المرزوقي يعتذر لضحايا التعذيب في تونس

قدم الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي أمس الخميس اعتذارا باسم الدولة إلى ضحايا التعذيب وعائلاتهم طيلة فترة حكم أول رئيس للبلاد الحبيب بورقيبة وخلفه زين العابدين بن علي.

وأحيت الجامعة التونسية الخميس ذكرى أحداث الثامن من مايو/أيار 1991 التي لقي خلالها طالبان مصرعهما وجرح آخرون برصاص الشرطة داخل الحرم الجامعي.

وأصبح الثامن من مايو/أيار يوما وطنيا في تونس، يحييه الطلاب وسط الجامعة لاستحضار الانتهاكات التي تعرض لها أترابهم آنذاك.

وقال الرئيس المؤقت في كلمة له "أتوجه باسم هذه الدولة التي ارتكبت هذه الجرائم طيلة الخمسين سنة الماضية بالاعتذار إلى أهالي الشهداء".

وتشمل تلك الفترة حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، ومن بعده الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وقال المرزوقي الذي اعترف باستمرار ظاهرة التعذيب بعد الثورة "هذه الدولة يجب أن تجعل من محاربة التعذيب هدفا أساسيا".

وتابع قائلا "السؤال الآن كيف يمكن في ديمقراطية ناشئة مثل تونس وفي مرحلة انتقالية صعبة أن تتعامل مع هذا الداء ونحن نعلم أنه بيننا وفينا وداخلنا".

وكان وزير الداخلية في الحكومة الحالية لطفي بن جدو -وهو قاض مستقل- تعهد في وقت سابق بالدفع بإصلاحات داخل الأجهزة الأمنية والعمل على ترسيخ حقوق الإنسان.

غير أن عدة تقارير لمنظمات من المجتمع المدني لا تزال تتحدث عن استمرار حالات التعذيب على نطاق واسع في السجون ومراكز الإيقاف.

وطالب المرزوقي بالقيام بتشخيص للظاهرة في إطار الدولة الديمقراطية وما إذا كان هناك أطراف داخل الأمن مستمرة في ممارسة القمع والتعذيب.

وقال المرزوقي -وهو الرئيس الفخري للرابطة التونسية لحقوق الإنسان- إن "المعركة ضد التعذيب لا تربح وإنما هي معركة متواجدة كل الوقت".

وأضاف "هي معركة مستديمة لا تنتهي أبدا، ومن يفهم عكس ذلك لا يعلم شيئا في السياسة والطبيعة البشرية".

والتقت الجزيرة أحد الطلاب الذين أصيبوا في أحداث العام 1991 واسمه مراد البدوي الذي قال إن قوات الأمن استخدمت ضدهم الرصاص الحي لأول مرة داخل الجامعة التونسية لمنع تحرك طلابي.

وأضاف "بدؤوا مباشرة باستعمال الرصاص الحي دون أي مقدمات، فاستشهد أخونا عدنان سعيد، ولما وجهوا أسلحتهم مباشرة نحونا أصابوني مباشرة، والإصابة تبرز نيتهم قتلي، فقد أصبت في صدري فسقطت بعدها أرضا، وعندها ارتبكوا وظنوا أني قتلت…".

المصدر : الألمانية + الجزيرة