انتشار أمني بالقاهرة بعد تفجيرات خلفت قتيلين وجرحى

نشرت قوات الأمن المصري -بعد ظهر اليوم الأربعاء- آليات مدرّعة بعدد من النقاط الرئيسية والحيوية بالقاهرة، وذلك بعد ثلاث تفجيرات هزت محيط جامعة القاهرة مما أدى إلى مقتل شخصين أحدهما ضابط برتبة لواء وإصابة خمسة ضباط آخرين، في حادث قوبل بإدانات واسعة.

وفرضت قوات الأمن مدعومة بآليات مدرّعة إجراءات مشدَّدة حول مبنى محطة القطارات المركزية بميدان رمسيس في وسط القاهرة، وبمحيط مقار الحكومة والوزارات الرئيسية، ومقر التلفزيون، والبنك المركزي، خشية وقوع انفجارات وأعمال عنف جديدة.

وجاءت هذه الإجراءات الأمنية، عقب مقتل رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة وإصابة خمسة أفراد من الشرطة بينهم لواء في انفجارين شبه متزامنين أمام كلية الهندسة بجامعة القاهرة، كما قتل شخص في انفجار ثالث قرب الجامعة نفسها.

واستهدفت قنبلتان أولا نقطة ارتكاز للشرطة أمام جامعة القاهرة، ثم أعقبهما انفجار ثالث فيما كان رجال الشرطة والصحفيون يتجمعون في الموقع.

‪(الجزيرة)‬ أغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى مكان الانفجارات
‪(الجزيرة)‬ أغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى مكان الانفجارات

عبوات ناسفة
وقالت وزارة الداخلية المصرية إن الانفجار نتج عن عبوتين ناسفتين، في حين أوضح عميد في الشرطة في موقع الانفجار، لوكالة الصحافة الفرنسية أن العبوات كانت مخبأة في شجرة بين النقطتين الأمنيتين.

ولطّخت بقعتان من الدماء موقع الحادث فيما تناثر الزجاج المحطم على الأرض، وسط تصاعد الدخان والغبار في السماء.

في الأثناء، أغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى مكان الانفجارات، وفي ظل مغادرة العشرات من الطلاب ساحات الجامعة، سادت حالة من الهلع والقلق أرجاء المكان خاصة مع تمشيط الشرطة المنطقة بحثا عن أي عبوات ناسفة أخرى.

وأظهرت مقاطع فيديو -بثها التلفزيون المصري الرسمي- رجال شرطة جرحى ممدين على أسرة وبعضهم مصاب بحروق وإصابات بالغة في الظهر والساقين.

كما أظهرت المقاطع ذاتها الجرحى وهم يتلقون مساعدات طبية في إحدى مستشفيات الشرطة في القاهرة. وقال أحدهم "سمعت الانفجار فهرولت للخارج فإذا بالانفجار الثاني يحدث".

وازدادت الهجمات التي تستهدف عناصر الشرطة والجيش منذ تسعة أشهر وحملت الحكومة الانتقالية على البدء بعملية قمع "قاسية ودامية" لكل مظاهرة مؤيدة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي.

وضع خطير
وفي سياق تعليقه على الحادث اعتبر الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية العميد صفوت الزيات، أن خطورة هذه التفجيرات تكمن في كونها أتت في منطقة مضطربة ومن المفروض أنها تخضع لإجراءات أمنية مشددة.

العاصمة المصرية شهدت عدة انفجارات في الآونة الأخيرة آخرها كان انفجار قنبلة بدائية الصنع أمام مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة يوم 11 مارس/آذار الماضي

وبيّن الزيات أن ما تشهده مصر من اضطراب يجعل الجماعات التي وصفها بالمتطرفة تستغل الوضع لتنفيذ مخططاتها، لتكون أجهزة الشرطة أهدافا لها، معتبرا أن هذه التفجيرات تشير إلى تقدم "الجماعات الإرهابية" في طريقة تنفيذ أهدافها.

في سياق متصل، قال المتحدث باسم حركة طلاب ضد الانقلاب أحمد غنيم إنهم سمعوا انفجار قبيل انطلاق فعاليات طلابية، وبدأ الأمن الإداري يخلي الجامعة.

وقال غنيم إن هذه محاولات لجر الحراك الطلابي إلى العنف، مؤكدا "نحن متمسكون بسلميتنا، وقد ألغينا فعاليات اليوم وأمرنا الطلاب بمغادرة الجامعة. نحن لا نريد أي أعمال عنف"، مدينا الانفجار ومؤكدا عدم ارتباط حراكه بالموضوع.

كما أدانت الحركة في بيان لها "بشدّة" تفجيرات اليوم، معربة عن تعاطفها مع أسر المتضررين من الهجوم، كما حمّلت المسؤولين في وزارة الداخلية مسؤولية الفراغ الأمني الحالي الذي يسمح بأحداث عنف مماثل العنف، داعية لفتح تحقيق.

شجب للعنف
من جهتها أصدرت السفارة الأميركية بالقاهرة بيانا صحفيا شجبت فيه الهجمات التي وقعت بمحيط جامعة القاهرة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن البيان قوله إن السفارة الأميركية "تشجب بأشد العبارات قوة الهجمات الإرهابية التي وقعت بالقرب من جامعة القاهرة في وقت سابق اليوم والتي أدت إلى مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة آخرين".

وأضاف البيان كما قلنا من قبل، فإن لا تبرير على الإطلاق لهذه الهجمات الجبانة، حسب وصفه. 

يشار إلى أن العاصمة المصرية شهدت عدة انفجارات في الآونة الأخيرة آخرها كان انفجار قنبلة بدائية الصنع أمام مقر السفارة الإسرائيلية في القاهرة يوم 11 مارس/آذار الماضي.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي شهد عدد من المراكز الأمنية بالقاهرة انفجارات بسيارات ملغومة بما في ذلك مديرية أمن القاهرة، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 54 بجروح.

المصدر : الجزيرة + وكالات