذائف، ولكنه في نفس الوقت قال إن الأخبار شحيحة وإن المجهولين الذين يشتبكون مع كتيبة من الجيش لم يتبين حتى الآن من هم.

وزاد المراسل أن قوات تابعة لحفتر تطلق في الوقت الراهن صواريخ غراد على منطقة الهواري في بنغازي، مشيرا إلى أن الوضع الأمني خطير وأن التجول في المدينة أصبح صعبا.

وكان مراسل الجزيرة قد ذكر في وقت سابق أن 14 صاروخا من طراز غراد سقطت على منطقة سيدي فرج في بنغازي فجر اليوم مصدرها قاعدة بنينا العسكرية التي تسيطر عليها قوات تابعة لحفتر.

وأضاف المراسل أن القصف الصاروخي خلف خسائر مادية ولكنه لم يؤدِ لسقوط ضحايا.

وكانت مقاتلات حربية تابعة لحفتر قد شنت غارة أمس على مقر كلية تقنية الهندسة بمنطقة الفويهات وسط بنغازي, مما أدى إلى جرح شخص وتدمير مبان تابعة للكلية.

وذكر مراسل الجزيرة في بنغازي أن ثلاثة صواريخ استهدفت كلية الهندسة الميكانيكية وسط بنغازي، وهو ما تسبب في وقوع جريحين وإلحاق أضرار واسعة بمبنى الكلية، بينما استهدف قصف آخر قصر الضيافة القريب من الموقع الأول من دون أن يتسبب في خسائر بشرية أو أضرار مادية كبيرة.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر عسكري قوله إن الغارة استهدفت موقعا كان يوجد به عناصر من جماعة أنصار الشريعة، وأكد مصدر من الجماعة للوكالة أن أي عنصر منهم لم يصب بأذى نتيجة الغارة.

من جانب آخر، قال حفتر في حوار مع جريدة "المصري اليوم" إنه مع أي ضربة عسكرية تؤمن حدود مصر حتى لو كانت داخل التراب الليبي.

وجاءت هذه التطورات متزامنة مع بوادر أزمة سياسية غير مسبوقة، حيث باشرت حكومة رئيس الوزراء المنتخب أحمد معيتيق أعمالها، بينما تتمسك حكومة تسيير الأعمال -برئاسة عبد الله الثني- بممارسة مهامها رافضة تسليم السلطة، وسط حالة من الانقسام داخل المؤتمر الوطني العام  (البرلمان) بين رئاسة المؤتمر التي تساند معيتيق وكتلة داخله تساند الثني.

ويترقب الجميع قرار المحكمة العليا التي تنظر في الطعون المقدمة لها بشأن دستورية منح الثقة لحكومة معيتيق.

الثني (يمين) ومعيتيق يتنازعان الأحقية بشأن تولي رئاسة الوزراء (الجزيرة)
الثني (يمين) ومعيتيق يتنازعان الأحقية بشأن تولي رئاسة الوزراء (الجزيرة)

استنكار ودعم
وكان رئيس المؤتمر الوطني نوري بوسهمين استنكر رفض التسليم، محمّلا الثني المسؤولية القانونية عما سيترتب على رفض إتمام إجراءات التسليم لحكومة معيتيق.

لكن عز الدين العوامي نائب بوسهمين حث حكومة الثني على الاستمرار في تسيير الأعمال, وعدم تسليم السلطة إلى حكومة معيتيق، وذلك في خطاب تلفزيوني بُث السبت.

وكان الثني قد رفض تسليم السلطة لحكومة معيتيق إلى حين صدور قرار من القضاء بخصوص طعن تقدم به عدد من أعضاء المؤتمر الوطني في دستورية انتخاب معيتيق.

وقد منح المؤتمر الثقة لحكومة معيتيق الأحد الماضي بأغلبية 83 صوتا من أصل 94 نائبا حضروا الجلسة، في حين أعلنت مجموعات مسلحة وسياسيون أنهم لن يعترفوا بهذه الحكومة.
 
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الخارجية التونسية مختار الشواشي إرجاء اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي المتعلق بتطورات الأوضاع في ليبيا والذي كان من المقرر عقده بتونس الأحد.

كما تقرر -وفق المصدر ذاته- إرجاء اجتماع المبعوثين الخاصين بالشأن الليبي والذي كان من المنتظر أن تحتضنه تونس في الثاني من الشهر الحالي.
 
وأوضح الشواشي أن قرار الإرجاء يعود إلى عدم وضوح الرؤية في ما يتعلق بوضع الحكومة الليبية، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات