ثوار بنغازي يتهمون الخارج بدعم محاولة انقلابية

غرفة ثوار بنغازي تتهم قوى إقليمية بدعم محاولة انقلابية في ليبيا

اتهم مجلس ثوار بنغازي جهات داخلية بالاستعانة بقوى إقليمية للإطاحة بالثورة الليبية وإسقاط شرعية المؤتمر الوطني العام (البرلمان) لتحقيق مآرب شخصية. من جهتها طالبت الحكومة المؤقتة المؤتمر الوطني بمبادرة وطنية لرأب الصدع.

وخلال مؤتمر صحفي عقد أمس في بنغازي (شرق البلاد)، قال ثوار بنغازي إن قوى فقدت السلطة والمصالح الشخصية في البلاد استعانت بقوى إقليمية من أجل الإطاحة بالثورة الليبية وإسقاط الشرعية.

ورأى الثوار أن ما قام به اللواء المتقاعد خليفة حفتر يعد محاولة للانقلاب على الشرعية وسيتم التصدي له بكل الطرق.

في غضون ذلك أعلن قائد القوات الخاصة بالجيش الليبي ونيس بوخمادة انضمام قواته إلى اللواء حفتر.

والقوات الخاصة تعد الأفضل تدريبا في جيش ليبيا الحديث العهد، وهي منتشرة في بنغازي منذ العام الماضي بهدف المساعدة في القضاء على موجة اغتيالات وتفجيرات سيارات ملغمة.

كما أعلنت قاعدة جوية في طبرق بأقصى شرق ليبيا تحالفها مع قوات حفتر، وقالت في بيان إنها ستنضم إلى الجيش تحت قيادة اللواء حفتر.

من جانبه اعتبر عز الدين بوالخنة منسق علاقات عمليات "كرامة ليبيا" -التابعة لحفتر- أن عمليات كرامة تحقق نجاحات كبيرة في الميدان العسكري والاجتماعي، مشيرا إلى انضمام كافة أجهزة الدولة من شرطة وجيش ومخابرات في الشرق الليبي تحت قيادة اللواء حفتر. وأكد أنهم ليسوا دولة داخل الدولة.

وفي العاصمة طرابلس قدمت الحكومة الليبية المؤقتة، في ختام اجتماع طارئ لها أمس، ما وصفتها بمبادرة وطنية إلى المؤتمر الوطني تقضي بأن يدخل هذا المؤتمر في "إجازة برلمانية" حتى انتخاب برلمان جديد.

وطالبت حكومة عبد الله الثني في بيان المؤتمر الوطني العام "بمبادرة وطنية لرأب الصدع والوصول إلى توافق وطني في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ ليبيا".

وأفاد مراسل الجزيرة هناك بأن الهدوء عاد إلى محيط مقر المؤتمر الوطني. وكانت قوات تابعة لحفتر قد اقتحمت الأحد الماضي مقر المؤتمر قبل أن تنسحب منه، واندلعت اشتباكات في طريق المطار وأحياء أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وذلك بعد قصف طائرات موالية لحفتر مواقع لثوار بنغازي.

ويُنتظر وصول طلائع قوات درع ليبيا الوسطى إلى العاصمة لتنفيذ قرار رئيس المؤتمر الوطني تكليفَ قوات الدروع بتأمين العاصمة ومرافقها الحيوية.

تباين داخلي
وتعليقا على ما تشهده ليبيا، قال رئيس اللجنة التسييرية لتحالف القوى الوطنية عبد المجيد أمليقطة إن هناك من المليشيات من بينها المليشيات السلطوية التي تختزل السلطة في نفسها وتصدر قرارات استفزازية في غياب مؤسسات الدولة، ومثال ذلك قرار المؤتمر الوطني العام بحظر الطيران فوق بنغازي.

من جهته اعتبر مسؤول ملف الثوار بالمؤتمر الوطني عبد السلام الأجهر أن المشهد في الساحة الليبية يدل على محاولة للانقلاب من قبل مجموعة من الضباط على الشرعية التي اختارها الشعب.

وأضاف أن ما يحدث يذكر بالانقلاب الذي قاده الراحل معمر القذافي عام 1969 ضد الحكم الملكي حينها وكان معه من المشاركين خليفة حفتر الذي يحاول حاليا قيادة انقلاب جديد. ولفت الأجهر إلى أن محاولة الانقلاب مدعومة من الخارج.

كما وصف رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان أن ما يجري ينم عن ثورة مضادة تحدث في ظل ضعف يعتري المؤتمر الوطني.

وأضاف أن الصراع الدائر في ليبيا ليس صراعا أيديولوجيا كما يزعم البعض، بل صراع بين قوة تريد التغيير لتحقيق أهداف ثورة 17 فبراير وأخرى تريد التغير بشروطها.

حفتر يقود عملية كرامة يصفها معارضوه بأنها محاولة انقلابية (أسوشيتد برس)
حفتر يقود عملية كرامة يصفها معارضوه بأنها محاولة انقلابية (أسوشيتد برس)

دوليا
ودوليا قالت الولايات المتحدة إنها تتابع عن كثب تصاعد الأحداث في ليبيا إلا أنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستغلق سفارتها في طرابلس، حسبما أعلن مسؤول أميركي أمس.

وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي عن قلق بلادها إزاء أعمال العنف التي وقعت في طرابلس وبنغازي مؤخرا، ودعت كل الأطراف إلى "الامتناع عن اللجوء إلى العنف".

وبينما أعلنت السعودية أمس إغلاق سفارتها في طرابلس وإجلاء دبلوماسييها، أضافت بساكي أن واشنطن لم تتخذ أي قرارات بشأن إخراج الدبلوماسيين الأميركيين من ليبيا.

والولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب في ليبيا منذ مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين في هجوم في 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي.

وأغلقت القنصلية التي تعرضت لأضرار شديدة نتيجة حريق وتم تخفيض الطاقم الدبلوماسي في طرابلس إلى أدنى مستوى.

أما قطر، فقد عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن القلق من الانقسامات السياسية والأوضاع الأمنية التي تمر بها ليبيا والتي تهدد بتقويض عملية الانتقال إلى الديمقراطية التي تلبي تطلعات الشعب.

وناشد المصدر، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، المعنيين بضبط النفس والتزام الهدوء، مؤكداً الحرص على السلم الأهلي ومسيرة بناء دولة حديثة.

وأدان المصدر محاولات المس بالمؤسسات الشرعية باستخدام القوة العسكرية، مؤكدا على أهمية الوفاق والحوار الوطني الشامل. وجدد المصدر حرص دولة قطر على سيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية.

المصدر : الجزيرة + وكالات