مبادرة لإنهاء الأزمة بليبيا والصاعقة تنضم لحفتر

Former rebel fighters who are now intergrated into the Libyan army and form the Diraa al-Gharbiya brigade, are seen with their weapons guarding the western entrance of the capital Tripoli on May 19, 2014. A dramatic spike in lawlessness in Libya's two largest cities has edged the country closer to civil war between heavily armed rival militias, stirring concern abroad and on oil markets. AFP PHOTO/MAHMUD TURKIA
عناصر من الجيش الليبي يحرسون أحد مداخل العاصمة طرابلس (غيتي/الفرنسية)

اقترحت الحكومة الليبية أن يدخل المؤتمر الوطني العام في إجازة، بهدف تخفيف الاحتقان في البلاد عقب الهجوم الذي شنه اللواء المتقاعد خليفة حفتر على مواقع للثوار في مدينة بنغازي، وفيما أعلن قائد قوات الصاعقة انضمامه لقوات حفتر، أكدت غرفة ثوار ليبيا رفضها لأي محاولة لعودة الديكتاتورية إلى البلاد.

وقدمت الحكومة في ختام اجتماع طارئ لها مبادرة من عدة نقاط إلى المؤتمر الوطني، من بينها الدعوة إلى تجميد عمل المؤتمر بعد الموافقة على ميزانية 2014 وإرجاء انتخاب رئيس للوزراء لحين إجراء الانتخابات العامة.

ودعت إلى التصويت على رئيس الحكومة الجديد في جلسة علنية بطريقة الاقتراع السري المباشر وفقا لقرار المؤتمر الوطني العام رقم 23، وفي حال فشل المؤتمر في ذلك تستمر الحكومة الحالية في تسيير الأعمال إلى حين انتخاب البرلمان المقبل.

وطالبت المبادرة بالتمسك بالإعلان الدستوري المؤقت وشرعية الهيئات والمؤسسات الدستورية المنبثقة عنه، ونصت على تشكيل الحكومة لجنة وزارية للتواصل مع كل التشكيلات المسلحة للوصول إلى توافق وطني يرفض الاحتكام إلى السلاح.

كما تضمنت المبادرة تأكيد الحكومة على أن قرارات وتكليفات القائد الأعلى للجيش الليبي ورئيس الأركان العامة يجب ألا تصدر إلا بعد التشاور والتوافق مع الحكومة.

دخان متصاعد من مقر المؤتمر الوطني العام الذي تعرض لهجوم مسلح الأحد (أسوشيتد برس)
دخان متصاعد من مقر المؤتمر الوطني العام الذي تعرض لهجوم مسلح الأحد (أسوشيتد برس)

موقف الثوار
من جانبها قالت غرفة ثوار ليبيا إن قوى فقدت السلطة والمصالح الشخصية استعانت بقوى إقليمية من أجل الإطاحة بالثورة الليبية وإسقاط الشرعية.

وجاء في بيان تلاه الثوار في بنغازي مساء الاثنين أن ما قام به من وصفوه بالقاتل حفتر يعد محاولة للانقلاب على الشرعية وسيتم التصدي له بكل الطرق.

وأدان الثوار الاعتداء الذي استهدف أمس المؤتمر الوطني العام واتهموا عناصر من كتائب العقيد الراحل معمر القذافي بتنفيذه، وعبروا عن رفضهم لكل أعمال العنف والاغتيالات التي تستهدف الضباط الليبين الذي شاركوا في ثورة 17 فبراير.

من جانبها قالت رئاسة أركان الجيش الليبي إن ما تسمى القيادة العامة للجيش الوطني هي كيان غير معترف به،  وجاء ذلك بعد بث قنوات محلية تصريحات لعسكريين ليبيين تعلن تجميد عمل المؤتمر الوطني العام والتمديد لحكومة عبد الله الثني وتكليف لجنة صياغة الدستور بإدارة الشؤون التشريعية لحين انتخاب البرلمان القادم.

في المقابل أعلن قائد قوات الصاعقة الليبية العقيد ونيس بوخمادة انضمام قواته إلى صفوف العناصر الموالية للواء حفتر الذي يقول إنه يسعى لتطهير البلاد من "المتشددين الإسلاميين".

وقوات الصاعقة هي القوة الفضلى تدريبا في صفوف الجيش الليبي الناشئ، وكلفت منذ العام الماضي باستعادة الأمن في مدينة بنغازي عقب سلسلة تفجيرات استهدفت المدينة، غير أن القوة لم توفق في مهامها في ظل انتشار مجموعات متعددة من المسلحين.

وكان آمر قاعدة طبرق الجوية الليبية العقيد إبراهيم عبد ربه أعلن في وقت سابق انضمام القاعدة إلى ما يسمى الجيش الوطني الليبي التابع للواء حفتر.

التوتر المتصاعد بليبيا دفع عددا من الدول للتحرك لحماية مواطنيها (الفرنسية)
التوتر المتصاعد بليبيا دفع عددا من الدول للتحرك لحماية مواطنيها (الفرنسية)

اجتماع مغاربي
وفي ظل التوتر المتصاعد في ليبيا، قال الأمين العام لاتحاد المغربي العربي الحبيب بن يحيى إن اجتماعا لوزراء خارجية الاتحاد سيعقد قريبا لبحث الأزمة.

وأوضح بن يحيى الاثنين في تصريح لإذاعة موزاييك الخاصة بتونس أن وزراء خارجية دول المغرب العربي اتفقوا على عقد اجتماع قريبا للنظر في سبل مساعدة مختلف الأطراف المتصارعة في ليبيا على تجاوز الأزمة، وتوقع أن يسفر الاجتماع عن وساطة.

ودفعت الأزمة الحالية السعودية والإمارات إلى سحب بعثتيهما الدبلوماسية من ليبيا، وذلك بعد أيام من إجلاء الجزئر سفيرها وبعثتها الدبلوماسية من طرابلس.

من جانبه قال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن بلاده أغلقت اليوم قنصليتها في بنغازي عقب تلقي تهديد بمهاجمتها.

وأعلنت الشركة الجزائرية الحكومية سوناطراك اليوم أنها قررت إجلاء نحو خمسين من عمالها في القطاع النفطي من ليبيا بسبب تصاعد المخاوف الأمنية.

وفرضت الجزائر قيودا على المعابر الحدودية وقررت السماح فقط بعبور المواطنين الجزائريين من ليبيا والمواطنين الليبيين إلى ليبيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات