بريطانيا تطلب الإسراع في التحقيق باستخدام الكلور بسوريا
حث وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على إجراء تحقيق بشأن مزاعم باستخدام غاز الكلور في سوريا في أسرع وقت ممكن، وذلك بعد أن عبرت دمشق عن موافقتها لاستقبال بعثة من المنظمة للتحقيق في القضية، فيما عبرت روسيا عن أملها في الكشف عن المسؤولين عن استخدام هذا الغاز السام.
وقال هيغ في بيان اليوم الأربعاء إن بريطانيا تضغط بشدة لضمان مباشرة تحقيق، وتدعو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتنفيذ مهمتها بشكل عاجل، واعتبر أن الوقت هو الأساس في تقديم الحقائق كاملة، ودعا لمنح البعثة القدرة على الوصول إلى كافة المواقع، وأن يسمح لها بإجراء تحقيق من دون أي تدخلات أو تأخير.
وأكد وزير الخارجية البريطاني أن بلاده ستقدم دعما قويا للمنظمة، بما في ذلك أي مساعدة تحتاج لها بعثتها من أجل تزويد العالم بالحقيقة الكاملة، وطلب من المجتمع الدولي أن "يكون جاهزا لمحاسبة أي شخص استخدم الأسلحة الكيميائية على جرائمه".
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس الثلاثاء إرسال بعثة لتقصي الحقائق بشأن معلومات عن استخدام الكلور في هجمات على المدنيين، تبادل النظام ومسلحو المعارضة التهم بالمسؤولية عنها.
وتحدثت دول غربية -أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا- عن "شبهات" و"معلومات" عن لجوء النظام السوري إلى غاز الكلور في قصفه مناطق تسيطر عليها المعارضة، لا سيما بلدة كفرزيتا بريف حماة في 12 أبريل/نيسان الحالي.
وتعهدت الحكومة السورية -التي وافقت على إنشاء هذه البعثة- بتوفير الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث ستقوم البعثة بمهامها.
موقف روسي
من جانبها، عبرت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في أن يسمح العمل النزيه للخبراء الدوليين في رسم صورة موضوعية لما حدث وكشف المسؤولين عنه.
وجددت روسيا الإشارة إلى أهمية التقيد الكامل بالقرار الدولي رقم 2118 المتخذ بالإجماع والذي يلزم الدول الأعضاء بإبلاغ مجلس الأمن الدولي بكل انتهاكات للقرار رقم 1540 بما في ذلك شراء الأسلحة الكيميائية ووسائل نقلها.
وقالت "لقد حذرنا أكثر من مرة في الساحات الدولية المختلفة بما فيها مجلس الأمن الدولي من خطر وقوع المواد السامة في أيدي مقاتلي الجماعات المسلحة غير الشرعية. وشددنا على أنه لا يمكن التغاضي عن إمكانية أن الجماعات المعارضة المسلحة قد تحصل في المستقبل على الأسلحة الكيميائية وتستخدمها ضد القوات الحكومية، ولسوء الحظ لم يصغِ أحد لتحذيراتنا".
يذكر أن المنظمة الدولية والأمم المتحدة تشرفان على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية بعد اتفاق تم التوصل إليه بين روسيا والولايات المتحدة العام الماضي بعد هجوم باستخدام غاز السارين بريف دمشق في أغسطس/آب الماضي أدى لمقتل المئات، ووجهت أصابع الاتهام بالمسؤولية عنه إلى النظام السوري.