حملة بوتفليقة تعلن تقدمه بالرئاسية وبن فليس يرفض

ياسين بودهان-الجزائر

قالت مصادر في حملة الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة إنه يتقدم بانتخابات الرئاسة، بينما رفض منافسه علي بن فليس النتائج وتحدث عن عمليات تزوير, فيما يستمر الجدل بشأن نسبة المشاركة في الاقتراع الذي تعلن نتائجه اليوم.

وأكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني (حزب الأغلبية) عمار سعداني للجزيرة نت أن النتيجة محسومة من الآن لصالح بوتفليقة، وذلك استنادا حسب حديثه إلى عملية سبر آراء وتقارير ترد من مختلف مناطق الجزائر، وهي التقارير التي أكدت -حسب سعداني- أن "بوتفليقة فائز بنسبة كبيرة جدا وبعيدة عن كل المتنافسين".

كما أعلن عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي لبوتفليقة أنه حقق الفوز في الانتخابات بما يضمن له فترة رئاسية رابعة بعد 15 عاما في الحكم, ونقلت رويترز عن بلخادم قوله "مرشحنا هو الفائز بدون أدنى شك.. بوتفليقة حقق فوزا ساحقا".

وقلل سعداني من حجم الاحتجاجات التي عرفتها العديد من المناطق بالجزائر، مشددا على أن العملية عبر كل مراكز الاقتراع في مختلف المحافظات الجزائرية سادها الهدوء، وأن ما حدث ببعض المناطق لم يؤثر في سير العملية الانتخابية، وأشار إلى أن الاحتجاجات قام بها مجموعة من الشباب العاطلين. وأشار سعداني إلى أن المعارضة والخصوم اعترفوا أيضا بنزاهة الانتخابات.

تشكيك
في المقابل، أكد لطفي بومغار نائب مديرية حملة بن فليس في تصريح لوسائل إعلام محلية أن بن فليس حقق تقدما كبيرا في عدة محافظات على مستوى الشرق الجزائري. 

كما نقلت مواقع إخبارية محلية تشكيك مديرية حملة المرشح علي بن فليس في نسب المشاركة التي أعلنها وزير الداخلية، إلا أنها أكدت أنها لا تمتلك النسب الحقيقية، وعزت ذلك لعدم امتلاكها الإمكانات اللوجستية والمادية التي تمكنها من التأكد من الأرقام التي توردها وزارة الداخلية.

بن فليس أعلن رفضه نتائج الانتخابات قبل إعلانها بسبب
بن فليس أعلن رفضه نتائج الانتخابات قبل إعلانها بسبب "عمليات تزوير" (الجزيرة)

من جانبها، سجلت حركة النهضة الإسلامية ضعفا شديدا في إقبال الناخبين على مراكز الاقتراع. واعتبرت في بيان أن خطاب السلطة وتقاريرها التي تتحدث عن طوابير أمام مراكز التصويت ما هي إلا عملية تضليل للرأي العام في ظل مقاطعة حقيقية لهذه الانتخابات.

وقال بن فليس في مؤتمر صحفي الليلة الماضية إن "التزوير انتصر مرة أخرى على التعبير الحر وخيار الشعب الجزائري", وأضاف أنه سيعمل بكل الوسائل السياسية والطرق الشرعية لاستعادة "حق الشعب"، ودعا القوى السياسية "للتشاور حول المقاومة السياسية من أجل إخراج الجزائر من المحنة الخطيرة التي تجتازها".

من جانبه، أكد المترشح للرئاسة عن حزب الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي للجزيرة نت أن العملية الانتخابية شابها العديد من الخروقات.

وأشار إلى أن صور الطوابير في مراكز الاقتراع بمحافظة تيزي وزو مثلا التي بثت عبر وسائل الإعلام المحسوبة على السلطة كان فيها تلاعب، لأن من يقف في الطوابير برأيه هم مجندون ومن المؤسسة العسكرية، ويتضح ذلك في تقديره من خلال لباسهم وطريقة تصفيف شعرهم إلى جانب تقاربهم في السن.

وبرأي تواتي، فإن التجاوزات واضحة للعيان وغير خفية، أبرزها استغلال المال للتوجيه والتأثير على الناخبين، واستمرار بعض الوزراء في الترويج لبوتفليقة من خلال أنشطتهم الميدانية وببروتوكولات رسمية، رغم أن القانون يمنع ذلك، ووصف هذا الأمر بالتجاوز الخطير جدا.

تضارب واحتجاج
وتأتي هذه التطورات بينما تتواصل عملية فرز الأصوات وسط جدل بين السلطة والمعارضة بشأن نسبة الإقبال، وبينما أعلنت السلطات أن نسبة الإقبال بلغت 51.7%، قالت أحزاب المعارضة إن الإقبال كان ضعيفا، وأعلن المرشح الرئاسي رفضه نتائج الانتخابات قبل إعلانها بسبب ما قال إنه تزوير شاب الاقتراع.

الجزائر تنتخب رئيسها-تغطية خاصة
الجزائر تنتخب رئيسها-تغطية خاصة

وأعلن وزير الداخلية الطيب بلعيز أن نسبة الإقبال على الانتخابات زادت بعد أن مددت فترة الاقتراع ساعة في ثلث بلديات الجزائر.

 
وبلغت أعلى نسبة في تندوف بأقصى جنوب غرب البلاد 78.06% ، بينما لم تتعدَ نسبة المشاركة في تيزي وزو أهم مدن منطقة القبائل 20.01% وبجاية (23.56%) وبومرداس (39.19%) والبويرة 34.66%، أما العاصمة الجزائر فبلغت 37.84%.
 
وقد شهدت الانتخابات احتجاجات في مناطق متفرقة بالبلاد، أهمها محافظة البويرة تم فيها حرق صناديق الانتخاب، وأصيب نحو ثمانين شخصا بين عناصر الأمن ومواطنين، حسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.
 
كما اعتقل علي بلحاج نائب رئيس الجبهة الاسلامية للإنقاذ المحظورة بعد قيامه بجولة عبر العديد من مراكز الاقتراع، وذلك حسب ما أفاد به بيان صادر عن مكتبه الإعلامي تسلمت الجزيرة نت نسخة منه.
 
وقد تلقت اللجنة الوطنية للإشراف على الانتخابات في حدود الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر
(13:30 بتوقيت غرينتش) نحو 176 إخطارا لتجاوزات في عدة محافظات.
 
يذكر أن عدد المسجلين في الجداول الانتخابية بلغ 22.880 مليون ناخب، فيما خصص أكثر من 11 ألف مركز تصويت ونحو خمسين ألف مكتب تصويت، منها 167 مكتبا متنقلا للمناطق الصحراوية التي يقطنها بدو رُحّل لا يستقرون غالبا في مكان محدد، كما يشرف على العملية الانتخابية 460 ألف موظف.
المصدر : الجزيرة + وكالات