معركة وشيكة بسبب سد الفلوجة والمالكي يتوعد

In this Friday, April 11, 2014 photo, masked anti-government gunmen hold their weapons in combat position in Fallujah, 65 kilometers (40 miles) west of Baghdad, Iraq. Al-Qaida-linked fighters and their allies seized the city of Fallujah and parts of the Anbar provincial capital Ramadi in late December after authorities dismantled a protest camp. Like the camp in the northern Iraqi town of Hawija whose dismantlement in April sparked violent clashes and set off the current upsurge in killing, the Anbar camp was set up by Sunnis angry at what they consider second-class treatment by the Shiite-led government. (AP Photo)
ضابط بالجيش العراقي قال إن عملية عسكرية ستبدأ قريبا ضد مسلحي الفلوجة بعد سيطرتهم على السد (أسوشيتد برس)

وصف أمير عشائر الدليم الشيخ علي حاتم السليمان تصريحات السلطات العراقية بقيام مسلحين من الأنبار بقطع مياه نهر الفرات عن المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد بـ"الادعاءات"، مبينا أنها محاولات لإدخال العراق في لعبة طائفية مكشوفة، على حد قوله. بينما توعد رئيس الوزراء نوري المالكي المسلحين بحرب ضروس بعد تدخلهم في إمدادات المياه.

وأكد السليمان أن من يطالب العشائر بإلقاء السلاح عليه أن يضمن لهم إنهاء الظلم الذي وقع عليهم وتسببت فيه الحكومة الحالية.

وأضاف أن العشائر ستستمر في رفع سلاحها ما دام الظلم باقيا، وطالب الحكومة بإنهاء أزمة الأنبار قبل أن تصل تداعياتها إلى بغداد، محذرا من انهيار الأمن بالعاصمة في المستقبل القريب.

وكان مسلحون سيطروا على السد الذي يمر عبر محافظة الأنبار ويقع على مسافة خمسة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة الفلوجة، ويساعد على توزيع مياه نهر الفرات.

وذكرت رويترز أن عشائر مناهضة للحكومة قالت إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو الذي سيطر في شهر فبراير/شباط الماضي على منطقة النعيمية حيث يقع السد، وبدأ في تحصين مواقعه.

الحكومة تتوعد
وتوعد رئيس الوزراء نوري المالكي -الذي أجل هجوما بريا شاملا على الفلوجة- بالانتقام من المسلحين لتدخلهم في إمدادات المياه، وقال إن "القتلة" استغلوا سياسة الحكومة بضبط النفس إلى أقصى حد في الفلوجة، مضيفا "لكن يبدو أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا ويقتضي المواجهة".

المالكي توعد المسلحين بالفلوجة بهجوم بري شامل لتدخلهم في توزيع المياه(الفرنسية)
المالكي توعد المسلحين بالفلوجة بهجوم بري شامل لتدخلهم في توزيع المياه(الفرنسية)

وقال مستشار الحكومة لدى وزارة الموارد المائية عون ذياب إن استخدام المياه كسلاح وجعل الناس يعانون من العطش "جريمة شنعاء"، موضحا أن إغلاق بوابات السد والعبث بمياه الفرات ستكون له عواقب وخيمة.

وقال مسؤولو أمن عراقيون إن المياه غمرت مناطق حول المدينة، مما جعل العديد من العائلات تترك بيوتها، كما منعت القوات من الانتشار والقيام بمهمتها لمنع المسلحين من الزحف نحو العاصمة.

وصرح ضابطان من الجيش في الرمادي والفلوجة بأن استعدادات تجري لشن هجوم خاطف لاستعادة السيطرة على السد، وأكد أحد الضباط أن وحدته تلقت أوامر بالاستعداد للتعبئة في مناطق تمتد من التاجي إلى الشمال، ومن بغداد إلى الفلوجة، وذكر أن الجيش يقوم بعمليات مسح جوية لرصد مواقع المسلحين قرب السد، مبينا أن عملية عسكرية ستبدأ في القريب العاجل.

وحذر مسؤولون حكوميون ومستشارون من أن الإغلاق المستمر لأبواب السد يمكن أن يؤثر على ري المزارع في العديد من المحافظات الجنوبية التي تعتمد على نهر الفرات، ومن بينها الحلة وكربلاء والنجف والديوانية.

وقال مسؤول أمني كبير -فضل عدم ذكر اسمه- إن "العراق يقترب من انتخابات عامة، ويبدو أنهم يريدون وضع الحكومة في مأزق".

وكانت مصادر طبية في الفلوجة أكدت أن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب ستة بينهم نساء وأطفال في قصف مدفعي وصاروخي من الجيش على المدينة. وأفاد شهود عيان بأن القصف تركز على أحياء المعلمين الثانية والجولان والوحدة ونزال والتأميم، وأحدث أضرارا بمنازل ومتاجر.

وتشهد الفلوجة منذ ثلاثة أيام عملية نزوح بسبب اشتداد القصف بعد تصريحات لرئيس الوزراء نوري المالكي قال فيها إن أهالي الفلوجة هُجّروا من مدينتهم، وإن من بقي في المدينة هم من وصفهم بـ"الإرهابيين" وعائلاتهم.

وفي الرمادي (مركز محافظة الأنبار)، اشتعلت النيران في عدد من المنازل بسبب قصف مدفعي وصاروخي من قبل الجيش على عدد من أحياء المدينة. وأفاد شهود عيان بأن القصف تركز على أحياء الملعب والضباط والبكر، ووقع بعد تعرض مقري اللواء الثامن وقيادة العمليات بغرب المدينة لقصف من مسلحي العشائر بقذائف هاون وصواريخ غراد.

المصدر : وكالات