تأزم بليبيا بعد رفض الثني تسليم السلطة

تأزم الوضع السياسي في ليبيا بعد رفض حكومة تسيير الأعمال التي يقودها عبد الله الثني تسليم السلطة للحكومة الجديدة التي اختارها المؤتمر الوطني العام (البرلمان) مؤخرا. وبينما استنكر رئيس المؤتمر نوري بوسهمين رفض التسليم، طالب نائبه عز الدين العوامي حكومة تسيير الأعمال بالاستمرار.

وفي خطاب متلفز بث السبت، حث العوامي حكومة عبد الله الثني على الاستمرار في تسيير الأعمال, وعدم تسليم السلطة إلى حكومة أحمد معيتيق.

وفي هذا السياق, ما زالت المحكمة العليا تنظر في الطعون المقدمة لها بخصوص دستورية منح الثقة للحكومة الجديدة.

وحمّل بوسهمين الجمعة الثني المسؤوليةَ القانونية عمّا سيترتب عن رفض إتمام إجراءات التسليم لحكومة معيتيق. واعتبر في بيان أن امتناع الثني عن التسليم يعد سابقة غير معهودة في تاريخ التجارب الديمقراطية، وليست له دلالة سوى التشبث بالسلطة ورفض التداول السلمي عليها.

وجاء في البيان أن تذرع الثني بأن القرارات الصادرة عن المؤتمر غير صحيحة، يعد مخالفة مرفوضة منطقا وقانونا لأن القرارات الصادرة عن أعلى سلطة تعد واجبة الاحترام.

وكان الثني قد رفض تسليم السلطة لحكومة معيتيق إلى حين صدور قرار من القضاء بخصوص الطعن الذي تقدم به عدد من أعضاء المؤتمر الوطني العام في دستورية انتخاب معيتيق.

وكان المؤتمر قد منح الثقة لحكومة معيتيق الأحد الماضي بأغلبية 83 صوتا من أصل 94 نائبا حضروا الجلسة، في حين أعلنت مجموعات مسلحة وسياسيون أنهم لن يعترفوا بهذه الحكومة.

في هذه الأثناء انتهت عملية تسجيل الناخبين لانتخابات مجلس النواب في ليبيا المزمع إجراؤها يوم 25 يونيو/حزيران المقبل.

وأوضحت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا أن عدد المسجلين في الداخل بلغ 1.45 مليون، في حين أن العدد في الخارج نحو 7600 مسجل.

ودعت المفوضية المرشحين إلى بدء حملاتهم الدعائية فور انتهاء فترة الطعون استعدادا للاقتراع الذي يُنتظر أن تراقبه جهات محلية ودولية.

مظاهرات
وشهدت مدينتا طرابلس العاصمة وبنغازي شرقي البلاد الجمعة مظاهرات مؤيدة ومناهضة لما يسمى الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
 
وبينما ردد المشاركون في إحدى المظاهرات ببنغازي هتافات مؤيدة لحفتر، نددت مظاهرة أخرى بالانقلابات العسكرية ورفعت شعارات مؤيدة لشرعية المؤتمر الوطني العام.

وفي العاصمة طرابلس خرجت أيضا مظاهرتان وذلك للجمعة الثانية على التوالي. ونُظّمت المظاهرة الأولى في ميدان الشهداء، وطالب المتظاهرون خلالها ببناء جيش وشرطة وطنييْن وبمكافحة ما سموه الإرهاب، ورددوا هتافات رافضة لحكومة معيتيق.

في الوقت نفسه شهد ميدان الجزائر مظاهرة أخرى رفعت شعارات الحفاظ على الشرعية ودعم حكومة معيتيق، وعبّرت عن رفضها لما يسمى حَراك الكرامة. وأبدى المشاركون تأييدهم لانتخابات المؤتمر الوطني العام.

المصدر : الجزيرة