أنصار بوتفليقة يحتفلون بفوزه والمعارضة تشكك

شهدت أنحاء عدة بالجزائر احتفالات بعد الفوز الكبير الذي حققه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات الرئاسة ليحتفظ بالمنصب لفترة رابعة مدتها خمس سنوات، في حين رفضت أحزاب المعارضة النتائج واعتبرتها انعكاسا لتزوير واسع.

 
وحصل بوتفليقة (77 عاما) على نسبة 81.53% من مجموع ثمانية ملايين و332 ألفا و598 صوتا. وحل المرشح المستقل علي بن فليس في المرتبة الثانية بنسبة 12.18%، بينما حين حقق الوجه الجديد في انتخابات الرئاسة ومرشح حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد المركز الثالث بنسبة 3.36%.
 
أما زعيمة حزب العمال لويزة حنون فحلت بالمركز الرابع بنسبة 1.37%، وجاء في المرتبة الخامسة رئيس حزب عهد 54 فوزي رباعين بنسبة 0.99%، وفي المرتبة الأخيرة مرشح حزب جبهة الجزائر الجديدة موسى تواتي بنسبة 0.56%.

وبعد إعلان النتائج الأولية يبقى أمام المجلس الدستوري مدة أقصاها عشرة أيام لإعلان النتائج النهائية بعد دراسة الطعون والفصل فيها، حسب قانون الانتخابات.

وتعليقا على نتائج الانتخابات، قال عمارة بن يونس وزير الصناعة الجزائري والمتحدث باسم حملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إن الشعب الجزائري هو من قرر أن يكون بوتفليقة رئيسا له.

علي بن فليس اتهم السلطة بالتخطيط المسبق للتزوير (غيتي-أرشيف)
علي بن فليس اتهم السلطة بالتخطيط المسبق للتزوير (غيتي-أرشيف)

ونفى في لقاء سابق مع الجزيرة وقوع تزوير في نتائج الانتخابات، وأكد أن عملية الاقتراع جرت في أجواء ديمقراطية، حسب وصفه.

أما مدير حملة بوتفليقة عبد المالك سلال فقال إن فئات كثيرة من الشعب الجزائري ساندت ترشح بوتفليقة، وساهمت بشكل كبير في فوزه في الانتخابات.

تزوير واسع
في المقابل، اعتبر المرشح علي بن فليس أن الانتخابات زُورت بشكل واسع، وأعلن أنه سيشكل ما سماه إطارا سياسيا في المستقبل القريب.

واتهم بن فليس السلطة بالتخطيط المسبق للتزوير الذي برز بشكل فاضح عشية 17 أبريل/نيسان الجاري من خلال تحالف بين المال المشبوه وبعض وسائل الإعلام، حسب قوله. واعتبر أن "التزوير يمنح منفذيه شرعية كاذبة فقط".

وأعلن أنه سيواجه هذا "التعدي" سلميا بالإعلان قريبا عن تنظيم واسع للجزائريين والجزائريات لبناء دولة ديمقراطية، وكشف أنه لن يتقدم بطعن للمجلس الدستوري لأن رئيسه تابع لبوتفليقة، على حد قوله.

أما المرشح عن الجبهة الجزائرية موسى تواتي الذي حل في المركز الأخير فذكر أن النتائج المعلنة مبالغ فيها ولا تعكس الواقع، وكشف أنه سيلجأ إلى المجلس الدستوري للطعن فيها، وفق ما نقله مراسل الجزيرة نت ياسين بودهان.

أما سفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد والمرشح المنسحب من السباق فاعتبر أن نسبة المشاركة مبالغ جدا فيها، قائلا إنها لن تتجاوز في أحسن الأحوال 25%، مشيرا إلى حدوث تزوير واسع، لكن الناطق الرسمي لحزب جبهة التحرير الوطني (حزب الأغلبية) السعيد بوحجة قال للجزيرة نت إن النتائج تعكس المكانة الحقيقية والمرموقة للمرشح بوتفليقة "كرمز وكمجاهد".

من جهتها، أكدت جبهة العدالة والتنمية المقاطعة للانتخابات -التي يترأسها عبد الله جاب الله- أنها لم تتفاجأ من تضخيم نسبة المشاركة، وقالت إنها لا تتجاوز 20%.

وقالت حركة النهضة -وهي حزب إسلامي مقاطع- إنها سجلت فروقا شاسعة بين النسب المعلنة من طرف وزير الداخلية ونسب التصويت الحقيقية.

وفي سياق متصل، قالت الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة في الجزائر إن النظام أدخل البلاد في المجهول، بما وصفتها بالفضائح الانتخابية.

وهنأت الجبهة الشعب الجزائري على ما قالت إنها مقاطعة واسعة وتاريخية للانتخابات الرئاسية تعبر عن رفضه سياسة الأمر الواقع ورغبته في تغيير جذري.

وفي أول رد فعل دولي جددت فرنسا عزمها مواصلة العمل مع الجزائر، متمنية "النجاح" لبوتفليقة الذي أعيد انتخابه لعهدة رابعة في إطار الانتخابات الرئاسية.

وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في بيان بثته وكالة الأنباء الجزائرية أن "فرنسا تجدد عزمها مواصلة العمل مع السلطات والشعب الجزائري على تعميق العلاقات الثنائية خدمة للتنمية في البلدين".

المصدر : الجزيرة + وكالات