استطلاع بفلسطين يظهر تدني شعبية قيادات بارزة
عوض الرجوب-الخليل
وحسب مركز القدس للإعلام والاتصال الذي أجرى الاستطلاع، تمت مقابلة عينة عشوائية بلغ عددها 1200 شخص تزيد أعمارهم عن 18 عاما في 130 موقعا بالضفة الغربية وقطاع غزة بين 9 و14 أبريل/نيسان 2014.
ففي حال إجراء انتخابات رئاسية لم يشارك فيها الرئيس الحالي محمود عباس، لم تحدد غالبية المستطلعة آراؤهم (47.2%) موقفها ولم تعط أي إجابة، مقابل 20.4% يفضلون ترشيح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المعتقل مروان البرغوثي لهذا المنصب، و10.3% فضلوا رئيس الحكومة المقالة في غزة والقيادي بحركة حماس إسماعيل هنية.
وأظهر الاستطلاع أن نسبة الذين لا يثقون بأي من قادة الفصائل تبلغ 28.4%، مقابل 25.2% يثقون بالرئيس عباس، و13.5% يثقون بهنية، و10% بمروان البرغوثي.
ولدى سؤال الجمهور عن التنظيم السياسي الذي يثق به أكثر، قال 28.5% إنهم لا يثقون بأحد، مقابل 41.7% قالوا إنهم يثقون بحركة فتح، و16.8% بحركة حماس.
وبسؤال المفاضلة بين الرئيس عباس في خلافه مع القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، أكدت الغالبية عدم تعاطفها مع أي منهما بنسبة 46.1%، مقابل 37.1% قالوا إنهم متعاطفون مع عباس، و5.4% فقط متعاطفون مع دحلان.
تدني الشعبية
وحسب محللين تحدثوا للجزيرة نت فإن تدني شعبية الفصائل وقيادتها يعود إلى مجموعة أسباب، في مقدمتها الانقسام الفلسطيني وتفاقم الخلافات بين الفصائل، إضافة إلى عدم وجود تاريخ محدد للانتخابات الرئاسية.
ويرى المدون والناشط على المواقع الاجتماعية محمد أبو علان أن عدم ترشيح الغالبية لأي من القيادات في انتخابات الرئاسية مرده إلى عدم تحديد موعد فعلي للانتخابات، موضحا أنه كلما تحدد موعد الانتخابات وتحدد المتنافسون تتراجع نسبة الذين لا يحددون موقفهم أو لا يعطون إجابة.
وأضاف أن هذا الاستطلاع لو أجري بعد توقيع اتفاق المصالحة لكانت النتيجة مختلفة لصالح المتنافسين الرئيسيين فتح وحماس، مشيرا إلى تفاعل أكثر هذه المرة مع اتفاق المصالحة على صفحات التواصل الاجتماعي، وقناعة أكبر بتنفيذ الاتفاق خاصة بعد دعم حماس لخطاب عباس في اجتماع المجلس المركزي السبت.
ويرى أستاذ الإعلام بجامعة القدس محمود فطافطة أن النتائج تظهر ما سماه "ثأر الاستطلاعات"، معتبرا أن زيادة نسبة الذين لم يؤيدوا قيادات معروفة تعكس "وعي الشعب" وانتقامه من فصائل وقيادات لم تحقق تطلعاته سواء على صعيد مقاومة الاحتلال، أو استعادة الوحدة لشقي الوطن: الضفة وغزة.
ويصف فطافطة زيادة نسبة الذين لا يثقون في القيادات بأنها "أمر منطقي"، والسبب أن "الصراع خلال السنوات السبع الماضية كان موجها إلى الداخل أكثر مما كان موجها إلى الاحتلال".
ويقول إن عدم تعاطف الأغلبية مع كل من دحلان وعباس مرده إلى أن "الصراع والشتائم المتبادلة بين الشخصين لم تكن مسيئة لهما فحسب، بل أساءت لحركة فتح وقياداتها".
وخلص إلى أن الاستطلاع يثبت مجددا أن "الشعب الفلسطيني لا يريد صراعات بين الأحزاب والأشخاص، وإنما صراعا مع الاحتلال".