استعدادات لاستقبال البابا بالقدس وبيت لحم
ميرفت صادق-رام الله
أعلنت اللجنة الفلسطينية المسؤولة عن تنسيق زيارة البابا فرانشيسكو اكتمال مختلف الاستعدادات لاستقباله يومي 25 و26 مايو/أيار الحالي في بيت لحم والقدس، حيث ستكون للزيارة الدينية أهداف سياسية أيضا.
وسيصل البابا الأحد القادم إلى بيت لحم بواسطة طائرة مروحية أردنية مباشرة من العاصمة عمّان وسيكون الرئيس محمود عباس في استقباله للاجتماع به.
وتحتل قضية هجرة المسيحيين من بلاد المشرق العربي عامة ومن فلسطين خاصة أهم القضايا التي سيتناولها نقاش البابا مع القيادات المسيحية بحضور البطاركة العرب الأربعة.
ويرافق البابا إلى الأراضي المقدسة أربعة هم: البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي من لبنان، وبطريرك الإسكندرية للكنيسة القبطية الكاثوليكية إبراهيم إسحق سيدراك، وبطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية في أنطاكيا مار أغناطيوس يوسف الثالث، وبطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق مار لويس روفائيل الأول ساكو.
وحسب التقديرات الرسمية، فإن نسبة المسيحيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة انخفضت إلى 1% من إجمالي عدد السكان في السنوات الأخيرة بسبب تصاعد هجرة الشباب المسيحي خاصة.
لقاءات البابا
وتطرق رئيس أساقفة البطريرك فؤاد طوال إلى مضمون الزيارة التي ستبدأ من الأردن، وكشف عن نية البابا لقاء خمسمائة طفل من اللاجئين السوريين لتسليط الضوء على معاناة الشعب السوري.
وقال طوال إن البابا سيشارك بقداس احتفالي كبير في العاصمة عمان بحضور ما بين ثلاثين وأربعين ألفا من المؤمنين المسيحيين، مبينا أنه فضّل لقاء اللاجئين السوريين وخاصة من المصابين والمرضى على لقاء الزعماء هناك.
وأشار إلى البابا سيلتقي عددا كبيرا من الأطفال اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الدهيشة بمدينة بيت لحم.
كما سيقيم البابا بساحة كنيسة المهد قداسا يحضره تسعة آلاف من المسيحيين الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة والداخل والقدس المحتلة.
وقال الناطق باسم الزيارة جمال خضر للجزيرة نت إن البابا سيلتقي عائلات من الأسرى والمبعدين والمهددين بسحب هويتهم المقدسية، بالإضافة إلى العائلات المسيحية في قطاع غزة ومن الجليل شمال فلسطين.
ترتيبات أمنية
وكشف خضر عن أن لجانا أمنية خاصة تتبع الكنائس في فلسطين قامت بتنسيق الترتيبات الأمنية مع قوات الأمن الفلسطينية والرئاسة الفلسطينية وبلدية بيت لحم، بالإضافة إلى مئات المتطوعين لتأمين زيارة البابا وكذلك قداس الأحد القادم.
من جهتها، حذرت لجنة استقبال البابا من الإجراءات الأمنية التي تتخذها السلطات الإسرائيلية في القدس المحتلة، معربة عن خشيتها من فرض منع للتجوال قد يحول دون استقبال لائق من أهالي القدس للبابا خلال زيارته المدينة الاثنين القادم.
وتكتسب الزيارة أهمية قصوى من اللقاء الذي سيجمع البابا ببطريرك القسطنطينية للأرثوذكس بارثلماوس في كنيسة القيامة المقدسة بالبلدة القديمة للقدس.
استعدادات
قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنا عميرة -في مؤتمر صحفي برام الله- إن مختلف الاستعدادات أنجزت، وستخرج عن زيارة البابا رسائل سلام تشدد على حوار بين الأديان ورفض التعصب الديني بمختلف أشكاله.
وبيّن عميرة أن اللقاء سيكون إحياء لذكرى اللقاء التاريخي بين البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغورس قبل خمسين عاما. وهو أول لقاء يوحد الكنائس المسيحية على أرض فلسطين منذ 1100 عام.
ومن المقرر أن يزور البابا المسجد الأقصى المبارك، حيث سيلتقي شخصيات دينية إسلامية، وعلى رأسها مفتي القدس ورجال الأوقاف الإسلامية.
يشار إلى أنه وعلى الرغم من إعلان البطركية اللاتينية في القدس عن نية البابا لقاء الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في القدس، أكد الناطق باسم الزيارة أن البابا سيلتقي في تل أبيب المسؤولين الإسرائيليين، قبل أن يتوجه إلى مدينة القدس.
وقال الناطق إن الترتيبات تمت بهذا الشكل كي لا يلتقي البابا مع المسؤولين الإسرائيليين في القدس، بل سيذهب إليها باعتبارها مدينة تحت الاحتلال.