مسؤول أوروبي: انتخابات العراق غير نزيهة

Iraqi Prime Minister Nuri al-Maliki shows his ink-stained finger after casting his vote in Iraq's first parliamentary election since US troops withdrew at a polling station in Baghdad's al-Rashid hotel, in the fortified Green Zone of the capital, on April 30, 2014 . Iraqis streamed to voting centres nationwide, amid the worst bloodshed in years, Maliki seeks reelection. AFP PHOTO / ALI AL-SAADI
البيان الأوروبي: تأخير النتائج قد يؤدي إلى التلاعب بهدف حصول المالكي على فترة ثالثة (غيتي/الفرنسية)
أعرب مسؤول الملف العراقي في الاتحاد الأوروبي ستراون ستيفنسن عن قلقه إزاء ما وصفها بعمليات تزوير واسعة شابت الانتخابات العراقية الأخيرة، وسط احتجاجات على الانتخابات ودعوات لتشكيل حكومة شراكة رغم إصرار رئيس الوزراء نوري المالكي على تشكيل حكومة أغلبية.
 
ونقل ستيفنسن في بيان -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- عن قادة سياسيين بارزين استياءهم مما اعتبروه تزويرا واسع النطاق، خاصة مع تأكيد مصادر حكومية أن النتائج لن تعلن إلا بحلول نهاية مايو/أيار الجاري. 

وأضاف البيان أن التأخير في إعلان النتائج قد يؤدي إلى ما سماه التلاعب بهدف حصول المالكي على فترة ثالثة.

كما أبدى المسؤول الأوروبي شكوكه إزاء نسبة المشاركة في الانتخابات المعلنة التي قدرت بنحو 62%، خاصة مع تصاعد أعمال العنف وما سماها حملة الإبادة الجماعية التي تشن على السنة في محافظة الأنبار.

واستشهد البيان بتصريحات زعيم القائمة العراقية إياد علاوي الذي قال إن مليون ورقة اقتراع قد اختفت، وبتردد أنباء عن إصدار بطاقتي اقتراع لجميع أفراد الشرطة العراقية والجيش، وهو ما يعزز القلق من التزوير. 

وأشار إلى أن طهران تمارس ضغوطا على الفصائل السياسية لدعم المالكي، موضحا أن تشكيل حكومة غير طائفية في بغداد أمر مشؤوم بالنسبة "لملالي إيران".

وقال ستيفنسن إن وجود المليشيات المدعومة من إيران وانخراطها في الحملة الدموية على الفلوجة والرمادي هي علامات واضحة على التدخل الإيراني. 

واعتبر أن الاستنتاج يجب أن يكون بأن هذه الانتخابات -التي تعد الأولى منذ انسحاب القوات الأميركية- هي"فاسدة بشكل كبير"، وبأن النتائج التي ستعلن في النهاية ستكون كذلك. 

وطالب المسؤول الأوروبي كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإعلان موقفها والإقرار بأن انتخابات 30 أبريل/نيسان لم تكن حرة ونزيهة، مشيرا إلى أن العراقيين عانوا بما فيه الكفاية، وأنهم بحاجة إلى حكومة قادرة على تحقيق الديمقراطية والعدالة والحرية وحماية حقوق الانسان والمرأة.

واختتم بيانه بالقول إن أربع سنوات أخرى من "الدكتاتورية الفاسدة" للمالكي لن تصب في مصلحة أحد.

تحركات داخلية
وفي هذا السياق، قطعت عشيرة الظوالم في محافظة المثنى جنوب العراق مدخل طريق بغداد المثنى احتجاجا على ما قالوا إنه تزوير لأصواتهم في الانتخابات التي جرت نهاية الشهر الماضي.

وتظهر صور بثها ناشطون على الإنترنت جموعا مسلحة من عشيرة الظوالم وهم يتظاهرون على طريق بغداد المثنى مرددين هتافات تطالب مفوضية الانتخابات بإعادة العد والفرز لصناديق الانتخابات ومحاسبة الموظفين الذين يتهمونهم بتزوير أصواتهم لصالح مرشح آخر.

وفي كركوك، هددت عشائر عربية بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها. وقال الشيخ عبد الرحمن منشد العاصي إن الانتخابات البرلمانية شهدت عمليات تزوير مبرمجة على حد قوله، وطالب العاصي مفوضية الانتخابات بنقل صناديق الاقتراع إلى بغداد وإعادة فرزها.

وفي موضوع متصل، ناقش وفد من كتلة "متحدون للإصلاح" بقيادة رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني تطورات الأوضاع عقب الانتخابات. 

وقال بيان صادر عن الكتلة إن الطرفين استعرضا التحالفات الممكنة وسبل تحقيق التوافقات، كما ناقشا تحديات مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وأضاف البيان أن الطرفين اتفقا على عقد جلسات مكثفة تمهيدا لتشكيل حكومة شراكة وطنية قادرة على تجاوز الأزمات وتضمن التداول السلمي للسلطة.

من جانبه، دعا رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان البارزاني الخميس -في اجتماع له مع وفد أوروبي- إلى تشكيل حكومة شراكة تضمُّ جميع المكونات العراقية.

غير أن المالكي طالب في وقت سابق بأن تكون الحكومة المقبلة حكومة أغلبية سياسية قادرة على احتواء كل المكونات العراقية، وقال إنه يريد حكومة ذات أغلبية سياسية معينة، وفي الوقت نفسه قادرة على تسيير أي قرارات قد تواجه اعتراضا من قبل شركاء العملية السياسية.

المصدر : الجزيرة + وكالات