اشتداد المعارك ببنغازي وسقوط عشرات القتلى والجرحى
اندلعت معارك ضارية اليوم الاثنين في مدينة بنغازي شرقي ليبيا بين كتائب ثوار سابقين ورتل تابع للواء المتقاعد خليفة حفتر مما أدى إلى مقتل 18 شخصاً، بينهم مدنيون، وإصابة 42 آخرين بجروح.
واستهدفت اثنتان من تلك الغارات أماكن يتمركز فيها ثوار، بينما استهدفت الثالثة بوابة تفتيش يتمركز فيها أفراد من تنظيم "أنصار الشريعة".
وقال الناطق باسم كتائب ثوار 17 فبراير إن القوات الموالية لحفتر أطلقت أكثر من مائتي صاروخ سقط بعضها على جامعة بنغازي ومنازل مدنيين قريبة منها.
وأوضح المراسل أحمد خليفة أن الوضع اشتعل أكثر بعد سقوط 14 صاروخاً من طراز غراد بمنطقتي الهواري وسيدي فرج في بنغازي رجح شهود أن يكون مصدرها معسكراً تابعاً لقوات حفتر، كما قامت مروحية خرجت من قاعدة بنينا العسكرية بإطلاق ستة صواريخ سقط أغلبها أمام معسكر تابع لكتيبة ثوار 17 فبراير التي تتخذ من معسكرات الجيش الليبي في بنغازي مقرا لها في منطقة قاريونس.
وتُعد اشتباكات اليوم الأكثر دموية منذ سقوط 76 قتيلاً منتصف مايو/أيار الماضي عندما شن اللواء حفتر حملة عسكرية أطلق عليها اسم "عملية الكرامة" بهدف ما يقول إنه تطهير ليبيا من الإسلاميين الذين يصفهم بالإرهابيين.
ذعر ببنغازي
وأشاعت الحملة الذعر في بنغازي -ثانية أكبر المدن الليبية- حيث ناشدت المستشفيات الأهالي التبرع بالدم، في حين التمس الأطباء من المقاتلين حقن دماء المدنيين. كما أغلقت وزارة التربية والتعليم المدارس واضطرت إلى تأجيل الامتحانات النهائية.
وبقي الأهالي في منازلهم، وأغلقت المتاجر والشركات أبوابها، في وقت سُمع دوي إطلاق النار وهزت الانفجارات أنحاء المدينة، بحسب شهود عيان قالوا إن بعض العائلات في حي سيدي فرج -معقل أنصار الشريعة- ظلوا حبيسي بيوتهم.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محمد الحجازي المتحدث باسم حفتر مناشدته السكان في مناطق القتال في بنغازي إخلاءها في إنذار واضح بأن القتال ربما يشتد.
وقال أحد قادة الثوار السابقين إن مقاتلات مؤيدة لحفتر أطلقت أمس الأحد صواريخ "سي 5" على قصر ولي عهد ليبيا الراحل أحمد الرضا السنوسي (قصر الضيافة) بمنطقة قاريونس في بنغازي يعتقد أن مقاتلين من الثوار يوجدون فيها، لكنها أخطأت أهدافها.
وأوضح أن الصواريخ سقطت على مبنى كلية تقنية الهندسة الميكانيكية (معهد ناجي أنفوناس للمهن الشاملة سابقا) ودمرت فصولا دراسية ومعامل حاسوب جزئيا، إضافة إلى تدميرها مقرات الورش التدريبية في الكلية بشكل كامل، مؤكدا أن موظفا إداريا بالمعهد وأحد الحراس المدنيين أصيبا بجروح جراء وصول عدد من شظايا الصواريخ إليهما ونقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "صواريخ أخطأت أهدافها حيث يوجد الثوار في قصر الضيافة، وسقطت في أرض طينية قرب السور الخلفي للقصر مقابل منازل للمدنيين تضررت جزئيا (…) وتسبب سقوط الصواريخ بإثارة الفزع بين المواطنين".
وجاءت هذه التطورات متزامنة مع بوادر أزمة سياسية غير مسبوقة، حيث باشرت حكومة رئيس الوزراء المنتخب أحمد معيتيق أعمالها، بينما تتمسك حكومة تسيير الأعمال -برئاسة عبد الله الثني- بممارسة مهامها رافضة تسليم السلطة، وسط حالة من الانقسام داخل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) بين رئاسة المؤتمر التي تساند معيتيق، وكتلة داخله تساند الثني.