وزير مغربي يرفض الاستقالة بعد مقتل طالب

صورة الحسن الداودي أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس وعضو حزب العدالة والتنمية
الداودي رفض الاستقالة واعتبر أن هناك جهات تحاول استغلال حادث مقتل الطالب للتشويش على الحكومة (الجزيرة-أرشيف)

عبد الجليل البخاري-الرباط

رفض وزير التعليم العالي بالمغرب لحسن الداودي الثلاثاء دعوة الاستقالة التي وجهها إليه حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، على خلفية مقتل طالب بجامعة مدينة فاس (شمال شرق البلاد)، قائلا إن هناك جهات تحاول استغلال الحادث للتشويش على الحكومة.

ووصف الداودي أمام مجلس النواب مقتل الطالب عبد الرحيم الحسناوي الجمعة الماضي في كلية الحقوق بفاس بأسلحة بيضاء بـ"الحدث الخطير والاستثنائي" ، قائلا إن السلطات المغربية ستتصدى له بحزم وقوة.

وأشار إلى أن الحكومة تقوم حاليا بإصلاحات قانونية وتربوية داخل الجامعات للعمل على الحد من مظاهر العنف، مضيفا أن بيانا مشتركا بين وزارته ووزارة الداخلية سيصدر قريبا وسيوضح الإجراءات التي ستتخذ في هذا الاتجاه.

في المقابل انتقد الداودي ضعف تأطير الأحزاب داخل الجامعات الذي أدى إلى انتشار بعض أفكار التطرف التي توفر الغطاء السياسي لمثل ما حدث بفاس.

ووجهت الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية انتقادات واتهامات بالانحياز من بعض الأحزاب والتيارات السياسية المعارضة بعد مشاركة رئيسها عبد الإله بنكيران في مراسيم تشييع جنازة الطالب عبد الرحيم الحسناوي.

وفي هذا الإطار عبر حزب الأصالة والمعاصرة عن رفضه لما أسماه التوظيف السياسي لقضية مقتل الطالب، داعيا للكف عما أسماه التعامل بمنطق الازدواجية والكيل بمكيالين في التعاطي مع الحالات المشابهة. 

يذكر أن جامعة محمد بن عبد الله بفاس تشهد في عدة فترات صراعات فكرية وسياسية، تتحول أحيانا إلى مواجهات عنيفة بين الطلبة المنتمين لتيارات توصف بالإسلامية, وأخرى يسارية

منطق الإزدواجية
وحمل الناطق باسم الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماس في تصريح صحفي، الحكومة مسؤولية معالجة الأسباب العميقة المؤدية إلى "العنف والترهيب والتطرف" داخل الجامعات المغربية.

وأثار حادث مقتل الطالب الحسناوي جدلا حول العنف داخل الجامعات المغربية، حيث اتهمت منظمة التجديد الطلابي المقربة من حزب العدالة والتنمية، ما يسمى بفصيل النهج الديمقراطي القاعدي-البرنامج المرحلي، المحسوب على اليسار بالوقوف وراء الحادث.

واتهم رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة رشيد العدوني في تصريح سابق للجزيرة نت أطرافا سياسية لم يسمها بالتحريض وتوفير ما وصفه بالغطاء السياسي والمعنوي لهذا العنف، وحمل السلطات الرسمية مسؤولية الحادث، وقال إنها  لم تتحمل مسؤوليتها كاملة في حفظ الأمن في الوسط الجامعي.

وكانت النيابة العامة لمحكمة الاستئناف بمدينة فاس أمرت بفتح تحقيق في تلك المواجهات، التي قالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، إنها أسفرت إضافة إلى مقتل الحسناوي عن إصابات متفاوتة لثلاثة طلبة.

يذكر أن جامعة محمد بن عبد الله بفاس تشهد في عدة فترات صراعات فكرية وسياسية ، تتحول أحيانا إلى مواجهات عنيفة بين الطلبة المنتمين لتيارات توصف بالإسلامية, وأخرى يسارية.

المصدر : الجزيرة