الراعي يحث على اختيار رئيس توافقي للبنان

البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي
الراعي: لبنان بحاجة إلى رئيس يلملم الشمل ويخلصه من الانشطارات والنزاعات (الجزيرة-أرشيف)
أكد بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي ضرورة استمرار عقد جلسات البرلمان اللبناني لانتخاب من وصفه بـ"رئيس مناسب" للبنان في هذه الفترة.

وأعرب الراعي عن أمله أن يكون نواب البرلمان على قدر مسؤوليتهم النيابية، وقال الراعي إن الرئيس المقبل للبنان يجب أن يكون مقبولا من الجميع. 

وقال بطريرك الموارنة إن لبنان بحاجة لرئيس يلملم الشمل ويخلصه من الانشطارات والنزاعات، لافتا إلى أن الرئيس ينتخب وفقا لسيرته ولا "نطبخه" في الساعات الأخيرة و"الوصول إلى جلسة الانتخاب ولا نعرف من سننتخب". وأكد أنه لا يوجد اتفاق حتى الآن على شخصية محددة لمنصب رئيس الجمهورية، وبالتالي حث النواب على اختياره بعناية وتوافق. 

وكان مجلس النواب اللبناني (البرلمان) أخفق أمس في اختيار رئيس جديد للبلاد خلفا لـميشال سليمان الذي تنتهي فترة حكمه في 25 مايو/آيار المقبل، وأعلن رئيس البرلمان نبيه بري إرجاء جلسة الانتخاب إلى الأربعاء المقبل.

وعقدت جلسة البرلمان أمس -وهي الأولى لاختيار رئيس الجمهورية- بحضور 124 نائبا من أصل 128، حيث يشترط لعقد جلسة اختيار الرئيس ما لا يقل عن ثلثي الأعضاء.

وصوّت 48 صوتا لصالح سمير جعجع وهو مرشح قوى 14 آذار، في حين حاز هنري حلو على 16 صوتا وهو مرشح جبهة النضال الوطني بزعامة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، في حين حصل الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل على صوت واحد فقط.

بينما صوت بأوراق بيضاء 52 نائبا يتبعون في الأغلب لقوى 8 آذار التي يقودها حزب الله، في حين بلغ عدد أوراق التصويت الملغاة سبع أوراق.

وكانت أغلبية الكتل النيابية في البرلمان اللبناني أعلنت مشاركتها في جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقبل الجلسة قالت كتلة الإصلاح والتغيير -التي يقودها ميشال عون– إنها ستصوت في الجلسة بورقة بيضاء.

ومن شأن الانقسامات العميقة في لبنان بشأن الحرب في سوريا المجاورة أن تؤجل أي قرار، وربما لعدة أشهر لاختيار الرئيس الـ13 للجمهورية منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1943.

وتنقسم القوى السياسية في البلاد بين داعمين للنظام السوري، وفي مقدمتهم حزب الله المشارك في الحرب إلى جانب النظام السوري، وبين مؤيدين للمعارضة السورية يتقدمهم تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري.

وينص الدستور على أن ينتخب رئيس الجمهورية الذي ينتمي -بموجب الميثاق الوطني- إلى الطائفة المارونية المسيحية بالاقتراع السري بأغلبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويُكتفى بالأغلبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تليها.

مرشحو الرئاسة
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المنتمي إلى قوى 14 آذار أعلن في وقت سابق ترشحه لمنصب الرئاسة، وحاز على تأييد قوى 14 آذار.

من جهتها، أعلنت جبهة النضال الوطني بزعامة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ترشيح النائب هنري حلو لرئاسة الجمهورية.

وليست هناك فرص لاختيار حلو للرئاسة، إلا أن جنبلاط يقدم نفسه على أنه في موقع وسطي بمجلس منقسم بشكل شبه متساوٍ بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار.

كما يرجح أن تطرح قوى 8 آذار -التي تضم حزب الله وحلفاءه وبينهم كتلة الإصلاح والتغيير- ميشال عون كمرشح للرئاسة.

إلى جانب ذلك، تتداول وسائل الإعلام أسماء مرشحين آخرين وهم الرئيس السابق أمين الجميل والنائبان بطرس حرب وروبير غانم من قوى 14 آذار، والنائب سليمان فرنجية المعروف بصداقته للرئيس بشار الأسد.

كما طرحت أسماء من خارج الاصطفاف السياسي القائم، مثل قائد الجيش جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إلا أن انتخاب أحد هذين الاسمين يتطلب تعديلا للدستور الذي يمنع ترشح موظفين كبار في الدولة إلى الرئاسة، ما لم يقدموا استقالاتهم قبل سنتين من موعد الانتخابات.

وفي حال عدم انتخاب رئيس جديد للبلاد قبل 25 مايو/آيار المقبل ستتولى صلاحيات الرئيس حكومة رئيس الوزراء تمام سلام التي تشكلت في فبراير/شباط الماضي بعد نحو 11 شهرا من الجمود السياسي.

المصدر : الجزيرة + وكالات